ثقافة

أرجوان الشاطيء

الطيب دخان ..أرجوان الشاطيء


يا من أعياك تعب النهار وكده ، وأنهكك حر الصيف وقيضه …وكنت ترغب في أخذ قسط وجيز من الراحة ،وطاقت نفسك إلى الإبتعاد والجنوح عن عالم الفوضى والإضطراب والضجيج والصخب والعراكات والمشاجرات ..وأردت النأي بنفسك بعيدا عن نفاق السياسة وعويل أصحابها ونزاعات الطوائف والأحزاب ..وفقاعات الإعلام ونقيق الإشاعات والدعايات…ودوي الإنفجارات وأصوات القنابل والمدافع والرشاشات ….
فجزيرة الشاعرة نسرين بلوط الأدبية تفتح لك ذراعيها وتفرش لك رمالها الذهبية…لتستقبلك على شاطيء ليس كغيره من الشواطيء….
هنالك حيث الرومانسية الحالمة..والهدوء اللامتناهي…أين يعبقك أريج الياسمين …وترفك أنسام الرياحين… من كل حدب وصوب وتدعوك لتمتع ناظرك في جمال طبيعتها الخلابة الساحرة…الغناءة رياضها وخمائل حدائقها الرافلة بشتى ألوان وروائح الورود والزنابق ..من فل وبنفسج ،ونرجس وياسمين .وأقحوان ..
ثم يحملك الخيال على جناحيه ليطوف بك على مجمل تضاريسها الإبداعية…وبعدها يغوص بك في عالم بحرها الهاديء..الثري بأثمن وأغلى النفائس وأحلى وأندر اللآليء..والأصداف …من أحاسيس ومشاعر قلما تجدها أو تلمسها عند غيرها من المبدعين في زمننا هذا…
ففي شاطيء جزيرتها هذه -أرجوان الشاطيء- تغرقك نسرين في عالم ساحر وبحر زاخر من الإبداع..إستطاعت أن تختصر فيه بيروت الجميلة الرائعة وإنسانية الفرد اللبناني الجميل بوداعته ورومانسيته وطيبته ونظرته التي تختفي وراءها محبته للحياة ولكل بني البشر دونما فرق أو تمييز …
ثم تجدف بك أشرعة قصائدها إلى أعالي أمواج بحار النفس العاطفية البريئة التي لفها ظلام اليتم والحرمان من الحنان منذ الصغر ونعومة الأظافر حتى ترسوا بك في موانيء الغربة وخلجان الوحدة والبعد عن الأهل والأصدقاء والأصحاب أين تتفاعل أكثر فأكثر مع روائعها الإبداعية لتكتشف كنه أسرار النفس المغتربة الطواقة والمشتاقة دوما لأنسام الوطن الأصيل ..والمتلهفة لمعرفة كل كبيرة وصغيرة من أخبار الأهل والأصدقاء والأحبة …
وبعدها تجذبك رويدا رويدا لتتوسد صدرها الدافيء وتضمك بالأحضان …لترضع من لبانها حليب الحب والشوق والهيام والرومانسية الغارقة في مناجاة الحبيب البعيد ..أو القريب الراحل فتغمرك النشوة وأنت تلتهم شهد كلماتها وتستصيغ حروفها وتلثم حلمات قصيدها الرائع الفياض لتسلمك أخيرا إلى هجعة نومك على أنغام مناجاة الوطن والتغني بهيامه وحبه وعشقه الأبدي…
أتمنى أن تكون أخي القاريء قد قضيت أروع وأمتع اللحظات وأمضيت عطلة رومانسية رائعة على جزيرة نسرين الخلابة وأحسست بمتعة لاتوصف على ضفاف أرجوان الشاطيء ….
أستطيع أن أتركك لتكتشف هذا السحر بنفسك ودون أن يشاركك أحد متعتك مع الشاعرة نسرين بلوط
الطيب دخان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى