رأي

أحزاب إبليس

ترى لمصلحة من كل هذه الفوضى….؟ ولفائدة أي طرف من الأطراف كل هذا التخريب والحرق والتدمير ….؟ولأجل من يسقط كل هؤلاء الضحايا ويقتاد الشباب للسجون ومراكز التحقيق والتعذيب…؟
كل هذا من أجل الإحتجاج على أمر صدر أو رفض تمرير قرار أو مشروع ما أو إبداء السخط وعدم الرضى على وضع من الأوضاع ….
إذ أصبحت المظاهرات والمسيرات هي الوسيلة الوحيدة للتعبير ولغة الحوار الفريدة التي يفقهها المسؤولون في وطننا العربي لأنهم ألفوا لغة الصمت ،وعدم الإكتراث بهموم المواطن ،والرضوخ لمطالبه، وأهملوا جميع إنشغالاته…وصاروا لايذعنون ولايرضخون إلا لما جاء به الشارع وأفرزته المظاهرات والمسيرات والإعتصامات..
وإستغلت الأحزاب السياسية هذه الأوضاع وأدركت إتساع الهوة بين المواطن والمسؤول فبدأت بالعزف على الوترين والرقص على الحبلين…إذ نراها تتبنى مظاهراتا ومسيراتا لم تدعوا لها ولا هي برمجتها مسبقا بل تلعب دور الذي يصب الزيت على النار إن لم نقل البنزين وتستغل الأوضاع وتحشد الحشود وتحمل شعاراتها دفعا بالمواطنين إلى المزيد من الفوضى والعنف حتى تمرر رسالتها المشفرة للسلطة وتوهمها بأنها هي المعارضة وأن كل من في الشارع هم من مناضليها والمتعاطفين معها حتى تكسب المكاسب وتوزع على زعمائها المناصب ويتقلد قادتها الرتب وتعلق لهم النياشين باسم أولئك الغلابى والمساكين المتظاهرين….
إما إذا قدر الله وحدث العكس وتطورت الأساليب وقوبل العنف بالعنف المضاد وسقط القتلى وعم البلاء وإرتفع عدد الضحايا وإختلط الحابل بالنابل تملصت هذه الأحزاب من مسؤوليتها وأعلنت براءتها من الأحداث وخرجت منها كما تخرج الشعرة من العجين ..فلماذا ياترى كل هذا النفاق والإتجار بعواطف الجماهير ودفع الشباب للعنف وإغراق البلدان في متاهات من الخراب والفوضى والدمار بدل التحاور بالأساليب الحضارية والتفاوض بالطرق السلمية حفاظا على المصالح العليا للأوطان أم أن كل هذه الأحزاب أصبحت تنتمي لحزب واحد هوحزب الشر والشيطان وزعيمهم الأوحد هو إبليس عليه لعنة الرحمن
الطيب دخان-الجزائر-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى