إسلامثقافة

زاوية طه المحمدية بولاية غرداية تطفئ شمعتها الأولى بفرحة عارمة وإستثمار وقفي

زاوية طه المحمدية بولاية غرداية تطفئ شمعتها الأولى بفرحة عارمة وإستثمار وقفي… الزوايا منارات مرجعية دينية ومقياس للإستقرار ولم الشمل ووحدة الصف.

تعد الزاويا في جميع أنحاء العالم قبلة المنارات العلمية بلا منازع، وهو أمر لا يختلف إثنان. ومن بلدان العالم الإسلامية قاطبة والعربي خاصة ودول المغرب العربي من بينها الجزائر الحبيبة، بلد المليون ونصف شهيد , ومن مناطق الجزائر بكل ربوعه ولاية غرداية جوهرة الواحات, التاريخية الدينية, الأثرية الإنسانية سفيرة الأمم المتحدة في الحفاظ على الوحدة والتماسك والتعايش السلمي على كافة الأصعدة.

وبلا شك أن المتتبع لحركة الزوايا ونشأتها في تراب الصحراء عامة وغرداية خاصة أن المجتمع الغرداوي مشبع بدور الزوايا ومرتبط بها إرتباط وثيق, لا يحيد ولا ينفصل عليه، تاريخيا وسوسيولوجيا وإجتماعيا, عقائديا ومرجيعيا، لأن الزوايا بها تعد اللبنة الأساسية في حماية الفرد وتعليم الإنسان من خلال بناء المجتمع, بناء صحيحا قويما لا يتزعزع ولا يتصدع ولا يتأكل مهما مرت على العواصف والرياح العتية.

يأتي دور الزوايا وحركة نشاطها الديني الروحاني العقائدي بولاية غرداية, لتكون بذلك منارات علمية ومرجعية دينية ومراكز إشعاع تنويري تربوي تعليمي تكويني من حيث كل الجوانب والمناحي. ولقد ساهمت الزوايا بولاية غرداية, منذ القديم في تطوير الحركة العلمية وقبلها في إرساء القواعد الصحيحة للمرجعية الدينية. ولتكون مركز قوة متينة ذات صلابة لا يمكن الإستهانة بها ولا التقليل من شانها ومكانتها ولاسيما دورها الفعال.

تعد الزوايا مؤسسة دينية مرجعية ذات طابع تربوي ديني, إجتماعي, إنسانية و مرجعية روحانية ضاربة في أعماق التاريخ بجذورها المتجذرة، منتشرة في تراب ولاية غرداية عبر مدنها وقراها، والتي هي ليست وليدة اليوم، بل إرث تاريخي توارثه الأحفاد عن أجدادهم، على خطى سلفهم رحمهم الله.

ويعود تاريخ نشأة الزوايا بولاية غرداية حسب روايات وأساطير المؤرخين وكتابات الباحثين إلى تاريخ فجر الإسلام ووصوله أرض المغرب العربي عامة وتراب الصحراء الجزائرية عامة. وتمسك بها المواطن الغرداوي. منذ دخوله الإسلام قناعة وعن إختيار عقائدي والذي إتصف بعديد الصفات, منها الجود والكرم وإيثار الغير على نفه رغم الخصاصة, والترحيب بإستقبال الضيوف، وجيرتهم وحمايتهم والذود عن الشرف وحماية المستغيث, ولاسيما عابري السبيل. وإن دل ذلك على شيء. فإنما يدل بكل وضوح وشفافية أن أغلب الساكنة متسمك بدينه ومتشبع بقيمه المجتمعية الروحانية العقائدية. والذي إرتبط إسمه بالزاوية.

الزوايا بين التربية والتعليم والتكوين والتأطير والإيواء والإطعام:

تتنوع الزوايا، وتتوزع وتنقسم بحسب أدوارها والأهداف التي أسست من أجلها، وبناء على ذلك فهي تنقسم إلى زوايا العلم والقرآن وزوايا الإطعام والإصلاح، ولكل منهما منهاجا خاصا تقوم عليه لا زال الأحفاد يسيرون عليه متبعين خطى شلفهم. متشبثين بزواياهم تشبثهم بالحياة.

ومن أشهر زوايا العلم والقرآن التي عادة ما يشيد بها المجتمع بجنوب الجزائر على سبيل المثال لا تعد ولا تحصى, مثال يقتدى ويفتخر على غرار باقي زوايا الجزائر عامة.

منارات ثابتة في العلم والمحافظة على إستقرار البلاد.

إن من أهداف الزوايا وأدوارها المتعددة، فإنها تعمل على تنمية روح الإتحاد والمحبة والأخوة، بث روح التعاون، مساعدة الفقراء والمساكين، فضلاً عن تدريس وتحفيظ القرآن، كما ظلت العلوم الدينية بمختلف أنواعها العمود الفقري للزاوية والمحور الذي ترتكز عليه.

مناهج موحدة في تلقين العلم وتجدر في عمق التاريخ.

لا تكاد تختلف أساليب مناهج التعليم القرآني من زاوية لأخرى، فكل المدارس والزوايا القرآنية تبدأ في تلقينها القرآن للناشئة بتحفيظ الحروف الهجائية، ثم بعدها تلقينها الحروف المعجمة والمنقوطة، ليأتي الدور على الحركات، ثم إلى تدوين وكتابة السورة باللوح عن طريق الكتابة بالقلم و السمغ. تبدئاً بقصار السور بطرق ممنهجة ومتدرجة حسب التقدم العمري والفكري للتلميذ مع التركيز على الفهم انطلاقا من العرض، ثم الإملاء فالتكرار؛ ففي مرحلة الإملاء على سبيل المثال التي تكون عادة عند بلوغ التلميذ

                                      ميلاد زاوي طه المحمدية:

أنشأت زاوية طه المحمدية بولاية غرداية على بركة الله بحصولها على وصل التسجيل بتاريخ 28 فيفير 2023, وأنطلقت في التحضيرات الأولية والإجراءات الإدارية والقانونية والتنظيمية، إلى أن حل اليوم التاريخي المشهود إعلان ميلاد الزاوية وخروجها للعلن في عرس جماعي, بالتدشين الرسمي لها بتاريخ الثالث 3 جوان لسنة 2023 ميلادي, الموافق ليوم الرابع عشر 14 من ذو القعدة لعام 1444هجري.

وتحت الرعاية السامية للسيد والي ولاية غرداية. وبحضور عميد مشايخ المالكية فضيلة الشيخ الحاج أحمد تويريك, الأب الروحي لمسجد بدر بحي الثنية, أحد أقطاب قدماء أئمة غرداية من تلاميذ فضيلة الشيخ العلامة سيدي محمد بلكبير رحمه الله وطيب تراه. وبحضور الشخصيات الوطنية، الولائية والمحلية، وممثلون عن الهيئات العرفية. ورئيس بلدية العطف. والسيد مندوب وسيط الجمهورية بولاية غرداية الأستاذ صالح بليدي، والشيخ بن يوسف شيخ زاوية بالعموري بالبويرة، وعشرات الضيوف الوافدين من مختلف ولايات الوطن منهم ولاية أدرار -ورقلة -العاصمة -الجلفة -معسكر -تيارت والأغواط.

                     ساعة إعلان ميلاد زاوية طه المحمدية:

بحضور السيد رئيس بلدية العطف، بحكم أن الزاوية تقع بتراب إقليم البلدية. وعلى يد ثلة من العلماء والمصلحين والمثقفين، نظم حفل إعلان ميلاد الزاوية في المكان المختار الذي سيقام عليه مقر الزاوية، بمساحة عشرة 10 هكتارات، بتراب منطقة النميرات. قرب من مطار مفدي زكريا الدولي.

في وسط جمع شعبي للمواطنين وممثلي زوايا المنطقة من كل الطرق الصوفية, البوشيخية ,الرحمانية.

وبكلمة الإفتتاح الترحيبية ركز الأستاذ نور الدين بن بحوص تويمي, شيخ الزاوية, على الأبعاد الحضارية والإنسانية لمشروع الزاوية الذي قال إنها وإن حصلت على تزكية الطريقة الرحمانية فإنها تبقى زاوية جامعة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتستند إلى المرجعية الدينية للجزائر لتكون سدا منيعا ضد محاولات الخلخلة التي تتعرض لها الجزائر.

وبإعلان ميلاد زاوية طه المحمدية الجديدة بولاية غرداية. سطر القائمون عليها برنامجا شاملا ثريا لتجسيده على أرض الواقع مستقبلا خلال السنوات المقبلة من خلال تخريج حافظات وحافظين للقرآن الكريم، برتبة علماء يجيدون فيها قراءة القرآن, علماء متمكنين في علوم السنة والفقه والأصول واللغة العربية, إضافة إلى اللغات العالمية الحية، ويجمعون بين العلوم الشرعية والثقافات المعاصرة على أرضية صلبة تجمع بين الأنية والأصالة.

                          تحت شعار “المعرفة والتعارف والإعتراف”.

ستعمل الزاوية على نشر ثقافة التسامح والإخاء والتعايش السلمي وحسن جوار الساكنة ولم الشمل وإحياء روح التضامن والتفاعل والتقارب.

                              روح جسد الأمة الواحد:

بحيث سيكون توجه الزاوية للعمل على إحياء روح “جسد الأمة الواحد” المستند إلى الموروث الحضاري الإسلامي. والمرتكز على نظام الوقف الإسلامي الشامل، وستعمل على جعل المناسبات الدينية والوطنية محطات للتعبئة الروحية والمعنوية والأخلاقية وحماية الجدار الوطني ودرء ومنع مخططات الإختراق الخارجي والتصدي لها بكل قوة وحكمة وعزيمة، كما ستسعى جاهدة من بين مهام أهدافها النبيلة على إقامة نظام فعال لكفالة اليتيم.

                               إطفاء شمعتها الأولى 2023—–فيفري—2024

وحلول السنة الثانية 2024 لميلاد زاوية طه المحمدية. وإطفاء الشمعة الأولى والتي طوت صفحات سجلاتها ودفاترها المؤرخة. حلت الساعة التاريخية لترى الزاوية النور الساطع المشع مجددا بتراب الولاية بوضع حجر الأساس في موقعها المختار بحي البساتين بالنميرات خلف المركب الأولمبي الرياضي.

وصبيحة يوم السبت 22 رجب من عام 1445هـ- الموافق للثالث 3 فيفري 2024. توجع الجمع الكريم من طلبة الزاوية رفقة الأستاذ نورالدين بن بحوص التويمي, شيخ الزاوية, في جو بهيج وفرحة عارمة إلى عين المكان معية السيد رئيس المجلس الشعبي لبلدية العطف التاريخية العامرة.  

فكرة مشروع لإنشاء زاوية طه المحمدية:

مشروع نشأت وتأسيس زاوية طه المحمدية ناتج عن فكرة بعض الفضلاء من المدينة الذين آلمهم حالها، والتي تبلورت لحين تحقيقها على أرض الواقع بإنشاء مشروع جامع لساكنة المدينة. ومنها توسعت لأجل بناء مجمع إسلامي ببطاقة إستيعاب تقديرية بعدد ثلاثة 3000 ألاف حامل لكتاب الله, بالتناصف بين أئمة الملكية و الإباضية, فمن أهداف هذا الصرح العلمي المبارك أن يثمن كل المشتركين بين الساكنة. ويبقى المشروع مرهون بالحصول على رخصة البناء للإنطلاقة الفعلية في البناء.

يوم تاريخي:

كان يوم وضع حجر الأساس يوم تاريخي مشهود زينه وجود طلبة الزاوية المزاولين للحفظ حتى قبل إفتتاحها, للعلم أنه يتوجد حاليا بالمنطقة العلمية قسم يضم حوالي مائة 100 طفل وطفلة. وللإشارة لقد لقي المشروع إقبالا وإستحسانا لدى كثير من المحسنين الخيرين الذي وعدوا بالكثير لأجل القرآن الكريم للناشئة. وهو ما شجع وحمس عديد العائلات الذين أبدوا رغبتهم في إلحاق أبنائهم وبناتهم بالزاوية. 

                                      أفاق واعدة ونشاط موازي:

إضافة إلى نشاط الزاوية في تحفيظ القرآن الكريم، تقوم بنشاطات موازية والتي من خلالها شاركت في المعرض الوطني للكتاب الذي أقيم بولاية غرداية من تنظيم جمعية التواصل الولائية والزاوية. والتعاون مع الخيريين في إصلاح ذات البين. كما تسعى الزاوية مستقبلا إن شاء الله بفتح أقسام قرآنية في كثير من الأحياء منها حي عدل بالنميرات، وحي الثنية العريق, والأفق قسم يحي واد نشو بولاية غرداية.

                                 فلسطين حاضرة في قلب حدث و مناسبة:

لم يفوت جمع الحضور ومنظمي حفل التدشين و تسييج أرضية الزاوية بغرس نخلة رمزية, بدون غباب الراية الفلسطينية المقرونة بالراية الوطنية والتي لا لها إلتصاق متين جزء منها لا يتجزأ.

كانت هاته نشأت وتأسيس زاوية طه المحمدية يولاية غرداية جنوب الجزائر.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى