أمن وإستراتيجيةفي الواجهة

البرازيل والصين صوتان للسلام / مؤتمر ميونخ للأمن.. عسكرة وكراهية وتصعيد للحرب

رشيد غويلب

في أيام 17 – 19 شباط اجتمع كبار المؤسسات السياسية والعسكرية وصناعة الاسلحة من جميع أنحاء العالم في فندق بالريش هوف الفاخر في “مؤتمر ميونيخ للأمن”.

ولم تتم دعوة روسيا وإيران. ولم تلعب المفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب دورا بالنسبة لحلفاء أوكرانيا. لقد كانوا متحدين أكثر من أي وقت مضى بشأن الهدف من الحرب: عدم خسارة أوكرانيا لا تكفي، بل يجب أن تكسب الحرب. لقد أيدوا بالإجماع موقف أوكرانيا، بعدم بدء المفاوضات، إلا بعد طرد القوات الروسية من شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.

قراءة معكوسة للمخاطر

العديد من المساهمات، قدمت قراءة معكوسة للمخاطر: من الخطأ ان يخشى الغرب التصعيد، وعلى بوتين ان يخشى التصعيد الذي يديره الغرب، من هنا تأتي أهمية تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية.

في كلمته، أوضح السكرتير العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، ان الأمر لا ينحصر بأوكرانيا فقط، بل أن الحرب تشكل حافزا في الصراع من أجل نظام عالمي جديد. “إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فسوف يتلقى هو وغيره من الحكام المستبدين رسالة مفادها أنه يمكنهم بالعنف الحصول على ما يريدون”، في إشارة منه إلى الصين والصراع حول تايوان. ولكي تنتصر أوكرانيا في الحرب، “تحتاج بالأساس إلى شيء واحد: أسلحة غربية حديثة”.

نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين كانا أكثر وضوحًا. يتعلق الأمر بوقف روسيا لردع الصين. وهددوا “بالعواقب” إذا قدمت بكين “الدعم المادي” لموسكو أو ساعدتها في الالتفاف على العقوبات الغربية.

لم يكن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أقل شأناً: “أنها ليست مجرد حرب دفاعية بين أوكرانيا وروسيا، إنها حرب العالم الحر، الذي يجب أن يدافع عن نفسه ضد العدوان”. وبما أن الامر يتعلق بـ “العالم الحر”، فإن مطالب أوكرانيا بالمزيد من الدبابات والمدفعية والطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى وجدت آذانا صاغية. ولم يتردد مصدرو الأسلحة، الا بشأن طلب أوكرانيا الذخائر العنقودية والقنابل الفوسفورية المحظورة دوليا. رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اكدت ضرورة التوسع السريع في إنتاج الأسلحة في بلدان الاتحاد الأوروبي. على غرار ما فعلته صناعة الأدوية خلال انتشار وباء كورونا، يجب أن يكون هناك الآن أيضًا تعاون غير بيروقراطي مع شركات الأسلحة. وأشارت، على سبيل المثال، الى إمكانية توسيع مرافق التصنيع بأموال الاتحاد الأوروبي لتعزيز الإنتاج وتزويد أوكرانيا بالذخيرة التي تحتاجها.

صوتان للسلام

بينما تحدث الغربيون عن الأسلحة والنصر على روسيا فقط، أعلنت الصين عن خطة سلام لحل النزاع في أوكرانيا.

وقال المسؤول عن السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني وانغ يي في كلمته يوم السبت “سنقدم شيئًا ما، وهو الموقف الصيني من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية”.

ومن المقرر تقديم الاقتراح في 24 شباط، بمناسبة مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

ودعا وانغ يي إلى حل النزاعات سلميا من خلال الحوار والتشاور. لا ينبغي حل المشاكل بين الدول من خلال الضغط أو العقوبات أحادية الجانب، لان هذا “يؤدي إلى صعوبات لا نهاية لها”. و”يجب إعطاء السلام فرصة… سنقف بحزم إلى جانب السلام والحوار”.

تناول وانغ يي حادث إسقاط المنطاد الصيني من قبل القوات الجوية الأمريكية. وحث الولايات المتحدة على عدم القيام بمثل هذه “الأشياء السخيفة” لغرض “حرف الانتباه عن المشاكل الداخلية”. وتساءل كبير الدبلوماسيين الصينيين بسخرية “هناك العديد من المناطيد تعود للعديد من البلدان في السماء. هل تريدون إسقاط كل واحد منها؟”.

البرازيل ترفض ارسال الذخيرة

وجدد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، رفض بلاده إرسال الذخيرة. واكد ان حكومة لولا تعطي الأولوية القصوى لمكافحة الجوع. وقال الوزير البرازيلي “بدلا من المشاركة في الحرب، نفضل الحديث عن السلام”. وقد دانت البرازيل العدوان والغزو لأنهما ينتهكان القانون الدولي.

ومن ناحية أخرى، لن تشارك البرازيل في عقوبات لا يفرضها مجلس الأمن الدولي لأنها غير شرعية. وجدد فييرا استعداد البرازيل للتوسط في مفاوضات لوقف إطلاق النار على طريق الوصول الى السلام.

وبين مؤتمر ميونيخ وتبادل التراشق المفتوح بين الصين والولايات المتحدة بوضوح، فإن العالم يسير بسرعة نحو تشكيل كتلة جديدة، يبحث فيه كل طرف عن حلفاء. وبذلك، يخاطر “الغرب” أيضا بأن تتحول الحرب في أوكرانيا، كما يخشى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى “حرب كبيرة” ينجرف إليها العالم “بعيون مفتوحة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى