إستخدام السلاح النووي التكتيكي أمر وارد جداً.

إستخدام السلاح النووي التكتيكي أمر وارد جداً.

محمد قاسم علي
رسام

ماذا يعني ضم بوتين 4 مناطق أوكرانية الى روسيا الإتحادية ؟. منذ بدء العمليات العسكرية في شهر شباط في السنة الجارية 2022 ، الأهداف المعلنة للحرب كانت هي بأن يتم تحييد القدرة العسكرية الأوكرانية و القضاء على النازية الجديدة . كذلك حماية الروس الأوكران من بطش سلطة كييف. لكن إذا ركزنا في خطاب بوتن ، لإستطعنا رؤية أهدافه الإستراتيجية التي كانت مٌنذ البداية تتمثل بجعل أوكرانية دولة حبيسة ليس لها شواطئ على البحر الاسود ، فقد أشار بوتين الى أن مهندس اوكرانيا كان ستالين ، الذي بدوره ضم أراضي روسية و أراضي دول أٌخرى الى أوكرانيا ، كما ان شبه جزيرة القرم ، هي أرض روسية تنازل عنها خوروشوف. لذا الإحتمال وارد جداً أن يضم بوتين ميكولايف و أوديسا كي يصل الى الإقليم الذي يضم أغلبية روسية في مولدوفا. طبعاُ هذا الضم يٌحتمل أن يحصل إذا ما إستمرت أوكرانيا في حشر الجيش الروسي في الزاوية. و إذا ما إستمرت تدفقات الأسلحة الغربية التي قد تؤدي الى إلحاق خسائر كبيرة في الجيش الروسي و القوات الإنفصالية في الشرق الاوكراني.
الخطاب الذي يترتب على هذا الضم إعتبار روسيا ان أي إعتداء على هذه المناطق الأربعة هو إعتداء على روسيا الإتحادية بشكل مباشر. العقيدة العسكرية الروسية المٌعلنة في 2020 تقول ان روسيا سوف تفكر في إستخدام السلاح النووي في حالتين ، الحالة الأولى أي خطر كبير يهدد وحدة و سلامة الأراضي الروسية و هذا ينطبق على إعتداء أوكرانيا على المناطق الأربعة بإعتبارها قد أصبحت أراضي روسية ، و السبب الثاني الذي يٌمكن لروسيا أن تستخدم فيه الاسلحة النووية هو محاولة خفض التصعيد في نزاع قد يخرج عن السيطرة و يؤدي الى خسائر كبيرة في الجنود الروس ، و هذا أيضاً ينطبق في حالة إذا إستخدم الأوكران هجوماً مكثفاً على أراضي تعتبرها روسيا اراضي تابعة لها.
ينجم عن ضم المناطق الاوكرانية الاربعة شرعنة العمليات العسكرية و ما يترتب بالتالي من تعبئة عامة للمواطنين الروس الذين يبدون تردد في الإلتحاق بالخدمة العسكرية، بإعتبار أن بلدهم الآن يتعرض الى تهديد سيتعين عليهم الدفاع عنه بدافع الحرب الوطنية، بذلك يرغب بوتين الى نقل الحرب الى الداخل الروسي، لتعبة الملايين عند الحاجة.
نحن أمام سيناروين ، السيناريو الأول أن يرتدع الغرب و يرتدع الاوكران و يخافون من ردة فعل روسيا و يبدأوا في التفاوض الذي دعا اليه الرئيس الروسي بعد إعلانه ضم المناطق الأربعة و هذا إحتمال ضعيف جداً ، لأن اوكرانيا لا تعترف بالخطوة الروسية و الغرب كذلك لا يعترف بالخطوة الروسية ، السيناريو الثاني الأقرب الى الحدوث ، هو ان يواصل الأوكرانيين بدعم غربي الهجوم على المٌدن الاربعة في مٌحاولة لتحريرها الأمر الذي سوف يؤدي الى تصعيد كبير جداً من الجانب الروسي بإعتباره يٌدافع عن اراضي باتت روسية ، أن هذا التصعيد بإختصار يعني تبخر اهم خطين أحمرين في هذه الحرب ، هذه الحرب كان فيها خطين احمرين فقط، أحترمهم الجميع الخط الأحمر الأول أن كٌل العدائيات تظل داخل أوكرانيا و لا تخرج خارجها ، الأمر الثاني ان لا يقتل حلف شمال الأطلسي جندي روسي و العكس صحيح. مع هذا التصعيد سيتبخر الخطان و نقصبح امام صراع كبير سوف يجر العالم كله الى كارثة.
في اليوم الموافق 3-10-2022 أخترقت القوات الأوكرانية خطوط الدفاع الروسية و دخلت إقليم لوغانسك ، الذي إعتبرها بوتن أنها أراضي روسية كما أخترقت أقليم خرسون عن طريق إختراق بحوالي 30 كيلومتر، بهذه الإختراقات ستشتد حِدة المعارك في الأيام القادمة، معركة الشتاء ستكون ضروس. من المعروف بأن الشتاء سلاح روسيا التقليدي على تاريخ حروبهم مع الغرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2022-10-8 تفجير جسر القرم، أنفجار أدى الى تخريب أحد مسارات الجسر الذي يربط الجرف الكبير لروسيا بشبه جزيرة القرم، جاء الأنفجار أثر مفرقعات شديدة الإنفجار كانت مُحملة على شاحنة كبيرة، أدى الإنفجار الى عمل شلل جزئي للحركة. مستشار الرئيس الاوكراني يقول هذه هي البداية فقط، في حين يٌرتقب تصعيداً روسياً كردة فعل على هذه الحادثة، يا تٌرى بعد إستهداف جسر القرم، هل بقيت خطوط حمراء وضعتها موسكو لم يتم تجاوزها؟. هل أصبحنا على مقربة من إستخدام السلاح النووي أم ان لبوتين رأي آخر. الصراع الذي تقوده واشنطن ضد موسكو يٌمكن أن يٌقربنا الى آرمغدون على حد تعبير بايدن. لكن هذا سيحدث في حال شعر المسؤولين الروس بأنهم بدأوا بالهزيمة المٌذلة. ليس على الغرب أن يدفع روسيا الى زاوية الفشل الذريع و أن يستمر في سياسة ضم أوكرانية الى الإتحاد الاوربي و ربما الناتو مٌستقبلا، لأنه في هذه الحالة سيعمل بوتين على ضرب أوكرانيا بضربات تؤدي بها الى الإستسلام. بالتالي الضحيا ستتعاظم في صفوف المدنيين.