إعتراف اسرائيلي .. حماس عادت اقوى

منذ قرر الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق الهدنة في غزة، ألحقت قواته أضرارًا جسيمة بما تبقى من القطاع بعد أكثر من عام ونصف على حرب الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها حوالي 50 ألف فلسطيني بدعوى القضاء على حركة حماس التي فقدت كبار مسؤوليها وقياداتها السياسية والعسكرية، ومع ذلك لا تزال قادرة على مواصلة القتال.
بعد استشهاد قائدها الرئيسي في غزة، يحيى السنوار في أكتوبر الماضي، انتقلت الحركة إلى مجلس قيادي أقل اعتمادًا على شخصية واحدة، وفقًا لمصادر حماس، ومع تقليص ترسانتها الصاروخية خلال صمودها للعدوان الإسرائيلي، عادت الحركة للتركيز على حرب العصابات بينما تحول جناحاها العسكري والسياسي إلى استخدام الرسائل البشرية لتجنب التجسس والاختراق الإلكتروني الذي وقع فيه حزب الله في لبنان.
ويقول مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن حماس أظهرت قدرة فائقة على تحمل خسائر كبيرة ومواصلة القتال والحكم في غزة، مشيرًا إلى أن مقاتليها لا يزالون قادرين على الصمود أمام الأسلحة المدمرة والقنابل المحرمة دوليًا.
استهدفت الضربات الإسرائيلية الأخيرة قدرات حماس القتالية بغرض عزلها عن حكم غزة، مما يشير إلى جولة جديدة من الهجمات العدوانية التي ردت عليها الحركة حتى الآن بإطلاق بضعة صواريخ على تل أبيب.
وأسفرت الهجمات التي أنهت اتفاق وقف إطلاق النار بعد 15 شهرًا من حرب الإبادة عن استشهاد رئيس حكومة حماس الفعلية عصام الدعيس ورئيس الأمن الداخلي محمود أبووطفة في غارات جوية فجر يوم الثلاثاء، ليضاف ذلك إلى حصيلة آلاف من مقاتلي حماس الذين فقدوا حياتهم في الحرب.
ويشير تقرير لهيئة البث الإسرائيلية إلى أن قدرة حماس على الصمود في وجه أي هجوم متجدد سوف تكون حاسمة في تحديد الإطار الزمني للصراع الجديد وكيف ستبدو غزة بعد ذلك خاصةً أن الحركة لا تزال «خصمًا قوياً» على الرغم من مزاعم رئيس حكومة الاحتلال بإضعافها.
في سياقٍ متصل، أكد نتنياهو مرارًا أن الهدف الرئيسي من الحرب هو تدمير حماس ككيان عسكري وحاكم، ومع تزايد ضغط عائلات الرهائن الإسرائيلية لدى حركة المقاومة الإسلامية، أضاف أن هدف الحملة الجديدة هو إجبار الحركة على تسليم الرهائن المتبقين لديها.
وقال المحلل كوبي مايكل في معهد إسرائيل لدراسات الأمن القومي ومعهد «ميسجاف» إن حماس لا تزال واقفة على قدميها ولا تزال تحكم الأراضي والسكان، وتبذل قصارى جهدها لإعادة بناء نفسها عسكريًا.
كما زعمت إسرائيل أن توغلها البري نجح في تقليص ترسانة حماس من الصواريخ وقدرتها على العمل كمنظمة عسكرية متماسكة، وأنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل، فيما نفت حماس هذا الادعاء دون أن تذكر عدد المقاتلين الذين فقدتهم.
مايكل ميلشتاين، ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق في مركز موشيه ديان في تل أبيب إن حماس تمكنت من تجنيد آلاف المقاتلين الآخرين من بين العديد من الشباب العاطلين عن العمل في غزة.
وفي الوقت نفسه وعلى الرغم من انقطاع إمدادات الأسلحة الخارجية وأن العمليات الإسرائيلية ضربت مواقع التصنيع الداخلية لحماس، أثبتت حركة المقاومة الفلسطينية قدرتها على صنع قنابل جديدة من الذخائر غير المنفجرة.