أحوال عربية

ألموقف الأخير … العراق

عزيز الخزرجي

الموقف الأخير:
بداية لست صدرياً ولا إطارياً و لا حزبياً ولا قومياً ولا مذهبياً إلا مذهب الحُبّ و عشق الحقّ ولا أنتمي لأيّ جهة .. بل مع الحق الذي أدركته و وعيته و طبقته و دونته في فلسفتي الكونية العزيزية منذ سبعينات القرن الماضي و بشكل واضح و شفاف و ما زلت أستند عليه كما بعض المفكريين و الأساتذة في تحليلاتهم و نظرتهم للحياة و الوجود و للآن أنا مرتاح لأنّ كل ما قرّرته و قلته في بياناتي منذ السقوط و قبله لم يثبت عكسه و الحمد لله و هذا ليس مدحا لنفسي الأمارة بآلسوء و التي أرقبها ساعة بعد أخرى بل هو واقع يعرفه المقربون و إن قلوا, و ما زال الكثير منها – من التقريرات – قادمة سواءأً تلك التي تؤشر للقضايا آلسلبية أو الأيجابية, فإدراك الناس ما زال بطيئا للأسف بسبب فقدان الفكر و الفلسفة الكونية التي تبني البصيرة و الضمير و الوجدان و المنطلقات الصحيحة لطلب العلم و المعرفة و في جميع مؤسسات الدولة في العراق.

أما تقريرنا الأخير للوضع الحالي المتأزم فقد عرضته من خلال مقالنا الموسوم بـ : (كيف الخلاص من المحنة الجارية؟).

والموقف الأخير هو: عندما إنسحب سماحة السيد مقتدى الصدر من البرلمان و كانوا يمثلون الأكثرية الساحقة بهدف عدم غلق الأبواب امام استمرار العملية السياسية و فسح المجال أمام المعاندين، للأسف الشديد تعامل البعض مع الامر و كأنه إستغبى الصدر (حاشاه), و إعتبروه انتصاراً لهم على التيار الصدري للأسف، بينما اعطاهم السيد الصدر فرصة ذهبية لتشكيل الحكومة على قدم المساواة بل قدمهم على نفسه لمصلحة البلد، هذا بعد ما رفض الأطاريون تشكيل الصدر لحكومة الأغلبية السياسية و التي كادت أن تشكل .. و كما هو المتبع في كل العالم قائلاً وقتها: (نحن نشكل الحكومة و أنتم ستكونون المعارضة لتقويم مسيرة البلد) لكنهم لم يستوعبوا أهدافه لتحقيق المصلحة الوطنية في جميع العروض التي قدّمها الصدر بإخلاص أمام ليس فقط الأطار أو التيار بل أمام جميع السياسيين و الأحزاب و الإئتلافيين!؟

لقد أرادوا – معظم الأطار و للأسف – ان يتعاملوا وكأنهم هم المنتصرون والسيد الصدر و تياره هم الخاسرون المنهزمون .. لهذا رجع الصدر بقوة ليلقن الجهلاء درساً كبيراً سوف لن ينسوه ما لم يرضخوا لقراراته المصيرية التي سيصدرها و من المستحيل التنازل عنها بعد الذي كان ..

المطلوب في هذه المرحلة المصيرية والوقت الحرج ان يتوافق الأطار و الأحزاب مع التيار الشعبي الصدري الذي له القدرة على السيطرة على الشارع العراقي, و القضية ليست قضية غالب ومغلوب .. إنما زمن جديد و فجر نأمل من ورائه التخلص من المحاصصة التي نهبت الفقراء .. أكرر نهبت الفقراء من دون السياسيين و الرؤوساء بشكل خاص ..

ولا حل آخر أمام الجميع لا على طاولة الحوار والكلمة البيضاء ولا على مقولة على حد السواء ولا من خلال التدخلات الخارجية أو الداخلية, و لا هناك مخرج برؤيا مشتركة لمنهجين مختلفين تماماً يُحددان المصير إما الرجوع إلى المحاصصة التي دمرت البلاد والعباد و كما يريدها الأطاريون .. أو المضي في عهد جديد بعيد عن المحاصصة عبر منهج الأغلبية السياسية لتشكيل حكومة متكافئة موحدة بعيدة عن العشائرية و الحزبية و التكتلات المريبة و كما يريده التيار ..

حكومة وطنية بعيدة عن أي تأثيرات جانبية تعمل بكفاءة و جهد مشترك لبناء العراق و أنقاذ شعبه لا لأنهاكه و سرقته و ذلك بصب جميع الجهود لخلاص البلاد و العباد من واقعه المزري الذي وصل بسببه العراق الى الحضيض, نريد تحقيق ما كان عليه من قبل على الاقل مع حفظ كرامة الأنسان .. إن لم يكن أفضل مما كان أو مما هو عليه الآن حيث تفتقر حتى العاصمة إلى شارع نظيف أو مؤسسات أو وزارت خدمية و علمية و مناهج صحية و تعليمية لخدمة الناس و إنقاذهم من المآسي التي أحاطت بهم و بمستقبل أبنائهم.

العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى