يحق لك نصحي

حشاني زغيدي
“ما كتبت من خواطر وتأملات هو انعكاس لواقع نعيشه، واقع تتفاعل معه الروح والكلمات، فتخرج لنا نصوصا أدبية نبتغي وراءها الأجر والثواب”
أقول نعم،يحق لك نصحي؛ فالنصيحة دين، لكن عليك فقط أن تطرق بابي بأدب، أن تدخل بيتي بعد الاستئناس والملاطفة، عليك أن تضمني بجوامع قلبك، تحملني من ضيق نفسي وجهلي إلى عالمك بأدب، فأكون تلميذك الذي يستكمل نقص تعلمه، فيأخذ منك الأدب قبل المعلومة .
أقول : نعم أقبل النصح والنصيحة ؛ لكن نفسي تكره الفضح والتعرية، ترفض تتبع عورتي ورصد سقطاتي كخصم يريد سقوطي، فكم من ناصح خسر السجال، حين يخسر القيم والمشاعر، فصدق القصد يشرح الصدر، يفتح أسارير السعادة .
أقول : نعم أقبل النصح ؛ حين تحملني لأرى نور الحقيقة من نبرات ثغرك وإشراقة وجهك ولطف معاملتك، تحملني بعيدا عن الجدل والمعارك العقيمة، تحملني بعيدا فلا نبدد الوقت، في عراك عقيم، نخسر فيه العشرة والمودة .
أقول : نعم يحق لك نصحي، لكن لا تترك جراحا في النفوس، لا تترك ألما وقلبا يتعصر، كنت دائما أتمنى أن الناصح أبي، ينصحني وقلبه يدعو لي بالهداية والرشد عند كل سقوط .
و في الأخير: أقول نعم، أقبل النصح، ولكن أنصح نفسي بموعظة الإمام الشافعي رضي الله عنه بهذه الأبيات العصماء البالغة في قصدها، أسأل الله أن ينفعني بها وأحبتي.
يقول فيها:
تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
الأستاذ حشاني زغيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى