أمن وإستراتيجيةفي الواجهة

الجارتين الودودتين ..الولايات المتحده وروسيا ..هل يبقيان هكذا؟

الجارتين الودودتين ..الولايات المتحده وروسيا ..هل يبقيان هكذا؟ (مختصرات )

ليث الجادر

لم يشهد ولن يشهد التاريخ حالة تكون فيهما دولتين جارتين ودودتين في تجاورهما مثل حال تجاور الولايات المتحده مع روسيا ، ان كنت تبحث عن اي معنى للسلام والامن فلايمكنك الا ان تفكر في مضيق (بيرننغ ) وان اردت ان تضمن سلامتك الكامله من اي معنى تلامسه تداعيات ومجريات حرب محتمله فلا بد وان تفكر في استيطان احدى الجزيرتين ..اما جزيره – ديوميد الكبري – الروسيه او جزيرة – ديوميد الصغرى – الامريكيه !..التفريق بينهما غير مهم فكلاهما لايبعد عن الاخر اكثر من 4000م فقط ! وهي المسافه التي تمثل مساحه مضيق بيرننغ الذي يتحول الى ارض سالكه في موسم الانجماد ,من هاتين الجزيرتين يمكن ان يقع بصرك المجرد ان كنت في قارة اوربا على ارض تمثل جزء من اسيا والعكس الصحيح , الا ان هذا الشعور الاستثنائي لابد وان يثير اسئله استثنائيه تتعلق بالكيفية التي انبنت عليها هذه الوديه بين دولتين كانتا على مدى قرنين من الزمن , عدوتين شرستين القيتا على العالم باسره ثقل عدائهما هذا ؟؟منذ اربعينيات القرن المنصرم سخرت كلا دولتين جزء عظيم من ثرواتهما لبناء ترسانه حربيه يتنفسان فيها لانتاج اسلحه دمار تقليديه ونوويه وكيميائيه تصل مداياتها الى عشرات الالاف من الكيلومترات ..غواصات …بارجات …قواعد عسكريه منتشره في كل ركن من اركان الكوكب ..خليج الخنازير الذي يبعد الاف الكيلومترات عن تلك الحدود الامنه الروسيه – الامريكيه كانت قد وضعت مصير البشريه على كف عفريت بسبب اعتبار الولايات المتحده بان ادخال الاتحاد السوفيتي لصواريخه النوويه الى هذه المنطقه ، انما يهدد بل ويقوض امنها القومي !؟ لماذا لم يهدد او يحاول من ان يقوض الاتحاد السوفيتي الامن القومي الامريكي عبر مضيق بييرنغ الذي لايحتاج الامر فيه الا لبضعة اسلحه تقليديه لا يتجاوز مداها 4كم ..هاون ..مدفع ميداني … الخ …بكل تاكيد يتحول هذا التساؤل الى تعبير مؤكد على السذاجه وتفاهة التفكير في حال الادراك اليقيني بان الامن القومي الذي تحدده الدولتين الكبرييتين انما لايعني الا المجال السلس للتوسع واستغلال ثروات الشعوب والدول الاخرى ! ..يرتبط بتشخيص حالة الجيره الودوده بين هاتين الدولتين (العظمويتين )العدوتين, الكثير من الحقائق الموضوعيه التي تدعم تشخيصات سياسيه جوهريه , لكن اهميتها في المستوى الفكري وبحسب راي كاتب هذه السطور تفوق ما هو مرتبط بالسياسي ,انها تلامس تلامسا دقيق ما المعنى الحقيقي لمفهوم الدوله ..وهذا ما سنتناوله بمختصر اخر ..لكن في هذه الزاويه المحدده من تناول الموضوع نجد ان من دواعي واقعية الاشاره لهذه الحاله , هو لفت الانتباه الى الاحداث المتعلقه بظاهرة شبه نادره تكرر وقوعها في الايام الاخيره واخذت حيزا اعلاميا وخاصة في الولايات المتحده , هذه الحالة متمثله بظهور اجسام طائره غير محدده في السماء الشماليه من الولايات المتحده وكندا وقد سبقها بايام قضية ظهور المنطاد الصيني في اجواء الولايات المتحده ,اسقطت الاجسام الطائره ثلاثتها على التوالي في ايام متلاحقه ووصفت من قبل القياده الجويه بانها (اجسام مجهوله ) وليست مناطيد وكان اخرها ذات شكل ثماني الاضلع تتدلى منه سلسله ! البنتاغون ذكر ان الجسم كان بحجم سياره صغيره ويحلق بارتفاع 40 الف قدم وكان يمثل تهديدا للملاحه الجويه المدنيه ..بينما قال المتحدث باسم البيت الابيض ( لا نعرف هذا الشيئ يخص من ) لكنه اسقط في الجزء الشمالي الشرقي من الاسكا !…الملاحظ هنا ان مع اول دقائق الكشف عن المنطاد الصيني , فان المسوؤليين والمختصين الامريكان شخصوا صفته بانها تجسسيه ! لكن ومع تكرار ظهور ما باتوا يسمونه ( اجسام طائره ) فانهم يمتنعون حتى عن الافصاح عن احتماليه كونه تجسسي او لا ويتغاضون تماما وبحذر واضح عن ابداء اي ملاحظه تشير الى الجهه المحتمله المسوؤله عن اطلاق هذه الاجسام ؟ وكأن الاسكا معلقه في الفضاء ولايحدها اي حد ارضي !؟ وبالفعل لم يجد احد اكبر قاده السلاح الجوي الامريكي من حرج في الاشاره والتلميح بان هذه الاجسام قد تكون قادمه من الفضاء ؟! لو رجعنا الى الوراء وبالتحديد في الخمسينيات من القرن المنصرم وهي فترة الحرب البارده ’ لوجدنا ان هذه الظاهره كانت قد تكررت لدرجه ان انتجت وعلى مستوى شعبي عالمي عقلية ( الصحون الطائره ) والتي تاسست عليها فيما بعد فنتازيا – الغزو الفضائي – ؟ وهنا نتسائل.. اليس من العقلاني ربط تكرار هذه الحوادث بما يجري الان من عودة انبعاث الحرب البارده بين روسيا والغرب وعلى راسهم جارتها الودوده الولايات المتحده ؟ هذه السلسله المعدنيه المتدليه من الجسم الطائر حسب وصف البنتاغون ..هل يحتاجها الكائن الفضائي ليقود بها ويوجه او يتحكم بالته هذه ؟؟ لا ادري ان كان احد ما يقتنع بهذا , لانني لا ادري بان هناك انسان عاقل يفكر بمثل هكذا فنتازيا تخيليه مريضه …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى