مجتمع

أنواع الانتباه

 
سعد سوسه
عندما يركز شخص ما نحو هدف معين في البيئة المحيطة فان ذلك الجزء من البيئة يمثل محور نشاط العمليات الحسية ( السمعية، البصرية، الشمية، …) وعلى هذا فان الهدف بوصفه جزءا من المجال الادراكي يكون أكثر تمايزا واشد بروزا عن هذا المجال.
إن الانتباه بوصفه عملية عقلية سابقة للإدراك يتصف بالتغير وعدم الثبات والانتقال من جزء لآخر ضمن المجال المدرك. وهو أكثر ميلا للتحــول الكيفي ( الطوعي) بعد مدة من التركيز على احد أجزاء المجال الكلي فضلا عن أن عملية التحول هذه تخدم وظائف أساسية في تحقيق التنظيم الادراكي. فمن غير الممكن تنظيم عناصر أي مجال خلال نظرة متفردة لجزء محدد منه.
وهناك أسباب متعددة تعمل على تحول الانتباه من جزء لآخر في البيئة المحيطة منها حالات التخمة أو الإشباع (Satisfy) التي تعمل على منع أو كف استمرارية الانتباه.( 9 )
وتشير الدراسات إلى أن هناك ثلاثة أنواع من الانتباه، هي:
1- الانتباه القسري ( اللاإرادي) Involuntary :
وفي هذا النوع من الانتباه يتجه تركيز الفرد نحو المثيرات بصورة قسرية من دون رغبة منه. ولأجل حدوث هذا النوع من الانتباه لا بد من وجود مثيرات قوية كالأصوات المرتفعة أو الأضواء الساطعة أو الأشياء المتحركة والكبيرة الحجم. وهذه المثيرات ترغم الفرد قسرا على الانتباه لها من دون رغبة منه. وفي هذا النوع من الانتباه يكون الفرد اقل فاعلية في اختيار اتجاه انتباهه ويكون اكثر انقيادا للقوى التي تجبره على الانتباه لها. وتشير الدراسات الى ان هناك علاقة طردية بين قوة المثير ودرجة الانتباه. فكلما كان المثير قويا زاد انتباه الفرد. ويمكن الاستفادة من هذا النوع من الانتباه في الاعلانات التجارية وفـي الدعايــة .
2- الانتباه الإرادي Voluntary :
وفيه يوجه الفرد انتباهه نحو شيء ما بصورة طوعية ومقصودة باذلا جهدا كبيرا في سبيل تحقيق هدف معين كالانتباه إلى محاضرة مهمة ، إذ يتوجه انتباه الفرد بصورة كلية وتامة ومقصودة وإرادية نحو المحاضر.
وهو يتطلب صبرا كبيرا وإرادة قوية وجهدا كبيرا، وتؤدي العوامل النفسية والذاتية والخارجية أثرا فاعلا في الانتباه، ويمكن القول أن هذا النوع من الانتباه يستهدف:
– الاعتماد على الإرادة.
– تحقيق الأهداف والمثل العليا وبذلك يؤدي إلى التقدم العلمي والإنساني والاجتماعي.
– الحاجة إلى نوع من الجهد والنشاط .
3- الانتباه التلقائي Spontaneous :
وهو الانتباه إلى هدف أو إلى شيء يحقق حاجات فطرية مهمة للفرد ويحدث من تلقاء الفرد نفسه ( أي من دوافعه الأولية) وهذا النوع لا يتطلب جهدا كبيرا ويمكن الاستفادة من هذا النوع من الانتباه في الإعلان من خلال التعرف على الدوافع والحاجات الأساسية للأفراد وبذلك يجعل المستهلكين ينتبهون للإعلان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى