لغة وحسب المعجم الغني المؤامرة: تَوَاطُؤٌ بِحَبْكِ مَكِيدَةٍ تُدَبَّرُ فِي الخَفَاءِ لِلْقِيَامِ بِعَمَلٍ مُعَادٍ ضِدَّ نِظَامِ حُكْمٍ أَوْ شَخْصٍ ، أَوْ لارْتِكَابِ جَرِيمَةٍ .
وفي اللغة الانكليزية: ” Conspiracy Theory” ورد هذا المصطلح لأول مرة في مقالة إقتصادية عام 1920م ولكن جرى تداوله في العام 1960م، وتمت بعد ذلك إضافته إلى قاموس أكسفورد عام 1997م.
وحسب ويكيبيديا: “محاولة لشرح السبب النهائي لحدث أو سلسلة من الأحداث (السياسية والاجتماعية أو أحداث تاريخية)على أنها أسرار، وغالباً ما يحال الأمر إلى عصبة حكومية متآمرة بشكل منظم هي وراء الأحداث، كثير من منظمي نظريات المؤامرة يدعون أن الأحداث الكبرى في التاريخ قد هيمن عليها المتآمرون وأداروا الأحداث السياسية من وراء الكواليس.”
وضع جيسي ووكر تصنيفا تاريخيا لخمس أنواع من المؤامرات:
– عدو خارجي: مع شخصيات شيطانية وحشد خارج المجتمع ومكيدة ضده.
– عدو داخلي: يجد المتآمرين مندسين داخل الأمة ولا يمكن تمييزهم عن المواطنين.
– العدو فوق: مجموعة من الأشخاص أصحاب النفوذ تملك قوة خفية تتلاعب بالنظام لمصالحها.
– العدو تحت: الطبقات الاجتماعية الدنيا هي أكثر من لديه ميول لخرق القوانين وضرب النظام.
– المؤامرات الخيرية: حيث تعمل قوة خيرية وراء الكواليس في المساعدة.
وهناك أيضا نظرية المؤامرة الفائقة التي تعتقد بوجود مؤامرات متعددة ليتم ربطها معا بشكل هرمي. وترتبط بمنظمات عابرة للقارات تنظم التآمر على العالم وقد ظهرت منذ 1980، في أعمال العديد من الكتاب العالميين.
فإذا كنا من أصحاب نظرية المؤامرة فهذا يعني أننا نعتقد أن الخارجين عن القانون قد تآمروا لسرقة البنوك، وأن المديرين التنفيذيين للشركات تآمروا للاحتيال على عملائها، وأن شركات التبغ تآمروا واستأجروا العلماء لإخفاء المخاطر الصحية للتدخين، وأن شركات النفط تآمروا واستأجروا العلماء لإخفاء حقيقة ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الاحتراق، أو أن رؤساء الولايات المتحدة تآمروا مع أعضاء إداراتها لتقديم ذرائع كاذبة لخوض الحروب.
جزء من السر يكشف لنا عنه تشومسكي فيقول:
نظرية المؤامرة عكس التحليل المؤسسي، وهي تركز في الغالب على الجمهور، فسلوك المؤسسات على المدى الطويل معروف علنا وموثق على سبيل المثال في وثائق علمية أو تقارير ووسائل الإعلام الرئيسية.
من الواضح أننا لا نعتقد ذلك، أن جميع نظريات المؤامرة غير عقلانية. بعض منها، بطبيعة الحال، غير منطقية، لأنها تقدم الدليل من النتائج بدلا من الأدلة ذات الصلة، وتتجاهل جميع الأدلة التي تتناقض معها سلفا، إنها تنتهك المبادئ العلمية.
من هنا يمكن القول أن نظريات المؤامرة تعمل بشكل فعال في المنظمات والحكومات التي تفتقد البنية الإدارية الصحيحة، ولا يوجد لديها الشفافية الكافية في عملها وغير واضحة الأهداف ولا الخطط ولا تقدم نتائج لنسب تحقق الأهداف ولا تستطيع أن تقدم المبررات والتحليلات المنطقية لفشلها في تحقيق المطلوب. وهي أصلا لم تدرس إدارة المخاطر، ولا استعدت لإدارة الأزمات.
فهي بكل بساطة تستخدم نظرية الإدارة بالمؤامرة!! كيف:
– تعزيز اللحمة الداخلية وحظر التنمية البشرية وتعميم نظم الاستبداد بحجة واستخدام “المؤامرة الخارجية” والخطر الداهم من الشيطان الأعظم.
– محاربة العقلاء والمفكرين بنظرية “المؤامرة الداخلية” ووجود المندسين المجهولين بين المواطنين.
– سحق الطبقات الدنيا باستخدام نظرية “المؤامرة تحت” فميولهم واستعدادهم الفطري لتخريب النظام وخرق القوانين واضحة.
– صناعة طبقة نافذة من اللصوص الذين يضحون بأموالهم لتطوير المجتمع ومساعدة الناس باستخدام نظرية “المؤامرة العليا” و”المؤامرة الخيرية”.
– ولدينا التفسير الواضح والسهل والبسيط لجميع المشاكل التي يعانيها المجتمع: سابقا الاستعمار وحاليا الامبريالية العالمية، ولا يخفى على الجميع الماسونية العالمية التي تسعى دائما لتفتيت ثقافتنا والقضاء علينا.
بالتأكيد لم يكن ذلك كل الحقيقية، فالمؤامرة تستخدم في نظم الإدارة الحديثة وبشكل واضح لإدارة المخاطر وتصلح أحيانا لإدارة الأزمات، عن طريق صناعة المؤامرة والسيطرة عليها لتحقيق المصالح الخاصة بالشركات والحكومات من خلال خلق أزمة لدى الأخر أو الاستفادة من الأزمة المسيطر عليها للتخلص من مخاطر مستقبلية متوقعة.