من أرغم نتنياهو على قبول وقف اطلاق النار

من الذي فرض وقف إطلاق النار في غزة؟
عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
اثنان كان لهما الدور الحاسم في التوصل إلى ذلك، بل وفرضه رغم أنف النتن بن نون والعصابة الفاشية الحاكمة في تل الربيع. الأول، الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة حتى اللحظات الأخيرة، رغم فداحة الأثمان والخذلان. الثاني، المواطن الأميركي دونالد ترامب، الذي سيجلس على سدة الحكم في البيت الأبيض بعد أيام قليلة. فقد أرسل ترامب مبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي تحدث مع مجرم الحرب النتن بن نون بصيغة آمرة، حسب وسائل إعلام أميركية منها موقع اكسيوس، محذرًا: “ترامب جاد بشأن صفقة غزة، فلا تفسدها”. وهذا ما يفسر تصريح المأفون بن غفير ، بأن ليس بمقدور اليمين الديني الفاشي في الكيان اللقيط “وقف الصفقة”. إذن، أميركا تعلم جيدًا من الذي كان يفشل محاولات وقف اطلاق النار، لأن الحرب حربها أصلًا. فقد تأكد أن الكيان اللقيط أعجز من أن يشن حربًا أو حتى يقوى على البقاء والاستمرار من دون الدعم الأميركي. وتأكد أيضًا بما لا يدع مجالًا للشك، أن الكيان قاعدة عسكرية أميركية تتلقى التعليمات من البيت الأبيض، ولا تحرك طائرة مقاتلة أو دبابة من دون موافقة واشنطن وضوئها الأخضر. هذا يذكرنا باتصال آيزنهاور ببن غوريون سنة العدوان الثلاثي على مصر 1956، وأمره بالإنسحاب من سيناء. ولم يملك المأمور بن غوريون إلا الإنصياع. الشيء ذاته تكرر سنة 1982، حيث اتصل رونالد ريغان بمناحيم بيغن وأمره بالإنسحاب من لبنان، فامتثل الأخير صاغرًا. وخلال عدوان الكيان على لبنان سنة 2006 ، كان جيش النازية الصهيونية يتلقى الأوامر مباشرة من البيت الأبيض ومعه قيادة الكيان آنذاك، إيهود أولمرت رئيس الوزراء، وشريكة بعض القادة العرب في “جهاد النكاح” تسيبي ليفني وزيرة الخارجية.
أميركا توقف الحرب عندما تشعر بأن الكيان في موقف ضعف، أو بسبب جنونه وتهوره. وفي الحالتين، فإن أكثر ما تخشى عليه أميركا ويهمها هو مصالحها، التي نصَّبت الكيان حارسًا لها بمساعدة بعض العرب.
بالمناسبة، كنا قد نشرنا عن إجماع علماء النفس دارسي شخصية ترامب على صعوبة توقع ما قد يتخذ من قرارات أو يتبنى من مواقف. واجماعهم كذلك، على أن ترامب يُعجب بالأقوياء ويقدرهم. ومن هنا نفهم سر اعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. أما وأن الكيان قد تكشف عن نقاط ضعف وشيء من الهشاشة في السابع من أكتوبر 2023، وعجز عن تحقيق أهدافه في غزة المحاصرة منذ تسعة عشر عامًا، فقد يكون لهذه كلها انعكاساتها في مواقف أميركا ترامب تجاه الكيان. ولا نستبعد أن تكون الخطوة الأولى في ترجمة ذلك، الإطاحة بمجرم الحرب النتن بن نون.