رأي

هل تنجح قمة الجزائر ؟ ..قمة نوفمبر !! . 

هل تنجح قمة الجزائر ؟ ..قمة نوفمبر !! . 

الكل يتحدث عن وجوب نجاح القمة العربية في الجزائر ، من أعلى مسؤول في سلطة 23% إلى أدنى مسؤول ، مرورا بدكاترة البلاطوهات الذين يتم استضافتهم دوريا في “بوتيكات” الإعلام الخاص و الحكومي ، يتحدثون عن نجاح القمة دون إبراز النتائج المتوقعة و الأهداف المرجوة منها ، بل البعض قال انعقادها في الجزائر هو نجاح ، الكل يسوق لقمة نوفمبر و كأن مستقبل الأمة الجزائرية مرتبط حصرا باجتماع عربي إتفق فيه العرب على ألا يتفقوا على مدار كل القمم العربية السابقة و حتى اللاحقة ما لم تتغير الأنظمة ، فما الجديد الذي يدعم نجاح قمة الجزائر ، و ما هي القرارات أو الأهداف التي سيتضمنها البيان الختامي لنحكم على نجاح الإجتماع أو فشله المعتاد ؟ و ما محددات نجاح قمة الجزائر ؟. 

يقول المثل الجار قبل الدار ، و إسقاطا جار الجزائر الغربي الذي يوصف رسميا من النظام الجزائري بجار السوء علاقاتنا معه مقطوعة منذ عقود ، و لم تستطع أي قمة عربية إعادة إصلاح ذات البين بين دولتين جاريتين شقيقتين ما يجمعهما شعبيا أكثر مما يفرقهما سياسيا ، يجمعهما وحدة الدين و اللغة و العادات و التقاليد و حتى الأطباق الشعبية و الملابس التقليدية ، و يشتت شملهما ملف الصحراء ( حيادي هنا) ، و عليه فلا يجوز الحديث عن نجاح القمة دون على الأقل ورود توصيات بإلزام الجزائر و المغرب ببدء حوارا شاملا للعمل على نزع فتيل الأزمة ، و إعادة العلاقات على الأقل دبلوماسيا بفتح السفارتين ، فلا يمكن أن يوصف اجتماع الجزائر بقمة لم الشمل و جناحنا الغربي مقصوص . 

ما يلاحظ على الأقل مما تنقله وسائل الإعلام خاصة في السنتين الأخيرتين بعد أزمة كورونا الصحية ، أن كل منظمات القمم الدولية كمنظمة الإكواس لدول غرب أفريقيا ، أو منظمة شنغهاي التي تظم دول آسيوية بينها الصين بالإضافة لروسيا و تركيا تركز على الجانب الاقتصادي ، و كيفية خلق ترابط تجاري يضمن شبه تكامل اقتصادي و مالي بين الدول الأعضاء ، مستهدفين رفاهية شعوبهم ، لذلك أتمنى أن تخرج القمة العربية المقبلة عن شماعة مكافحة الإرهـ.اب ، التي كانت أنظمة عربية تقدم للغرب مبرر و أساس بقائها بدعوى مكافحة الإرهـ..اب ، فأعتقد أن ورقته سقطت بخروج أمريكا من أفغانستان و اعتراف العديد من الدول بحركة طالبـ..ان بما فيهم رعاة البقر الذين أجروا عدة لقاءات مباشرة مع قادتها ، و بانتهاء تنظيم القاعـ..دة بعد فقدانه ركيزتيه ، حتى في سوريا والعراق لم يعد هناك الحديث عن دا ـ عش ، و حتى لا أكون مجحفا في حق عنصر مهم و هو الجانب الأمني فمناقشته و إتخاذ قرارات بشأنه تكون على المستوى الوزاري ، فأنجح الاجتماعات العربية على مر التاريخ هي التي تضم وزراء الداخلية العربية ، و بالتالي نجاح القمة لن يكون إلا بمناقشة آليات رفع حجم المبادلات التجارية بين الدول العربية ، فأعتقد أن جامعة الدول العربية هي المنظمة الدولية الأقل تبادل تجاري بين أعضائها ، و ذلك  باتخاذ قرارات مهمة في الجانب الاقتصادي ، و بأهداف آنية محددة زمنيا ، وفق رؤية على مدى بعيد هدفها العام وحدة اقتصادية عربية . 

تعتبر القضية الفلسطينية محور اهتمام كل القمم العربية ، و دائما ما يأخذ الملف الفسطيني الحيز الكبير من النقاش و في التدخلات الرسمية للقادة العرب ، و ما يميز قمة الجزائر هو طفو و سريان التطبيع العربي الرسمي مع الكيان ، فيبدو أن العرب وحدهم فقط من نفذوا المبادرة العربية للسلام بدون الطرف الآخر ، التي أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت سنة 2002 ، و التي تنص على السلام و الاعتراف مقابل الأرض ، فتحولت للسلام مقابل السلام دون شبر واحد من الأراضي العربية ، تطبيع يمثل خنوع و نكسة بل نكبة عربية تضاهي نكبة 1948 ، تطبيع سيخيم على قمة الجزائر فأتمنى أن يتم مراجعة الأمور  خلال القمة على الأقل بمساومة الكيان بين الاستجابة لمطالب العرب بالانسحاب من الجولان السورية و الأراضي العربية حتى حدود 67 ، أو تجميد كل خطوات التطبيع التي اتخذتها الإمارات و البحرين و المملكة المغربية ، فلا نجاح لقمة دون إتخاذ قرارات حاسمة و جريئة في قضية فلسطين المصيرية ، قرارات بمستوى رمزية شهر نوفمبر حتى لا تنكسر روح شهر الثورة ، و لا يصبح شهر لترسيم التطبيع العربي على أرض الجزائر .

هذه أبرز ثلاث محددات يمكن من خلالها تقييم مدى نجاح القمة العربية المقبلة ، أما بالنسبة لي كمواطن عربي فأعتقد لا ذات البين ستصلح ، و لا واقع اقتصادي عربي سيتغير ، و أن النجاح الوحيد الذي قد يتحقق في هذه القمة هو أمل ضئيل للمصالحة بين الفلسطينيين ، غير ذلك ستكون إنتكاسة كبرى باجتماع قادة التطبيع على أرض المليون و نصف المليون شهـ..يد سقطوا في قمم الجبال من أجل تحرير الأرض لاستقبال مطبعين باعوا الأرض في خيانة كبرى لقضية الأمة العربية و الإسلامية ، في قمة تُعقد يوم أول نوفمبر في  يوم الجـ..هاد لترسيم التطبيع العربي ضمنيا ، على أرض الجزائر قبلة الثوار ، الجزائر التي أعلن منها أبو عمار قيام دولة فلسطين ، ليكون أسوأ أمر هو انعقاد قمة زمن التطبيع على أرض الجزائر ، لذلك أقول عار أن ترتبط  قمة التطبيع بشهر نوفمبر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى