ثقافة

أمسية حكواتي سهرة عائلية من هنا وهناك للنادي الشعبي بيت العائلات لستراسبورغ .

سهرة سنوية تنظم من طرف بيت العائلات التادي الشعبي بهوت بيار بفرنسا بالتعاون مع المركر الثقافي الإجتماعي بهوت بيار ستراسبورغ

أمسية حكواتي سهرة سنوية تنظم نهاية كل سنة خلال شهر ديسمبر، تضرب فيها العائلات موعد مع الحكواتي المختار لتنشيط السهرة , أين تكون بحفل حر يمكن للجميع حضوره للسماع و الإستمتاع بنشاط فن الحكواتي.

يعترف الفن الشعبي للحكواتي لسرد القصص, إنتشار واسع في مدينة ستراسبورغ و أحيائها من خلال عمل طاقم النادي الشعبي و شهرة سهرة الحكواتي المدعو للتنشيط من سنة الى أخرى. كون هولاء باتو مختصين في الحكواتية وتنشيط السهرات العائلية.

لا تحتوي سهرات الحكواتي على جميع القصص التي يتم سردها على نفس الهيكل أو نفس الهدف. أو أحد أشكالها مع التنوع الثقافي واللغوي.

إذ عرفت فرنسا منذ السبعينيات فن الحكواتي كثرات شعبي مع بروز حركة إحياء سرد القصص القديمة ، تم إستخدام مصطلح سرد القصص بشكل متزايد لتعيين فن سرد حكايات القصص للجمهور. بحيث ظهر مصطلح رواية القصص الحضرية لتحديد نوع جديد من حكايات رواية القصص على أساس الموضوعات الحديثة والحضرية الحديثة.

تقديم :

مهنة الحكواتية هي مهنة تراثية شعبية تاريخية جد قديمة ضاربة بجذورها في أعماق المجتمع منذ قديم الزمن و من قرون خلت, مهنة تتعاقبها الأجيال المتعاقبة و المتصاعدة من جيل لأخر. الحكاواتية شخصية جسدها كثيرون على مدى عقود من الزمن.. فالحكواتية مهنة عرفتها بيوت الشعوب عامة و العائلات خاصة منها من دوام و حافظ عليها كموروث ثقافي، وإنتشرت في المدن و القرى و الأرياف. وحظيت بشعبية كبيرة فكانت جزءا من التراث الشعبي ووسيلة للترفيه وتكريس القيم والمبادئ التي تحلى بها أبطال القصص والروايات، المرتبطة بالأدب الشعبي المتوارث من جيل إلى جيل، حيث أنه يتكون من حكاية وسيرة وشعر وفكاهة وغيرها.

أصل كلمة حكواتي:

تشير كلمة حكواتي من حكاية إلى قصة حقائق أو مغامرات خيالية من النوع الأدبي قبل كل شيء شفهي الذي يربط هذه القصص الحاضر بالماضي. وتكون الحكاية قصة قصيرة في محتواها ولكن طويلة في مضمونها الذي يهدف إلى الترفيه و التنوير، و يحمل في طياته قوة عاطفية جياشة أو فلسفية قوية .

الحكايات لها قصة. أصلها قديمة، منها ما تم إختراعه وتحويله عبر عديد الإصدارات المختلفة التي هي موضوع الأشكال الشفوية, و التعبرية التقليدية ، ومنها الإصدارات الأدبية أو الشعبية القصص والروايات الورقية ، والمستخرج منها الأغاني ، والمسرحيات وما إلى ذلك. وتتطور الحكايات حسب المجتمع الذي يعيشها وينتجها، وكيف ينقلها ومن يستقبلها.

لا يقوم الحكواتي فقط بالتركيز على موضوع معين على وجه التحديد في معرفة كيفية تكييف قصته مع جمهوره. فيقوم بتعديل الحكايات وفقا لما يفترضه جو السهرة وما سيتوقعه من الجمهور وتفاعله ع الموضوع .

الحكواتية و السهرات العائلية:

إن الحكواتية هي الفن الشعبي, الإرث المنبثق من الإنتاج الفنيّ البسيط والعفوي الذي تتوارثه الأجيال المتلاحقة حتى صار جزء ثقافي من التراث المادي المحفوظ، بل وصل الأمر بأن يحفظ كموروث تراثي تاريخي من أصل ثقافي، ويختلف الفن الشعبي من حضارة لأخرى، تتعدد صور الفن الشعبي بين مسموع ومرئي، وبات يظهر جليا في أهازيج الهدهدة والمناغاة الفردية والجماعية، وحكاوات الأجداد وسرد الجدات خصوصا للأحفاد للسهرات العائلية، و أساطير الأمم من حيث الحفلات والمهرجانات، والأغاني في الأفراح وغيرها، فن يشجي أذن المستمع من جمع الحضور، ويحرك المشاعر السامع.

شعبية الحكواتية و سهراته:

رغم حلول التلفزة والإذاعة منذ عقود ووسائل التواصل الإجتماعية، وتقنيات الأنترت و اليوتوب و غيرهم حديثا. إلا أنها لم تتأثر بهم و لم تنقص من قيمتها و شعبيتها لما تحمله صفة شخصية الحكواتي وسماته على المجتمع.

سمات شخصية الحكواتية التي يتميز بها, هي النفحة في زرع القيم والفضائل التي تتسم بها شخصيات الروايات التي تغذي نفوس المستمعين وعقولهم ولا سيما الشباب منهم تبقى راسخة عن قناعة و تقبل فردي عن قناعة و تعزيز للواقع مقبول ، على عكس ما تضخه وتقدمه حاليا المحطات الفضائية ومقاهي الإنترنت من عادات غريبة ورداءة , منحلة و مخلة بالحياء منفرة, وتحفر العقول عن المسرى القويم والطريق الصحيح، فهاته السهرات العائلية من العادات المجتمعية لها دور أساسي أولا في لم الشمل الأسري و الحفاظ على روابطه . الحماية من مخاطر الإنزلاق و الآفات الخطيرة المدمرة و المشتتة والمساهمة في غرس القيم والفضائل عن طريق الشخصيات والأحداث وتسلسل الروايات، خاصة عند الشباب وتوجيههم بالإتجاه الصحيح و أيضا غرس الصفات الإيجابية الحميدة مثل الصدق والشجاعة لاسيما الأدبية والمروءة والأمانة. ومنح القدرة على جذب إنتباه المستمعين وتشويقهم لمعرفة باقي التفاصيل ومنها الإستنتاج و منح المجال بالسباحة بخيال واسعة للوصول للحقيقة التي يرسمها عالم السهرة.

الحكواتية و السهرات العائلية:

تعد في مجالها تعد في حد ذاتها وسيلة تسلية جماعية وفي الوقت نفسه وسيلة تثقيف وترسيخ للقيم والأخلاق التي تحلى بها أبطال القصص والروايات التي يسردها الحكواتية. ما يزيد في الحماسة والتشويق عند قيام المنشط بتجسيد شخصيات الرواية و طريقة كلامه بتحريك يديه والحركات البلهوانية في بعض اللقطات التعبيرية. سواء برفع صوته أو تضخيمه أو تخفيضه.

موضوع سهرة الحكواتي:

سهرة مختصة في موضوع سهل يعرض في الجلسة يتبع من جميع الضيوف و هاته الموضوعات تجذب الجميع وتترك لديهم إنطباع جميل بذكريات منقوشة بالذاكرة لكل منهم.

فكرة موضوع السهرة:

فكرة موضوع السهرة تقترح من طاقم أعضاء النادي الشعبي كونهم مختصين في معرفة أذواق و أنواع شخصيات المجتمع و فعالياته بحكم الخبرة و الاقدمية من خلال السنين الفارطة من التجربة المكتسبة و المخبرة المتحصل عليه.

ففي كل سنة تنظم سهرة تعارف وخلال هاته السهرة يقوم حكواتي بتقديم الموضوع الذي يكون موضوع الإختيار الجماعي.

ويكون تقديم الموضوع متبوع بجملة أسئلة تحضيرية تتعلق بالموضوع.

السهرة :

إنطلقت السهرة بتقديم الطفل المختار ذو الثلاثة عشرة 13 ربيع من العمر أين قام بأخذ الجميع في رحلة سفر جماعية بحكاية قصة يبانية بعنوان سن النضج والرشد، و الرشد أن تكون بالغ حر بكل حرية عامة ماديا و أخر.

في حين أن سن النضج الذي يتبعه حول العصر الماضي، والذي يرمز إليه معظم الناس على أنه الوقت الذي يقبل فيه المرء نفسه، وهو العمر الذي يحزن فيه المرء على أكثر تطلعاته غير الواقعية، حيث يتخلى المرء عن خياله أن يكون شخصًا آخر. هذا هو عصر الإستقلال النفسي.

فوائد سهرة الحكايات العائلية:

نظرا للدراسات النفسية التي تؤكد على أهمية القصص في حكايات السهرات العائلية, بأنها تساهم في تنمية الفوائد عند الأطفال.

كون أن الأطفال عباقرة حقيقيين لما يتعلق الأمر بالمعرفة, وعليه يجب إذن منحهم إهتمام خاص لأهمية التاريخ و القصص في الحياة اليومية عامة و في الحياة العائلية و الجمعوية خاصة.

سهرة الحكواتية سمحت للأطفال الحاضرين المرافقين لأهاليهم أن يعيشوا أحلى اللحظات الجميلة في دفئ جميل لا ينسى بين الجميع كبار و صغار.

هدف السهرة:

أخبرنا الأستاذ طاهيري محمد مدير النادي الشعبي بيت العائلات واحد كوادر الحركة الجمعوية وفعاليات المجتمع ىرمته, أن سهرة الجكواتي هنا وهناك, هي سهرة سنوية ينظمها النادي الشعبي بيت العائلات نهاية و كل سنة خلال شهر ديسمبر منذ عشرين سنة منذ نشأته, من خلال فقرات برنامج أجندته السنوية المقترحة.

الهدف من السهر هو تطوير وتعزيز نقل القيم الإنسانية من خلال القصص الشفوية. وإتاحة الفرصة للوالدين لرواية حكايات بلغاتهم عن التنوع اللغوي للمهاجرين من خلال ترجمتها إلى الفرنسية.

الشراكة :

تنظم السهرة بالشراكة بين النادي الشعبي والمركز الإجتماعي الثقافي بهوت بيار بستراسبورغ

عدد الحضور:

مكنت السهرة هاته السنة عدد ثلاثين عائلة من حضور السهرة, أين شاركوا في هذا الحدث الثقافي بين الأجيال الذي كان نادي الشعبي (بيت العائلات) في ستراسبورغ ينظمه منذ سنوات عديدة، أمسية لا تفوَت لأهميتها المتعددة الفوائد، لأنها فرصة للقاء أسر وعائلات جاليات المهاجرين في ستراسبورغ بفرنسا. كان هذا المساء لحظة سعادة لجميع الحاضرين.

إختيار هاته السنة:

إختيار هاته السنة كان للسماع الحكايات الإفريقية, والتي أختير لها الحكواتي تينا الفنان الإفريقي الموسيقي من دولة الكاميرون.

سهرة أمتع فيها الجمهور الحاضر بروائع فنونه و حركاته و طريقة إيصاله المعلومة للمشاهد المستمع, وشد إنتباهه لذلك. سهرة تفاعل معها الجمهور و تتبع فصول أطوارها من بدايتها لنهايتها بكل شوف و شغف .

بوفيه السهرة:

أختتمت السهرة حول بوفيه إجتمعت حوله العائلات والمدعوين من الضيوف و الذي كان مفاجئ, أين منحت لهم أطباق لذيذة وحلوة على شرفهم وهي موضوع ترحيب.

وختامها كانت أمسية في لحظات ودية جيدة، جد قيمة غنية بالرصيد الفكري المعرفي التراثي و الثقافي المتنوع, الممزوج بمختلف ثقافة الضفات الأوروبية العربية و الإفريقية ، حيث كان جميع الحاضرين سعداء بهذا المساء.

السيد الحاج نور الدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى