أحوال عربية

سدود مهددة بالانهيار بسبب الزلازل

تشققات زلزالية وسدود مرشحة للانهيار

كاظم فنجان الحمامي

لم يفلح الإنسان حتى الآن في التلاعب بالطبيعة، ولم يستطع التغلب عليها، وربما كان الإنسان نفسه سبباً في غضبها، وسبباً في ثوراتها. حتى ان سد أتاتورك العملاق الذي شيدته تركيا بمواصفات هندسية فريدة فقد قدرته على الصمود بوجه أول زلزالين مدمرين أحدهما بقوة 7.5 و الآخر بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر. فظهرت الشقوق في جدرانه، وربما تعمقت وتمددت متأثرة بتكرار الهزات الارتدادية. وقد تم بالفعل إخلاء المناطق المحيطة بالسد تحسباً لأي طارئ. .
وحذر الخبراء من مخاطر إنهيار السدود الأخرى، التي باتت مرشحة للانهيار في أي لحظة، وسيودي الدمار الناتج عنها (لا سمح الله) بحياة آلاف الأرواح. وقد تنبه الخبير التركي الدكتور ناسي غوريور (Dr. Naci Görür) لهذا الأمر، فوجه رسالة إنذار إلى الجهات المعنية طالبهم فيها بفحص السدود القريبة من محيط الزلزال. .
من ناحية أخرى أشارت التقارير أيضاً إلى تصدع سد بحيرة ميدانكي (Midanki) في عفرين شمال سوريا. فإذا لم يتدخل المجتمع الدولي، ويرسل لجاناً لإصلاح السد، فقد تحدث مأساة أسوأ من الزلزال بمئات المرات. .
لتركيا الآن 13 سداً، سبعة منها تسيطر على مياه نهر الفرات، و ستة منها تسيطر على مياه نهر دجلة. ومن المتوقع استكمال سد آخر، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 14 سداً. .
يعد سد أتاتورك جزءاً من حوض الفرات، ويشكل بحيرة تحمل الاسم نفسه، وهي ثالث أكبر بحيرة في تركيا. تبلغ مساحة الخزان 817 كيلومترا مربعاً، ويقدر حجم مياهها بنحو 48.7 كيلومتراً مكعباً. وبلغ منسوبها في البحيرة ذروته عام 1994 بارتفاع 546 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتذبذب مستواه منذ ذلك الحين بين 526 متراً و 537 متراً فوق مستوى سطح البحر. علماً ان أقصى ارتفاع مسموح به لسلامة السد هو 546 متراً فوق مستوى سطح البحر، وان الحد الأدنى لتشغيل محطة الطاقة الكهرومائية هو 526 متراً فوق مستوى سطح البحر. .
لا شك ان الحكومة التركية تدرك تماماً التغيرات التي طرأت على سد أتاتورك، وتعلم أن أساسات السد قابلة للذوبان بمرور الوقت وتحتاج إلى التقوية من وقت لآخر (تماما مثل سد الموصل). الأمر الذي سيضطرها لإعادة النظر في سياستها المائية تجاه أنظمة سدودها، فهي تعلم علم اليقين ان سد أتاتورك يعاني الآن من المشاكل، ولا يمكنه الصمود أمام الموجات الزلزالية العنيفة،
وربما يتسبب في كوارث طبيعية لا يمكن التكهن بنتائجها الكارثية، وتسري هذه الاوضاع المقلقة على السدود المقامة على نهري الفرات ودجلة بضمنها سد الموصل، والسدود العراقية الأخرى. .
والله يستر من الجايات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى