أحوال عربية

من طهران إلى أثينا هل وصلت الرسالة؟!

محمد النوباني
رداً على عملية القرصنة التي قامت بها الحكومة اليونانية، لحساب واشنطن،الشهر الماضي، والتي تمثلت بالإستيلاء على ناقلة نفط يقودها طاقم روسي ومصادرة حمولتها من النغط الايراني الخام، قام خفر السواحل الأيراني ، مساء امس الجمعة، وفي إطار مبدأ المعاملة بالمثل، بألسيطرة على ناقلتي النفط اليونانيتين “ديلتا بسويدن”و” برودنت ويرير”، وإقتيادهما إلى أحد الموانئ الايرانية الواقعة على الخليج.
لقد كان كل ذي يصيرة يعلم أن طهران،التي إستطاعت كسر الحصار البحري المشدد الذي تفرضه الولايات المتحدة الامريكية على فنزويلا ونقل أكثر من مليون طن من النفط الايراني الخام إليها، لن تسمح، لحكام مراهقين، عديمي الخبرة في الشؤون السياسية والدبلوماسية، مثل حكام اليونان، التابعين لواشنطن، بتقويض الإنجازات الكبيرة التي حققتها ايران في أعالي البحار، والتي جعلت منها قوة عظمى يحسب لها الامريكيون والغربيون الف حساب.
ولذلك فإن خبراء الشؤون الأيرانية كانوا على ثقة بأن طهران سترد على عملية القرصنة التي قامت بها اليونان،نيابة عن امريكا، الشهر الماضي، وباسرع مما يتوقع البعض،وهذا ما حصل بالفعل مساء أمس.
ولن يغير من اهمية ما قامت به ايران قيد انملة أن الحكومة اليونانية،التي كانت هي البادئة بالإعتداء على المصالح الايرانية، هي التي سارعت وبوقاحة إلى إتهام ايران بالقرصنة، على طريقة رمتني بدالها وانسلت، مشددة على ان هذه الخطوة الايرانية ستؤثر سلباً على علاقة طهران بالاتحاد الآوروبي.
لقد كان حرياً بحكام اليونان الذين أعمتهم ،مثل غيرهم من بلدان الإتحاد الاوروبي تبعيتهم لواشنطن ،أن يدركوا بأن امريكا التي إنخرطوا معها في حلف غير مقدس ضد روسيا مردوعة من قبل جمهورية ايران الاسلامية.
فأيران هي التي أسقطت طائرة الاستطلاع الامريكية الأحدث والأكثر تطورا في سلاح الجو الامريكي المسير من طراز”جلوبال هوك” وهي التي تجرأت على قصف قاعدة عبن الأسد الامريكية في العراق بعد إغتيال قائد قوة القدس السابق في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، وهي التي أجبرت بريطانيا على الإفراج عن ناقلة نفط ايرانية بعد ان احتجز الحرس الثوري ناقلة نفط بريطانية… الخ.
ولذلك فإنه لا سبيل امام أثينا لإستعادة ناقلتي نفطها سوى الضغط على واشنطن وحثها على الافراج عن شحنة النفط الايرانية التي صادرتها.
في الخلاصة فإن الشعار الذي تسير على هديه الثورة الإسلامية في ايران هو الشعار المحمدي “العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم وليس الشعار الذي تسير على هديه بلدان النظام الرسمي العربي “من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر ”
والمسامح كريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى