رياضة

الاعلام الرياضي والتعصب الجماهيري

بهاء عبد الكريم طاهر

إن الانتماء والتحيز والتشجيع ليست ظاهرة حديثة وانما هي حالة فطرية تولد مع الانسان، فهو ينمتي إلى اسرتهِ ومجتمعه الذي يولد وينشئ فيه، فالانتماء فطرة انسانية، اما اللعاب الرياضية فهي قديمة قدم الانسان وأن فلسفتها قائمة على التنافس سواء كانت اللعاب فردية ام جماعية.
ولكل لعبة او رياضة لها جماهيرها التي تنتمي لها وتتحفز عند تشجيعها وبطيعة الحال فأن اللعاب الجماعية تتمتع بجماهير اكبر ويرجع ذلك إلى طبيعتها سهلة الفهم وكبر ملاعبها على خلاف اللعب الفردية التي تكون ذات قوانين صعبة الفهم بعض الشيء لدى الجماهير المشجعة والمحبة لها.
وللأعلام دور في تحفيز المنافسة بين اللاعبين من جهة والجماهير المشجعة من جهة اخرى، من خلال ما تقدمه من برامج واخبار تتناول الشأن الرياضي، لأسباب منها يتعلق بتعزيز الموارد المالية لوسائل الاعلام بمختلف اشكالها سواء المقروءة او المسموعة او المرئية، لكنها في الآونة الاخيرة ومع التطورات التي شهدها العالم في وسائل الاعلام والاتصال وتوسع شبكات الانترنت، ليتغير معها آليات عمل وسائل الاعلام فلم تعد البرامج التقليدية تفي بالغرض وتلبي حاجة الجمهور من جانب وتحقق اهداف المؤسسات الاعلامية من جانب اخر، وهذا الآمر زاد من المنافسة بينها مما ادى بها إلى انتهاج سياسات بعيدة عن اخلاقيات المهنة الاعلامية، فقد عمدت إلى بث برامج قائمة على بث الخلافات بين الضيوف والدفع بهم إلى الصدام امام ذلك من اجل تحقيق نسب اعلى من المشاهدة والمتابعة لمواقعها على وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة ارباحها، وقد دفعت وسائل الاعلام بتجاه يعزز من تحول المنافسة الرياضية والتشجيع الجماهيري إلى حالة التعصب وقد يصل بعض الاحيان إلى العنف، اضافة إلى انعكاس الازمات السياسية بين الدولة على الملاعب الرياضية لتأخذ المنافسة والتشجيع ابعادا اخرى، بعيداً عن القيم الاخلاقية في التشجيع، وهذا الامر لا يتوقف عند المؤسسات المعنية بالأعلام الرياضي وانما تتزامن عدم وجود مقدمي برامج واعلاميين على نضج ووعي ومتمسكين بأخلاقيات العمل الاعلامي ومهنية الصحافة وجل ما يهمهم هو تحقيق الشهرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتكثر هذه الظاهرة في المجتمعات العربية وانعكست الازمات السياسية بشكل واضح على التشجيع الرياضي في ظل وجود اعلام يدفع بتجاه يعزز من حالة التعصب الرياضي والذي قد يتحول إلى تعصب وعمال عنف مجتمعي قد تؤدي إلى منحنيات خطيرة وتهدد الأمن الاجتماعي، ولأجل الحد من هذه الظاهرة لابد من اتباع رقابة للحد من تحول الشجيع الرياضي إلى حالة العنف وزيادة دور نقابة الصحفيين في مراقبة العاملين في مجال الاعلام الرياضي لمنع الطارئين على مجال الصحافة والاعلام الرياضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى