في الواجهةمال و أعمال

مستقبل تويتر

منصة تويتر أكبر من الإغلاق وأكبر من السيطرة

مروان صباح

/ عدا عن المشاكل الإنسانية وعلى المستويات المختلفة / المتعددة ، كالمناخ و الغذاء والطاقة والفقر ، إلى هذا كله ، باتت ظاهرة تويتر ???? في تقدير الكثيرون القبلة العريضة التى تشغلهم ، مليارات الناس يترقبون لحظة بلحظة تحركات المالك الجديد ، إذا بالطبع المرء أحتسب سطوة المنصة في ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرهم ، وعادةً قرار الولادة لا يترتب عليه الكثير من???? المسؤوليات باستثناء المال أو أحياناً القليل منه ، بل حتى القطط تفوز على البشرية في هذا الموضوع ، لكن في المقابل ، قتل المولود أو الابن أو الابنة ليس بهذا التصور الذي يعتقده ???? البعض ، لأن إذا حصل ذلك ، من المؤكد دوافعه ستعود إلى أمراض نفسية أدت بالقاتل بفقدانه التميز بين أبنه على سبيل المثال وعدوه ، وهذا ما لا يتداركه الكثير عندما يتحدثون عن موت ???? منصة تويتر ????، بل مثل هذه المنصة العالمية / الشعبية بشتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والفنية والسياسية والرياضية وغيرهم ، لم تعد تخص مالك تويتر ????أو مجلس إداراته أو حتى داعميه من الخلف ، بقدر أن تويتر ???? يتعلق بمستقبل البشرية ، وهذا المصير على الأقل وببساطة ????يمنع اياً كان التلاعب به أو شطبه ، بل أكبر دليل على ما نقوله ، عندما المالك الجديد إيلون ماسك حرص على الاستفتاء في كل مسألة ويعرضها للتصويت على أعضاء المنصة ، إذنً ، الإدارة الجديدة تعي جيداً أهمية إرضاء الأعضاء الحاليين والجدد والآخرين التى تتطلع على استيعابهم في المستقبل ، لأن ببساطة أيضاً ، من الممكن للناس الانتقال لأي منصة جديدة إذا وجدوا خللاً أو مضايقات تخدش حرياتهم الشخصية أو آراءهم ، وبالطبع ، هذه الشبكات تحولت بالنسبة للناس جزءاً هاماً من حياتهم إن لم تكن الجزء الأكبر منها ، لأن حسب التقارير الموثوقة ، يشير ☝ أحدهم بأن في منطقة الشرق الأوسط وحدها ، المنطقة التى تعج بالأحداث اليومية ، المستخدمون لهذه الشبكات يصل عددهم إلى 250 مليون شخصاً ، وقد يقول قائلاً ، بأن مسلسل الاستقالات التى حصلت وتحصل وراءها شخصية ماسك ، وهذا القول في إعتقادي غير صحيح أبداً ، لأن في شركة تسلا للسيارات الكهربائية الكاملة ???? والتى أيضاً الشركة نفسها لديها خط إنتاج لبطاريات ” الليثيوم أيون “والتى تستخدمها الشركات العالمية في القطارات الكهربائية ، يوجد قرابة ال 100 آلف موظف ، أو أيضاً ، ليس مقنعاً لأي شخص لديه دراية بتاريخ الشراكة الطويلة بين السعودية ???????? على وجه التحديد أو الخليج والأمريكان ???????? ، أن تكون الاستقالات بدافع الشراكة بين ماسك والأمير وليد بن طلال ، إذنً ، هناك ???? خلفيات سياسية وراء ذلك ، بل حتى الإقالات التى أجراها المالك الجديد تندرج ضمن التباين العميق للاتجاهات السياسية ، وهذا أستدعى إسقاط تساؤلاً ???? من قبل النشطاء حول العالم ، كيف سيكون تويتر ???? في المستقبل ، هل سيبقى جامع للحريات في ظل غياب النقابات الفاعلة والمؤثرة في العالم ، أو حتى الأحزاب السياسية والتى باتت دورها يقتصر على الترويج للأنظمة أو مزاحمتها ، بالفعل ???? ، هو سؤالاً⁉ كبيراً ، لكن أيضاً ليس بكبير على من كان لديه القدرة على ابتكاره ، على الرغم أيضاً من حقيقة ???? لا تفوت على كاتب ✍ هذه السطور ، يبقيا تويتر ???? والفيس بوك ????، لهما خصوصية بين الشعوب ، لأنهما كانا عايشا الربيع العربي بتفاصيله ، من جانب أول ، وأيضاً كانا أول من حررا النخب المدفونة خارج المؤسسات الثقافية والإعلامية ( الرسمية ) .

وهذه السطور بصراحة ???? لا تتردد في تناول التساؤلات التى تأتي من هنا ???? أو هناك???? ، فجمهور هذه الشبكات ، بدا شاباً وأيضاً هو يتنامى ويتوسع بين شوائب كبيرة ، لأنها واحدة ☝ من التى صارت في ناظر الأغلبية ، تمثل جيلهم ، إذنً ، هل معقولاً للناس والجمعيات الأهلية والخيرية والحكومات والعالم ، سيبدأون جميعاً من الصفر ، العودة إلى البداية ، بالطبع ، الملفات المخزنة للجميع ستكون مسألة حاضرة وأساسية في أي لحظة تخص بتقرير مصير تلك المنصة أو أخرى ، بل السؤال لا يتوقف هنا ???? ، لأن أمثال مشاهير العالم الذين أمضوا سنوات طويلة حتى استطاعوا تحقيق ???? جمع هذه الأرقام القياسية على صفحاتهم الشخصية ، هل يمكن لهم التخلي عنها ببساطة ، بل على سبيل المثال ، كانت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ???????? أو بالأحرى مؤسسة ” هيومان رايتس ووتش ” ، والتى الأخيرة تعتبر لها باع طويل في ملاحقة مرتكبين الجرائم السياسية وغيرها بحق الأشخاص ، جميعهم أخفقوا في إنجاز ما يصنعونه ناشطون الشبكات التواصل الاجتماعي ، بل لم يقتصر الأمر عند هذا فحسب ، لقد فتحت هذه الشبكات في الحقيقة ???? باب كان مغلق على غرف الأطباء النفسيين ، اليوم مع نشر أي حدث ما ، تنتشر ملايين الانطباعات ، لدرجة أن في كل تعليق يكون لكل إنطباع أو ربما هناك ???? رؤية أو فكرة جديدة يبنى عليها العديد من الأفكار ، وهذا فتح باب أخر ، فاليوم باتت هذا الشبكات الاجتماعية مكان لخوض معارك الآراء بين الشعوب والأنظمة ، وبالتالي ، كانت أيضاً هي لا سواها وراء تغير عقلية ???? الأنظمة ، بل كانت الدافع في تحفيز هذه القنوات على التفكير النقدي والردي ، لأن سابقاً لم تتعود على مثل هذه المنهجية ، لقد أمضت حياتها بين مناهج التعليم المكتوبة والجرائد والإذاعة والتلفزيون ، المسموع والمرئي ، جميعهم يقولون ما يرضي هذه القنوات ، والصحيح أيضاً ، أن مثل منصة التويتر ???? صحيح أنها تعج بالجواسيس من كل حدب وصوب ، لكنهم جواسيس يتمتعون بالسجالات والنقاشات والمعلومات ويراكمون المعرفية .

مجدداً هنا ???? ، قد يقول قائلاً أنه شعاراً عتيقاً ، أكل الظهر عليه ، وأياً كانت مقاديره في إشعال أو إلهاب أو تثوير وجدانيات الناس ، يبقى هناك منها خالدة حتى لو أختلف المواطنين حول فهمهم لها ، لقد تأسست الولايات المتحدة ???????? على شعار يقول ” حكم الشعب ، بالشعب ، ومن أجل الشعب ” ، هو شعاراً قد اجتزاؤه الأمريكان من الخطبة الأشهر للرئيس الأمريكي الأسبق أبراهام لينكولن ???????? ، والذي يُعتبر المؤسس الثاني للولايات ، لكن هذا لا يعني أبداً ، بأن أمريكا دولة يوتوبية ( مدينة فاضلة ) أي أن نوابها يترشحون من أجل ???? خدمة المواطن فقط ، هناك ???? بالطبع مصالح شخصية ، بل عادةً في إنتخابات غرفتي الكونغرس والشيوخ المرشحون يهتمون بكسب رضى الشركات الكبرى أكثر من المواطن ، لأنهم وراء توفير الوظائف وأيضاً مهيمنون على القنوات الإعلامية بتعددها ، إذنً ، الجهتان منحازتان تماماً ????للنخبة الاقتصادية ، وهذا كشفته واقعة وول ستريت خلال احتجاجات 2011م ، لقد كشفت عن الفارق بين المواطن الذي يمثل الأغلبية الساحقة والميلياديرات ، حتى أصحاب الطبقة التى تعتبر حلقة الوصل بين الأغنياء والتى تتقاضى فوق 150 الف دولار ???? سنوياً والطبقات العادية من مختلف المهن ، لكن ما هو يميز الولايات المتحدة ???????? ، بأن على الأغلب ، آراء النخب تأتي بالتوافق مع رغبات الناس العاديين ، وهذا يفسره ثلاثة معادلات ، قوة الصناعة وقوة الشراء وقوة الدخل القومي ، والتى جميعها تعكس على مناحي الحياة برمتها ، وبالأخص ، الصحة والتعليم والبنية التحتية ، لكن الحقيقة أيضاً ، وعليه ، وعلى الرغم من الانتخابات الرئاسية والتشريعية التى تكون الكلمة العليا للناخب ، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه قادر على فرض أجندة معينة في المسائل السياسية أو حتى في رسم السياسات الكبرى إجمالاً .

وضمن مسارات الحرص على إدامة ما يجمع البشرية حوله ، وربما ما هو الأهم ، من الممكن عبر اللقاءات الثنائية كما حصل مع شركة آبل التوصل إلى تفاهمات حول الخلافات الجاثية والصراعات المحبوسة ، وقد يكون في المقابل ما هو القليل لا معنى له ، لكنه مؤشراً على المستقبل ، لا يعني أن نزوح الموظفين من منصة تويتر ???? سيتكرر ببساطة ???? من قبل أعضاء المنصة ، ليس بهذه السهولة أو السرعة ، لأن الناس بطبيعتها لا تتخلى عن شيءٍ تعودت عليه ، فكيف إذا كان هذا الشيء تحول إلى الحلقة التى تصلهم بعضهم البعض ، وهنا ???? أود أن أتوقف قليلاً عند المعني النفسي لكلمة التواصل ، وهذا في واقع الأمر يشبه على الأقل المواصلات العامة ، وبالتالي ، فليتصور القارئ أنه في يوماً ما يستيقظ من النوم ويجد أن العالم توقف ???? عن القدرة في تسيير كافة المواصلات الأرضية والجوية والبحرية ، فعلاً ???? ، هذا تماماً ????أو أكثر بكثير ، يمكن ???? أن يجعل الناس في تعاسة ، لأن المراقب حقاً ???? يستشعر ذلك ، عندما الإنترنت ينقطع أو حتى إحدى الشبكات يصيبها عطباً أو خللاً ، العالم كله يصبح في حالة الانتظار ، وعلى الرغم مِّن أن تويتر ???? كمنصة مازالت أقل ترتيباً من الفيس بوك ????و تيك توك وسنابشات ، جميعها حولت العالم إلى صورة مصغرة ، ولأن هنا ???? البشرية تتحدث وتبدي قلقها ???? عن منصة واحدة☝ وليس عن الإنترنت ، لأن الأخير هو المسؤول بالكامل عن ظهور كل هذه الشبكات ، إذنً ، في الخاتمة ، المسألة مسألة تعويد ، وهذه العادة ستكلف الأعضاء العناء الغير مرغوب في نقل ملفاتهم الخاصة ، بل ايضاً ، قد يكون التنافس أو بالأحرى ، المقارنات التى تدور بين الأعضاء حول الشبكات ، هو الذي يجذبهم ، مثل التجديد الدائم والأفكار الإبداعية ، وهذا دفع الكثير الذهاب اليوم في الولايات المتحدة ???????? إلى منصة “ماستودون”، والتى باتت تنمو شعبيتها أخيراً ، حتى لوحظ في الآونة الأخيرة تضاعف أعضائها قرابة 300 الف شخصاً ، لكن ما يثير الانتباه ، هو الحالة الإدارية التى ظهرت أثناء انتقال المنصة من المالكين السابقين إلى إيلون ماسك ، وهذا ظهر فعلياً في تغريدات الأشخاص الذين تم تسريحهم أو من استقالوا مِّن تلقاء أنفسهم ، وعلى كل حال ، حتى لو كانت هناك ???? تخبطات حصلت بسبب الاستقالات أو الإقالات ، يبقى شخص مثل ماسك لديه القدرة الكبيرة في ترتيب بيته ، بل لم تكن مقاصده في تأجيل شراء تويتر ???? من فراغ بقدر أنه كان يرتب البديل ، لأن لو لم يكن هذا صحيحاً ، فكيف يمكن ???? للمنصة لها الاستمرار ، بل هناك ???? معلومات تشير☝عن ارتفاع عدد المنتسبين ، وهذه الأحداث فرخت في الولايات المتحدة ???????? شركات جديدة ناشئة ، كيف لا ، ولديهم ولاية كاملة لصناعة الأفكار ، أسمها سيليكون فالي ، المنطقة التى تنتج الرقائق السيليكونية والتنقية العالية ، بل كانت الأنظمة العالمية تعتقد ???? للوهلة الأولى ، بأن مثل هذه الشبكات قبل الربيع العربي مجرد أنها صراخاً ???? محصور في الفراغ ، لكنهم أكتشفوا أنه صراخ قادر على كسر كل الحدود التى صنعت بين الشعوب ، أو أنهم أعتقدوا هكذا ، لقد تم أبتكار تلك التكنولوجيا لكي تظل محصورة بين نخب وادي سيليكون ، كما هو حاصل في كوريا الشمالية ???????? ، لكن الخلاصة الكبرى ، أن الناس استطاعوا الاندماج مع الحديث بشكل جذري وعلى مدار العقد الماضي ، أصبحت حياتهم أغلبها على منصات التواصل الاجتماعي .

ذلك هو حال كل من يرفع شعار العدالة الاجتماعية ، والذي عادةً يرفعه النشطاء حول العالم وتحديداً على هامش كل مناسبة دولية ، قد يصبح فارغاً من المحتوى الفعلي في الشارع ، لكنه يبقى فاعلاً في العالم الافتراضي ، بل التكنولوجيا كفيلة في منعه أن يلتحق بمصائر من تحولوا إلى غبار في أدراج التكاسل والنسيان ، وفي مثل هذه الأمور والتى تتعلق بالأمم كافة ، لا بد أن يكون لدى الناس الكثير من التسامح ، لأن المواقف المسبقة تضر بالمصالح الشخصية ولا تنفع ، إذنً ، هنا ????التأني وهو الباب الأفضل ، لأن في نهاية المطاف ، المالك الثاني لتويتر ???? هو الامير السعودي???????? وليد بن طلال وأيضاً الصندوق الاستثماري القطري ???????? ، وبالتالي ، تشهد البشرية اليوم تحالفاً منصاتي بين الشرق والغرب ، بين الأفكار والاقتصاد ، بين القوة الدولية وبين الحدث العالمي ، لكن هذا لا ينفي اطلاقاً مخاوف الآمن القومي الأمريكي مِّن تيك توك ، لأن الأخير يعتبر الأكثر استخداماً بين الأمريكيين ???????? ، لكن تبقى ملكيته صينية ???????? بالكامل ، قد تكون المسألة الديمقراطية هي الأساس والتى يهتم بها النواب في الكونغرس ، بالطبع ، خوفاً من انتقال عدوى النظام القمعي الصيني والذي يمكنه ???? بحكم ملكيته لتيك توك أن يؤثر على النمط التفكيري للأمريكان ، أو بالأحرى ، هو نوع من أنواع جمع البيانات الدائمة ، وبتكلفة صفر ، أو بشكل أدق ، الصينيون يحصلون على البيانات الشخصية مع توفير عائدات مالية هائلة لهم ، طبعاً ، تبقى هناك ???? جملة مخاوف لدى اللجنة الاستخباراتية ، هي غير معروفة لنا ، حتى إشعاراً آخراً كما يبدو ???? بعيداً ، لأن الفارق عميق بين الدول الديمقراطية ????والاستبدادية ???? ، ففي البلدان التى تقودها الأنظمة الاستبدادية ، الناس يتم اعتقالها وزجها في السجن لمجرد تغريدة أو نشر بوست ، بل نظام مثل الاسد ، الناس هناك???? ???? يتم حرقهم ???? ، أو أيضاً في بلد هو أخطر مثل كوريا الشمالية ???????? تعتبر أسوء ثقب أسود في عالم الإنترنت ، فهناك ???? يمنع ⛔ بتاتاً أستخدامه بإستثناء قلة قليلة من المسؤولين الحكوميين ????، فهؤلاء توفر لهم المخابرات الصينية شبكة سرية ???? للاتصال بالانترنت ، وعلى الرغم من مخاوف الجميع على مستقبل منصة تويتر ???? ، إلا أن إيلون ماسك كان أول من إستخدم المنصة للشؤون الديمقراطية ، عندما طالب الأمريكان ???????? بالتصويت لأعضاء الحزب الجمهوري من أجل ???? منع الديمقراطيين السيطرة على الكونغرس والبيت الأبيض ???? ، وبالتالي ، كان ومازال رأيه ، بضرورة التوازن بين المؤسستين ، وهذا هو سر مقولة الرئيس لينكولن ???????? ” حكم الشعب ، بالشعب ، ومن أجل الشعب ” . والسلام ???? ✍

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى