مجتمع

الافتتان بجسد المرأة

قراءة اجتماعية انتروبولوجية للمؤخرة / محاولة للتفكير في المؤخرة

سهيَل العرفاوي

إنَ الضغط الممارس من وسائل الإعلام الحديثة المروجة للتوافق مع جسد معين من الجسم و يكون أكثر نحافة ، الضغط يكون على المرأة و في جميع الأعمار ” التعرض المتكرَر لهذه الصورة ، على إستعاب المرأة النحيفة المثاليَة الرقيقة تصبح مقبولة و مرجعية(1)تغير المعايير و الإشارة إلى وزن الجسم و تم تطوير ثقافة تحركها وسائل الإعلام ، تساهم في عدم الرضاء عن الجسد و تروج إلى الأكل الصحي وفق مناهج دراسية و استقرار التصوير الاعلامي في تعزيز صورة المرأة النحيلة في المخيال المجتمعي و تحديد سلوك الأكل ، هذا و تساهم العمليات الجراحية و البنية الاجتماعية و تطور إضطرابات الأكل و الهياكل الثقافيَة ، في التأثير على سلوك الأكل .
مارلين مونرو هي المرأة التي تم تصويرها على أنها نحيفة ومروَجة لصورة النحافة كقيمة جماليَة ، ثم تم تعزيز هذه الصورة من قبل المنتجين و المسوقين لبيع المنتجات و بالتالي إستعاب المعايير الجديدة للجسد الأنثوي ، لذلك إعتادت المرأة على تغيير عاداتها الغذائيَة ، و إتباع نظام إستهلاكي و غدائي خاص (2) للإعلام قدرة على تغيير التأثير الحيوي و الخيارات الغذائية للفرد (3)نذكر مثال إنخفاض نسبة اللحوم ب 20% ، إستجابة لدعاية حول الفوائد و مخاطر لبعض أنواع اللحوم و تناول طعام صحي . نلاحظ هنا قدرة الصورة الاعلامية في تغيير النظام الغذائي و التركيز على المرأة النحيفة .
تؤثر المؤسسة الإعلامية و الأسرية و الإجتماعية في إنتشار إضطرابات الأكل و فقدان الشهيَة لدى النساء من الطبقة الوسطى البيضاء(4)عادة ما نلاحظ الأفكار المتزمتة للقيم الأخلاقية البروستانتيَة ، كضبط النفس حيث أن زيادة الوزن هو مؤشر كسل و إنغماس في النفس ، شكل الجسم يمثل قيم أخلاقية للفرد (5)يقول أن النحافة تتساوى مع مع الكمال الأخلاقي و قد حقق الأشخاص النحيفين النموذج من خلال العمل الجاد (6) السمنة هي علامة نقص التحكم في الذات . يعتقد الشباب أن الدهون مرتبطة بالتحلَل العقلي بينما تمثل النحافة إنتصارا على شهية النفس و ضبطها . شابات يقلن أنه لتحقيق جسد نحيل يجب إستثمار الوقت و العمل و الجهد …لتشكيل جسد أعلى ثقافي للأنوثة. الخيال الإجتماعي مهم لأن تطور إضطرابات الأكل لدى الفرد و يتأثر بالبنى الاجتماعية و الثقافية لذلك يمكن القول بأن الأفراد يمارسون السلطة على الجسد.
تشعر المرأة بالضغط المتواجد منذ فترة طويلة ، هذا ما يعكس هيمنة التكنولوجيا و ضغط معايير وسائل الإعلام و بهذا تزايدت التعبيرات عن الجسد النحيل مثل المؤثرون في وسائل التواصل الإجماعي المروجون لجسد نحيل و وجبات متوازنة و ممارسة الرياضة . في الممارسات الرياضية النسائية يتم التركيز على المؤخرة و الجزء الخلفي و الحوض . المؤخَرة لها أهميَة في فعالية حركة البشر. الهيكل الشرجي متكون من أنسجة دهنيَة الموجودة في عضلات الألوية (Gluteal Tissu) و التي ترتبط بالحوض العظمي ، أي أن شكل الحوض يحدد المؤخرة .الحوض (Pelvis) يتكون من العظام(hip bone) ، الورك (Sacrum) ؛ يتكون كل عظم من ثلاث أجزاء : الحرقفة Ilium، والإسكIschion والعانة Pubis التي تندمج معًا أثناء النمو و هذا ما يصنع الفرق بين القرد و الإنسان ، ألويتنا (Gluteus) كبيرة تساعدنا على الجري و صعود السلالم و التغير يرجع شكل الحرقفة إلى Aidipitheen Ramidus , Australopithecine و الشكل أصبح أقصر و أوسع . الجسد يخزن الطاقة و الدهون ، المؤخرة لها علاقة بأن نكون ذوات قدمين و لدينا نسبة عالية من الثدييات الغير مائيَة .
أجدادنا القدامى ، القردة ، نزلوا من الأشجار و بدأوا يمشون على القدمين و قاموا بتوجيه النسب البشري إلى مسار تطوري حيث أن القدرة على المشي مهدت الطريق لمزيد التحولات في جسم أشباه البشر .
في دراسة نشرت في هارفارد (7) بأن الألوية أكبر ب 1.6 مقارنة بكتلة الجسم و تختلف التعديلات الجينيَة و الوراثية ترتبط الكائنات المعدلة وراثياً ، بحرقفة أعلى وهي العظم العريض للورك ، أوضحت دراسة (???? أنَ الألوية تنشط أثناء التسلَق و الحفر و الرمي و الجري ، هذه الأنشطة تطور النوع الكبير من الألوية .
كانت هناك منافسة مستمرة بين أنواع الحيوانات “معركة من أجل الوجود” ، الحيوانات ليسوا أقوياء لكن الإنسان تطور دماغه و عوض نقص العضلات بالتفكير و التواصل و بالتَالي فكَر في صنع وسائل صيد لسيطرة على الحيوانات المفترسة و أصبح يمتلك الرمح و القوس و السهم . تشير أحفورة لوسي من نوع ال(Australophithecus Afrensis) إلى أنها كانت تمشي و لكنها ليست عدائة ، كانت قصيرة الساق و تفتقر إلى الرباط القفوي (Nuchal Ligement) وهو رباط مؤخرة العنق الذي يحافظ على إستقرار الرأس أثناء الجري ، مع تطور الإنسان ظهر الإنسان المنتصب و صارت له مؤخرة كبيرة . إن التطوَر وعدت تنظيم الألوية مرتبطين بالجري و المشي في التضاريس و التسلَق و هذا ما يتطلب نشاط الألوية ، حيث كانت سمة البقاء على قيد الحياة .الإنتقاء الطبيعي جعل الألوية تكتسب سمات بيولوجيَة و تطوَرت و قابلة للتوريث جينياً . عند إنتشار الزراعة ، حلَ النَشاط البدني الجديد و تميَز بأعمال أخرى متعلَقة بالزَراعة و أنماط النَشاط الجديد ، تشيردراسة قام بها ليبرمان إلى أن مستويات النَشاط البدني لمزارعين الأوائل مرتفعة مقارنة بالصيادين(9). إنتشرت الثورات الصناعيَة و أصبحت الوظائف المكتبيَة أكثر قيمة و المعيار الجديد هو الجلوس المفرط و العيش المستقر و أصبحت الألوية لا يتم إجهدها بشكل كاف و لا يشهد الجينوم الذي يحدده علم التشريح و علم الأعضاء دون تغيير نسبياً منذ العصر الحجري القديم . هذا يعني أن العصر الحجري لا يزال معنا ، لقد كان إختيار لتكييف الجسم مع ظروف جديدة و بالتالي حدث تنافر بين الجينات و البيئة ، وهو ما يمهَد الطريق للعديد من المشاكل الصحيَة .
من المهمَ أن نقول أن المؤخرة لها مكانة خاصة و مهمَة لبقائه لكنها أيضاً هي رمز الخصوبة و الجمال ، الطابع الجنسي يرجع لزيادة شعبية الجينز الضيَق (Jean) تم التركيز على جذع الأنثى العلوي و أفسح المجال للمنطقة السفلية للجسم و من أجل التأكيد على الملاءمة ركَز المصنعون على الوركين ، مع ظهور إسم المصمَم على جيب الورك و التركيز على الجزء الخلفي و تزايدت الإعلانات لدرجة أن هذه المنطقة فقط الثديين بإعتبارها الصورة الجنسية الأولى لجسد الأنثى .
المراجع
(1)Tiggemann, M. (2002). Media influences on body image development. In Body Image: A Handbook of Theory, Research, and Clinical Practice (pp. 91-98). AUMLA.
(2)James Fulcher, John Scott, Sociology, Oxford University Press, 2007.
(3) J.Ogden , Kate Mundray,The Effect of the Media on Body Satisfaction: the Role of Gender and Size ,European Eating Disorders Review, 1996 .
(4)James Fulcher, John Scott, Sociology, Oxford University Press, 2007.
(5) J.Ogden , Kate Mundray,The Effect of the Media on Body Satisfaction: the Role of Gender and Size ,European Eating Disorders Review, 1996 .
(6) Susan Bordo. Unbearable Weight: Feminism, Western Culture, and the Body. Berkeley, University of California Press, 1993. – Judith Butler. Bodies That Matter: On the Discursive-limit-s of Sex. New York, Routledge, 1993.
(7) Lieberman, Daniel E., David A. Raichlen, Herman Pontzer, Dennis M. Bramble, and Elizabeth Cutright-Smith. 2006. The human gluteus maximus and its role in running. Journal of Experimental Biology 209.
(???? Robert R. Sands , Linda R. Sands The Anthropology of Sport and Human Movement: A Biocultural Perspective, Lexington Books , 2010.
(9) The Story of the Human Body: Evolution, Health, and Disease by Daniel E. Lieberman. University of Notre Dame . See less

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى