رأي

ما يقرا السفيه إلا ما فيه.

ما يقرا السفيه إلا ما فيه.

رشيد مصباح (فوزي)

**

هذه الصفحة صفحتي وأنا مسئول عنها، وعن كلامي. أكتب فيها لأعبّر عن رأيي وأنشر أفكاري؛ بكل حريّة وديمقراطية وشفافية. مع تقيّدي بشروط النشر والآداب العامّة.

وأنا هنا لأدافع عن أفكاري هذه بكل حريّة، فحريّتي لا تقبل المساومة.

وهذا الفضاء الأزرق هو وسيلة من وسائل أو وسائط التواصل الاجتماعي، و التواصل الاجتماعي يتم بالتعبير عن الآراء والأفكار، لا بالخلفيات والضغائن والأحقاد. فنحن معافون بإذن الله ولا نعاني من أيّ مرض، و لسنا في عيادة نفسية نتحفّظ فيها من هذا وذاك.

وأنا أستخير المولى عزّ وجلّ قبل كتابة أيّ موضوع، أستخيره بعلمه وقدرته على أموري، وهو الوحيد الذي يعلم السرائر. أستعين به وبقدرته على معرفة الغيب، وأرجو منه ما لا قد يرجوه غيري في هذا العالم الموبوء.

لكن، ولكن.. هذه ترفع وتنصب أحيانا؛ يبدو أن مثل هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة قد أخطأت بالفعل طريقها إلينا. فنحن أمّة لا تؤمن بحريّة ولا بأفكار، ولا تحترم رأي الغير إذا كان مخالفا لرأيها. لذا فهي في حاجة ماسّة إلى رسكلة وتدوير حتى تتمكّن من مواكبة هذا العصر؛ عصر التطوّر والرّأي الآخر.

بعض الناس يصدق فيهم المثل الذي يقول: “ما يقرا السفيه إلا ما فيه”. فالمريض الذي يعاني من متلازمة الهواجس والوساوس وغيرها من العاهات والأمراض النفسية يحسب كل صيحة هي عليه؛ كما قال المولى عزّوجل في محكم تنزيله:

(يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ)

اوزن كلامي وأتوقّف عنده.

ويبدو أن الذي سمح لهذه الوسائل التكنولوجية الحديثة بالوصول إلينا، لم يكن هدفه أبدا ترقيتنا الى حظيرة الأمم المتمدّنة والرفع من مستوانا، لأن نيّته واعتقاده فينا وفي رغبتنا مخيّب جدّا، إنّما ليشاهد كيف يتعامل هؤلاء “الرّعاع” مع هذه الوسائل المعرفية المتطوّرة.

هذه الصفحة صفحتي وهي ملكي وأنا مسئول عن كل ما أكتبه؛ مسئول عنه أخلاقيا وقانونيا، وأنا إذ أكتب لأعبّر عن رأيي، فإنّني في المقابل أحترم الرّأي الآخر حتى وإن كان مخالفا لرأيي. والنقد البنّاء غايتي ومناي، وذلك يشجّعني على الكتابة، وينير دربي. وأدعو بهذه المناسبة، كل صديق؛ سواء أ كان رأيه موافقا أو مخالفا، إلى مساعدتي في هذا المجال وفي ما أكتبه، حتى أرفع من مستواي، وأرقى بكتاباتي إلى المستوى الذي قد أُحسّد عليه.

فإلى متى ستظلّ هذه الوسائل المعرفية المتقدّمة تعاني من سوء استخدامنا لها؟

لكم سئمنا من هذا الواقع المريض، ولم نجد ملاذا آخر نلجأ إليه.

هذا رأيي الذي لا يلزم أحدا سواي. وقد أكون صائبا أو مخطأ، وهذا لا يهم، بقدر ما يهم استمتاعي بالكتابة لأعبّر عن رأيي وأفكاري بكل حريّة و صدق وشفافية . ولا أتملّق، ولا أماري ولا استميل ولا استعطف به أحدا.

كل واحد له هواية يعشقها في هذه الحياة. ومسألة الأذواق تختلف باختلاف الآراء والأهواء، فليس كل الناس على قلب رجل واحد، كما يقال. وكذلك الظروف تختلف، فلكل واحد منّا ظروفه الخاصّة التي قد لا يعلمها أقرب النّاس إليه.

وأنا في هذا الفضاء الأزرق أحبّ أن أكتب وأنشر ما أكتبه، فهوايتي الكتابة بالعربية التي بتّ أعشقها حتى النّخاع، وبصورة لم اعهدها من قبل. ولو أردت أن أكتب بالفرنسية، أو الانجليزية، أو بأيّ من اللّغات الأخرى ما تردّدتُ في ذلك.

الله يكثّر خير أصحاب هذه الوسائل المعرفية المتطوّرة، الذين زوّدونا بالذّكاء الاصطناعي وبمحرّكات البحث، ولم يبخلوا، ولم يتعاملوا معنا بالخلفيات والضّغائن، مثلما هو الحال بالنسبة لنا. في هذا الواقع الافتراضي، الذي بات مأوى لبعض المرضى من ذوي العاهات النفسية.

فاللّغة إذن لم تعد تشكّل عقبة أمام أحد في ظلّ هذه الوسائل التكنولوجية المتطوّرة، التي من مهامها الترجمة إلى عدد لا يحصى من اللّغات. فحسبك أن تكتب بلغة يفهما الجميع، ولا تتنطّع ولا تتصنّع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى