رأي

أفكار حصان!!

د. صادق السامرائي
رأيت حصانا متمحنا في حظيرة العثرات، ومنهمكا بإجترار أسباب الويلات، وقد أنهكته الليالي المعبّأة بالمفزعات.

فقلت له: كيف الحال يا حصان الأزمات؟!

فصهل صهلة مدوية، أرجعتني خطوات إلى الوراء، وكأنه إغتال أفكاري، ومحى أسئلتي، وألقاني في مستنقع كان.

لكنني لملمت ما عندي من وهم إقتدار وسالته ثانية، عن رايه بالأحوال، وما يدور في اروقة الزوال.

فنظرني الحصان مندهشا وهو يقول: وهل يحتاج هذا لسؤال؟!

قلت: بلى …، إني أتساءل، وقد أرسلني إلى جنابكم حمار تعب من حمل رأسه فصار يجلس عليه!!

صهل الحصان برفق…

وقال: لقد أجابك الحمار!

قلت: لكن الحصان أحرى بالجواب!

وفي حركة سريعة، إستدارت مؤخرته نحوي، وإذا به يركلني بساقيه الخلفيتين، ركلة حطمت سور حضيرته، ولا أعرف كيف، أمسكت بحبل النجاة، من ضربته القاضية العنيفة الغاضبة؟!!

فهربت بعيدا عن الحصان!

وأدركت أن الحياة لا يمكنها أن تُدرك من خلف الأسوار، وما دامت هناك حواجز، فأن النفوس ستتخندق، وتتمترس وتقاتل!

قلت للحصان من بعيد: لقد تحطمت أسوار حظيرتك، وستداهمك الوحوش الآكلات.

لم يسمعْ الحصان، وراح يحث التراب بحوافره المنفعلة، فتحول المكان إلى زوبعة تنعدم فيها رؤية ما خلف سور الحظيرة، التي أخذت تزدحم بألف حصان وحصان معتوه سقيم!

فنظرتُ نحو الأفق، فكانت الشمس تذرف دموع الغروب الحمراء، فتهت في مساءات الوجيع، أبحث عن وطنٍ يُطاق!!

د-صادق السامرائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى