رياضة

مدرب سيء أو سيئ الحظ ؟

عبد الباسط

■ توخيل الذي عُصف برأسه من على راس البلوز رغم المشوار المميز جدا بسبب خلاف إداري ، يغادر الفريق اللندني ويتركه غريقا متخبطا في ازمة نتائج رهيبة صاحبها الإقصاء من كل منافسات الموسم ، بل إن البلوز بعيدين حتى على المركز الأوروبية عنونت الصحف وقتها هو أكبر خطأ إداري قد تراه عينياك ، تقيل توخيل لتتعاقد مع بوتر ؟
■ في نفس الموسم وغير بعيد عن نفس الشخص ، البافاري يقيل مدربه المميز ناغلسمان والذي لم تكن معه النتائج سيئة ابدا ، بل كان الفريق الألماني واحد من أكثر الفرق الأوروبية إنضباطا فنيا وتكتيكيا لتتم إقالته بسبب خلافات مع الإدارة والتعاقد مع توخيل الذي بدأت رياح الهلاك تصيبه ، خسر نقاطا في البطولة ، اقصي من الكأس ، اهين في الأبطال ، غير متصدر في الدوري وهذا مالم يكن قبل اسابيع مع ناغلسمان الذي ترك الفريق ينافس من أجل كل شيء .
■ هنا لأعد قليلا إلى الوراء ، بالضبط إلى سانتياغو سولاري الذي قاد ريال مدريد لفترة إنتقاليه خسر فيها خلال اسبوعين كل المنافسات المتاحة رغم انه قدم للعالم فينيسيوس وريغولين وضرب عرض الحائط كلمة اسطورة ليكون الأحق بالمشاركة هو من يشارك لكن
الظروف لم تخدمه ببساطة لأنه اساء التقدير في غرف الملابس ولم تكن له الخبرة الكافية لتسيير نجوم الفريق فخسر رهانه لكنه فاز بقلوب كل المدريدية لأنه وقتها قال جملته الشهيرة ” هناك بعض اللاعبين لا يستحقون حمل قميص الريال وقد اخبرتهم بالفعل بذلك ” .
■ بين توخيل وسولاري لا توجد الكثير من الفوارق وهناك تشابه كثير في الأحداث التي حدثت للرجلين ، توخيل وجد إدارة مستعدة للتخلي عن ماني من أجل ضمان المجموعة وعدم زعزة إستقرارها ، بينما كان سولاري كبش فداء لعيون بعض اللاعبين الذين إنتهوا كلية في تلك الفترة .
■ لنعد لنغالسمان الذي يتمناه أي مشجع مدربا لفريقه ، مدرب مميز جدا فنيا ويمتلك الكثير تكتيكيا ، من القلائل جدا الذين يغيرون نهج اللقاء لصالحه في وقت قصير ، يعرف جيدا قراءة الخصوم وهو مشروع مدرب كبير خانته الظروف ايضا في بافاريا .
● خلاصة القول نجاح المدرب او فشله في فريق أو آخر ليس رهان المدرب لوحده ، بل هو ضمان التستر تحت مظلة الإدارة إذا إقتضت الضرورة .
كمثال :
◇ عراب الشامبيونز ليغ وسيد ساداتها آنشيلوتي لم ينجح في باريس لأن الإدارة مستعدة للتخلي عن اي مدرب في العالم من أجل عيون لاعبيها .
◇ كمثال ثاني غوارديولا الأسطوري فشل في البايرن ( حسب رومينيغيه ) لأنه حاول تغيير الاسلوب الذي إنتقدته إدارة البايرن كلية ، ولم يحقق اللقب المرجو خلال فترته هناك .
◇ كمثال ثالث : مشروع نيوكاسل يمشي للطريق الصحيح لأن الإدارة وضعت مخططا مسبقا دون تكليف والمشروع ظهر للنور في أول موسم وهو قريب جدا من تحقيق المطلوب وهي المشاركة الأوروبية .
◇.كمثال أخير : زيدان سيطر على اوروبا لأنه عزل بعض الإداريين وكان مديرا فنيا في ريال مدريد وليس فقط مجرد مدرب ، ليكون زيزو الآمر الناهي موفرا لنفسه محيطا اكثر راحة .
■ تبقى هذه الامثلة ذكرا لا حصرا ، لكني مصر أن نجاح أي طاقم تدريبي مرهون بإيمان الإدارة به ، توخيل فشل في تحقيق الطفرة الفنية لحد الساعة لكن من السابق لأوانه الحكم أنه مدرب فشل في تجربته مع البايرن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى