رأي

التنافس الأصعب..سبعة ضد واحد

كاظم فنجان الحمامي

لم تكن وكالات الانباء الغربية، ولا الوكالات الموالية لها منصفة في تغطية أخبار الصراع الانتخابي في تركيا. ومع ذلك جاءت تصريحات وزير خارجية اليونان (نيقوس دندياس)، الذي يعد المتضرر الاول من سياسية تركيا في زمن أردوغان، جاءت معبرة عن الحقيقة، بقوله: (كان أداء الرئيس أردوغان أفضل من المتوقع في الجولة الاولى من الانتخابات على عكس توقعات الوكالات الغربية). وأكد في تصريحه: (ان عهد أردوغان لم ينته بعد)، محذراً اوروبا بقوله: (ستعيشون الكابوس خمس سنين جديدة). .
هذا ما قاله ألد اعداء أردوغان في قراءته للمستقبل، وهو هنا يشهد بأداء أردوغان، لكن اللافت للنظر هنا هو عدالة الانتخابات التي لم يتخطى فيها أردوغان عقبة الخمسين بالمية، ولم يستطع خصومه السبعة تخطي نسبة 50%. وهي النسبة التي افحمت الزعماء العرب، الذين ضحكوا على أنفسهم، وظهروا بمظهر القرقوزات عندما أعلنوا عن فوزهم بنحو 99%، فهذه النسبة لن تجدها سوى في البلدان العربية البعيدة عن الديمقراطية، ومع ذلك نرى اعلام تلك البلدان يتهكم على أردوغان ويشمت به لإحرازه 49.5% فقط في صراع يقوده ضده تحالف سباعي مدعوم بقوة من المعسكر الغربي. ففي الدول المحترمة، والمحترمة فقط، لا تتعدى الانتخابات نسبة 50% أو 60%. ولن تجد نسبة الـ 99% إلا عندنا نحن العرب، وعلى وجه التحديد في العواصم العربية التي يتحكم بها العسكر. .
ففي فرنسا فاز ايمانويل ماكرون بنسبة 58% فقط، وفي البرازيل فاز لولا ديسلفا بنسبة 50.9% فقط، وفي الولايات المتحدة الامريكية فاز بايدن بنسبة 56% فقط، وفاز انور ابراهيم في ماليزيا بنسبة 41% فقط. وما عليك إلا انتظار الانتخابات المصرية التي سيفوز فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي بنسبة 99% ليحرز الرقم الديمقراطي القياسي، ويحتفظ بالبصمة العربية المسجلة باسماء معظم الرؤساء، ابتداءً من صدام إلى معمر مروراً بزين العابدين بن علي، وبشار الأسد، وعلي عبدالله صالح. وعمر البشير. .
ولا ننسى هنا الموقف الصريح لأمريكا في مساعيها الدولية الحثيثة لإزاحة أردوغان على الطريقة التي ازاحت فيها عمران خان في الباكستان، لكن مخططاتها باءت بالفشل في مواجهة الشعب الباكستاني المؤيد لعمران، ووجدت نفسها محرجة أمام ثبات الشعب التركي الداعم لأردوغان، فلم تتوفر لها الاسباب والمسببات للطعن بالانتخابات التركية ولم تشكك بنتائجها، بانتظار ما تسفر عنه الجولة الثانية. .
وللحديث بقية. . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى