مشكلة الحكومة في مواجهة الخيارات الاقتصادية

تواجه الحكومات في دول العالم معضلة خيارات السياسات الاقتصادية، التي تتحكم في الأطر العامة للسياسة النقدية، و اعتماد و ترتيبات تقدير أسعار الصرف و التحكم بها و السيطرة على تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية
و اهم من هذا الخيارات المتاحة لسياسات البنك المركزي
يهتم خبراء الاقتصاد ، و المسؤولون عن وضع السياسة النقدية في اي دولة في العالم بـ خيارات السياسات الاقتصادية في اطار “الثالوث المستحيل”، وهو المفهوم الذي كان أول من أشار اليه الاقتصادي الكندي الشهير الحائز على “جائزة نوبل” في العلوم الاقتصادية “روبرت ماندل” في أوائل الستينيات. “نظرية الثالوث المستحيل” تنص ببساطة
على أنه لا يمكن لأي بلد الجمع بين الثلاث التالية في آن واحد: السياسة النقدية المستقلة، وحرية حركة رأس المال، وسعر الصرف الثابت.
و تركز السياسات النقدية و المالية على تنظيم عمليتي تصميم وتنفيذ السياسات الاقتصادية وكيفية التعامل مع معضلة “الثالوث المستحيل” وهي نظرية توضح حالة عدم الاستقرار المتأصلة في استخدام الخيارات الثلاث الرئيسية المتاحة، حيث لا يمكن الجمع في الوقت نفسه بين سياسة نقدية مستقلة وحرية في حركة رأس المال وسعر صرف ثابت. و يكتسي التنسيق بين السياسات الاقتصادية من أجل الوصول إلى استقرار اقتصادي تتجلى مظاهره في استمرار تحقيق معدلات نموّ اقتصادي مستقرة عند المعدلات المأمولة، وكذلك في استقرار المستوى العام للأسعار.
ومن اهم ادوات التحكم تحليل هذه الخيارات الثلاث: استقلالية السياسة النقدية، وسياسات سعر الصرف، بالإضافة إلى تدفقات رؤوس الأموال عبر الحدود، و تشير السياسة النقدية إلى الإجراءات التي تتخذها البنوك المركزية والسلطات النقدية في مواجهة التقلبات الاقتصادية وتحقيق استقرار الأسعار. يعتمد الإطار العام للسياسة النقدية على عدة عناصر تتعلق بأهدافها والأدوات المستخدمة لتحقيق هذه الأهداف.
تختلف الدول في اختياراتها لنظم سعر الصرف بين ثابت ومرن ولكل من هذه النظم ميزاته وتبعاته وشروط استقراره. هناك علاقة ارتباط وثيقة بين السياسة النقدية لبلد معين ونظام سعر الصرف فيه، و تشير تدفقات رؤوس الأموال إلى حركة الأموال والاستثمارات التي تتحرك من مكان إلى آخر على مستوى عالمي. يمكن أن تشمل هذه التدفقات استثمارات الأجانب في الأسهم والسندات، والاستثمارات المباشرة في الشركات والمشروعات، وحتى تحويل الأموال بين
البلدان لأغراض تجارية.