ثقافة

نساء الظل

 
ماجدة منصور
انظر، هو ذا وك بضحكتي الساحرة و القادمة من الأعالر العنكبوت! أتريد أن تراه؟ هنا يتدلى نسيجه : كي يرتعش.
ها هو يقبل بمحض إرادته: مرحبا ايها العنكبوت! فوق ظهرك تحمل مثلثك الأسود و علامتك، و إني أعرف أيضا ماذا يختبىء في خفايا نفسك.
الإنتقام هو الذي يقبع في قاع نفسك و حيثما عضضت تتكُون قشرة سوداء و سماكة تُسكر النفس برغبة الإنتقام.
هكذا أخاطبكم بأمثال ستصيبكم بالدوار// يا دعاة المساواة//0
عناكب أنتم في نظري و ذوي تعطٌش دفين للإنتقام.
لكني أريد أن أطرح مخابئكم الى النور، لذلك أقهقه في وجوهكم بضحكتي القادمة من الأعالي.
لذلك أمزق نسيجكم كي تخرجوا بحنقكم و غضبكم من مغارة أكاذيبكم و يجعل ضغينتكم تخرج من وراء كلمة (العدالة و المساواة ) والتي ماتنفك بإنطلاقها على ألسنتكم.
لكن العناكب تبتغي غير ذلك في الحقيقة___إن العدالة تعني لنا أن تغمر العالم عواصف إنتقامنا__هكذا يتحدثون فيما بينهم.
إنتقاما نريد أن ننزل بكل اللذين ليسوا مثلنا و نغمرهم بالشتائم.
ذلك هو الوعد الذي يأخذه ذوو قلوب العناكب على أنفسهم.
(( إرادة المساواة)) ذلك هو ما سيغدو من الآن فصاعدا إسما للفضيلة.
ايها الداعون الى المساواة: إن الجنون الغاشم للعجز هو الذي يحرككم و يصرخ من خلالكم مطالبا بالحق و الحرية و العدالة حين ذاك تتنكر رغباتكم الإستبدادية الأكثر خفاءا و المتسترة بأثواب الفضيلة.
غرور منغص و حسد يُصرٌح عن نفسه! لعله غضب آبائكم وحسدهم يصًعد ما في دواخلكم من لهب وجنون إنتقام و ثورة جنون!!
ما كان يكتمه الأب يُعبر عن نفسه من خلال الإبن و كثيرا ما وجدت في الإبن…..سر الأب منكشفا.
غيرة الإبن تدفعه بعيدا لدروب المفكرين الى أن ينتهي تعب الإبن كي يجد نفسه و هو ينام على صفحة جليد باردة.
في كل أنًة من شكواه …استشف فيها رغبة دفينة في الإنتقام لكل ما يمت لماضيه بصلة.
و في كل مديح له أستشف له…رغبته الجامحة في فناء الطغاة.
ها هو عفريتي يدعوني للحذر من كل هؤلاء اللذين يدًعون حبهم للعدل و المساواة!!
حذار من هؤلاء الداعين للحرية فخلف الجمال تقبع بشاعة منفرة وعفن الطفولة.
لتنظروا هنا يا أصدقائي
لتنظروا هنا يا أعدائي
هنا وعلى صفحات الحوار المتمدن…أقول لكم : إن معظمنا يعيش رفاهية فاجرة وما نحن إلًا مرفهين نسخر منكم ومن عذاباتكم.
إقرأوا لنا…ولا تصدقونا لأن الكذب مهنة إحترفناها و ها هنا نلعب بعقولكم ونتاجر ببؤسكم ونتخذ من فقركم مادة للتسلية مع كاس خمر البوردو و حشيشة الكيف.
نحن أناس عجزنا عن الثورة و خذلتنا حريتنا و أغرتنا الرقاهية و عشقنا النذالة…لحد الثمالة…1
أنتم الحقيقة أيها الثوار اللذين يقدمون أرواحهم أضحيات على مذبح الحرية و منابر الإنسانية….وما نخن إلا مهرجون….يتاجرون بالكلمات!!!
كلماتنا ليست كالكلمات
كلماته ليست كالكلمات
في البدء كانت الكلمة و هي تطير في قلب الرب
في البدء كانت الكلمة و هي تطير على أفنان الشجر
في البدء كانت الكلمة
و كانت العبادة
وما عبد الإنسان سوى نفسه
في البدء كانت العبادة
وما عبد الإنسان سوى رغباته
في البدء كانت العبادة
وما عبد الإنسان إلًا ذاته
في البدء كانت العبادة
وما عبد الإنسان سوى إلهه
في البدء كانت العبادة
وما عبدت المرأة سوى جمالها
في البدء كانت الكلمة
وما عبد الرجل سوى قضيبه
في البدء كانت العبادة
وما عبد أفنان سوى كلماته
في البدء كانت العبادة
وما عبد الإنسان إلًا أوهامه
لتنظروا إذا يا أصدقائي! هنا // حيث وكر العنكبوت//ترتفع خرائب معبد قديم بإتجاه الأعالي….فلتراقبونا إذا بأعين مستنيرة و وعي عميق فنحن دجالوا عصركم الذي حرقه الطغاة و خوزقه المثقفون بخازوق مبرششم يدخل بأسفلكم دون ألم و ضرخة وجع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى