ثقافة

أديان العالم

د. صادق السامرائي
الدنيا فيها (7000) لغة، و(4300) دين، فكيف تعيش وتتفاعل وتتطور؟
هل يُعقل أن يتصور كل دين أنه الدين القويم المستقيم وسواه لا دين؟!!
والمقصود بالدين الإعتقاد اليقيني بالغيب وما يمليه من رؤى وتصورات راسخة في أعماق البشر المنتمي إليه.
ومن الطبيعي أن يرى كل دين أنه الدين، لكي يحافظ على المنتمين إليه ويوفر لهم المناعة الكافية لعدم الخروج من الدين.
لكن هل من المعقول التفكير بهذا الأسلوب، والدنيا تزدحم بالأديان؟
إن القول بأن ديني هو الدين، ومعتقدي هو القابض على الحقيقة المطلقة، نوع من الوهم وإنحراف التفكير وإضطراب الأفكار.
فأي دين هو واحد من أديان متعددة متنوعة تستكنه غيبا، وترى ما تراه وتتصوره عنه، وفيها أنبياء ورسل ومبشرين ودعاة، وجميعها ذات إرتباطات بطاقات وقدرات علوية أو سماوية، ولكل منها توصيفاته للحياة وما بعدها.
وفكرة الأديان رافقت البشرية منذ الأزل، وأول البنايات الشعبية كانت المعابد، التي يجتمع فيها الناس لتقديم القرابين والتقرب إلى إله يعبدونه، ويأملون منه ما يريدونه في دنياهم وما بعدها.
وتكاد الديانات تكون ذات تركيبة متشابهة في نطاقها التعبيري عن وعيها للغيب، ومآلات الحياة والتصور المتوارث عن الموت، وأين سيأوي البشر بعد أن يلتهمه التراب.
ومعظم الأديان تتحدث عن الجنان والفردوس بأساليب متنوعة، لكنها ترى أن للخير جزاءه وللشر عقابه المرير.
ولكل دين طقوسه وممارساته التعبدية والتفاعلية مع الرب المعبود، ولكل دين لغته التي يخاطب بها ربه.
وما أكثر اللغات التي يخاطب بها البشر مَن يعبد!!
إن الإندحار بدين ونفي الأديان الأخرى، نوع من ضيق الأفق والجهل بمعنى الدين، وهذا السلوك تسبب بتداعيات دامية بين البشر لا مبرر لها، إلا الضلال والبهتان والتوهم بأن ما يقوم به نوع من التعبير عن الإيمان.
وبسبب ذلك تجد حتى أبناء الدين الواحد المنغلق المغلف بالأوهام والبهتان يقتلون بعضهم، ويكفرون بعضهم، وتجدهم في عدوانية سافرة، وكأن الدين قد شحذ أمّارات السوء التي فيهم وأوقدها، لتكون فاعلة في صناعة الويلات .
وتبدو الخطايا والمآثم الجسام من ضرورات التعبير عن الإنتماء القوي للدين، فكن صاحب دين ولا تنسى أن هناك (4300) دين في مجتمعات الدنيا.
فكل دين ليس هو الدين وغيره لا دين!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى