إقتصادالجزائر من الداخل

نساء المناطق الريفية يبدعن في انتاج واستخلاص الزيوت الطبيعية في البليدة

يحظى مجال استخلاص الزيوت الأساسية من النباتات الطبية والعطرية بولاية البليدة باهتمام متزايد من قبل النساء الريفيات اللواتي وفر لهن هذا النشاط مصدر دخل وآفاق واعدة لاسيما في ظل وفرة المادة الأولية الممثلة في كثرة النباتات الزهرية والعطرية المتنوعة المتواجدة على مستوى سلسلة الأطلس البليدي، كما أكدته محافظة الغابات.

وأوضح رئيس مصلحة توسيع الثروة الغابية واستصلاح الأراضي بالمحافظة، محمد مقدم في تصريح صحفي ، أن اهتمام هذه الأخيرة بالنشاطات التقليدية المتمثلة في تربية المواشي والنحل وزراعة الأشجار المثمرة تغير خلال السنوات الأخيرة لاسيما في ظل تفضيل العديد من الشابات الجامعيات المنحدرات من أسر ريفية مواصلة مسيرة عائلاتهن والعمل في المجال الفلاحي.

وأضاف أن المرأة الريفية أضحت أكثر اهتماما بنشاط استخلاص الزيوت العطرية والطبية المستخدمة في صناعة منتجات التجميل التي تحظى برواج وسط النساء الباحثات عن المنتجات المصنوعة بمواد طبيعية.

وفي ظل وقوف محافظة الغابات على هذا الاهتمام الملحوظ من قبل النساء الريفيات بهذا المجال بادرت إلى تنظيم دورات تكوينية عالية المستوى تضم جانبا نظريا وآخرا تطبيقيا يخص التعريف بمختلف النباتات العطرية والطبية وكذا مجالات استخدامها والتي تتوج بشهادة معتمدة من طرف الدولة تمكن أصحابها من الاستفادة من الدعم المالي الذي توفره مختلف أجهزة التشغيل.

وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للمنتوج

ومن بين النساء المهتمات باستخلاص الزيوت الاساسية من النباتات، شابة في العقد الثالث من عمرها اختارت هذا المجال عقب تخرجها من الجامعة مستغلة إلمامها ومعارفها التي اكتسبتها حول النباتات الطبية والعطرية بحكم ترعرعها بيئية ريفية، كما قالت.

وأضافت أنها هذا المجال وفر لها دخل مالي محترم لاسيما في ظل تمكنها من تسويق منتجاتها مبدئيا على المستوى المحلي مستغلة وسائل التواصل الاجتماعي فضلا عن استغلالها للصالونات والمعارض التي تقام بالولاية للترويج لمنتجاتها مشيرة إلى أنها تطمح مستقبلا لإنشاء مؤسسة مصغرة وخلق علامة خاصة بها حتى تتمكن من تطوير نشاطها.

بدورها أكدت شابة أخرى تنحدر من بلدية حمام ملوان (شرق الولاية) أن ولوجها هذا النشاط جاء بالصدفة عقب تقربها من محافظة الغابات بغرض الاستفادة من الدعم الذي تقدمه فيما يخص نشاط تربية النحل إلا أنها اطلعت على اعلان يخص تنظيم دورة تكوينية في مجال استخلاص الزيوت الأساسية من النباتات العطرية.

وقالت أنه بحكم انحدارها من أسرة ريفية ساعدتها جدتها و والدتها على التعرف على مختلف الأنواع العطرية و الطبية التي تقوم حاليا بيعها للمؤسسات المختصة في صناعة المنتجات التجميلية.

ويعرف هذا النوع من المنتجات رواجا من قبل النساء اللواتي يفضلن منتجات تجميلية مصنوعة من مواد طبيعية لاسيما تلك المخصصة للعناية بالبشرة والشعر، حسبما أكده أحد أصحاب المحلات التي تقتني منتجات مستخلصة من الزيوت والنباتات الطبيعية مؤكدا أن هذه الاخيرة تنفذ في بعض الأحيان، أياما قليلة بعد عرضها.

وقالت فاطمة، إحدى زبونات المحل أنها تقتني لنفسها و لابنتها المراهقة من هذه المواد الطبيعية المصنوعة محليا لأنها متيقنة من تركيبتها الصحية و خلوها من المواد الكيميائية المضرة بالصحة، و وافقتها الرأي إحدى الشابات التي قالت أن التجربة أثبتت لها “جودة” المنتجات المصنوعة من الزيوت المستخلصة من النباتات مقارنة بالمواد الأخرى التي كانت تركيبتها الكيمائية تسبب لها حساسية في البشرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى