أحوال عربيةالعالم

مخيم جنين. والمواجهة مع سلطة رام الله

ان تجلس مع العدو في سبيل استرداد الارض ,ذاك امر معقول,ان تهادنه لفترة محدودة في
انتظار تحقيق الاهداف باقل الخسائر ايضا امر مقبول, ولكن ان تستمر الى اكثر من ثلاثة عقود
وعند كل مطلع شمس يتم قضم الاراضي محل التفاهم من خلال اقامة المستوطنات والطرق
الالتفافية فان الامر لم يعد في سبيل التحرير, بل نعده خنوعا وفقدان ضمير,اذ ماذا سيتبقى من
الارض بعد وقت جد قصير؟.
ان تتقاضى ثمن خنوعك لتنفقها على حاشيتك بدل اقامة مشاريع وان كانت صغيرة من اجل
النهوض بالأسر الفقيرة المعوزة, فذاك يعتبر شر مستطير,ولكن ان تشيء بالمقاومين
المناهضين للاحتلال ,ويصل الامر الى اغتيال بعضهم خدمة للعدو والذي اعرب اكثر من
مسؤول به عن رضاهم بما تقوم به السلطة نيابة عنهم ,تلك خيانة عظمى ليس لها تبرير.
ترى ماذا دهى زعماء فتح التي نشأت من اجل محاربة العدو لنيل الاستقلال التام كي تنحرف
بوصلتهم تجاه ابناء الوطن المقاومين؟ لقد فقد هؤلاء الشباب الثقة في سلطتهم, لم يطلبوا منها
محاربة العدو فإنها اجبن من ان تقوم بذلك, بل تترك لهم مجال التحرك وتغض الطرف عنهم
وتدعهم وشانهم, لقد يئسوا من الاوضاع المزرية ,ارادوا محاربة العدو بمحض ارادتهم وتقديم
انفسهم شهداء على مذبح الحرية.
كافة حركات التحرر العالمية, كانت تعمل لأجل مواطنيها المخزون البشري الذي يمدها بشباب
آثروا الاستشهاد على حياة الذل والهوان, إلا حركة فتح للأسف الشديد فان مجنديها يعملون
لصالح الصهاينة وحمايتهم ,لقد تم تدجين الحركة بل وصل الامر بقادتها الى اعتبار كل مقاوم
مناهض للاستيطان بانه يرمي بنفسه الى الهلاك وانه لا يعمل لصالح شعبه!.
ترى ماذا حققت سلطة اوسلو للشعب المغبون؟,سلطة رام الله ما انفكت تصف المقاومين في
غزة بانهم ارهابيون حتى الّبت الراي العالم العالمي ضدهم واستعملوا ضدهم مختلف انواع
الاسلحة والذخائر المحرمة دوليا, بل ابادة جماعية لأهل القطاع والسلطة تتشفّى!, أي نوع من
القيادة هذه؟كل ما ترغب به, هي ان تسيطر على القطاع الذي خرج عن طوعها في استفتاء
شعبي معلنا عزمه على مقاومة الاحتلال بما تيسر من مقومات وان كانت بسيطة بينما تنعم
السلطة برغد العيش.
السلطة تقاوم وبما اوتيت من قوة, شباب المقاومة في الضفة, لأنها ترى فيهم حرمانها من
المساعدات الدولية(نعدها رشى من اجل حماية الصهاينة ),انها (السلطة)وببساطة تعتاش على
تلك الاموال التي نعدها ثمنا للخيانة وضرب الوحدة الوطنية وتفريطا في الارض .
المقاومة في القطاع ورغم مرور ما يقارب 16 شهرا من القصف الهمجي المدمر لكافة
المؤسسات بها الا انها لا تزال تقوم بعمليات استشهادية تقض مضاجع الصهاينة وتفوت عليهم
تحقيق النصر المزعوم .
بإمكان الثوار في القطاع اذا ما استمرت السلطة في مطاردتهم, أن يعملوا على تقويض حكمها
لآنها اصبحت اكثر ضراوة عليهم من بني صهيون, الحركات الخانعة الذليلة التي تفقد شعبيتها
مصير الزوال ,مخيم جنين المحاصر من قبل قوى الاحتلال على مر سنوات والذي كثيرا ما
يتعرض لمداهمات عسكرية صهيونية مدعومة من سلطة رام الله ينتج عنها اعتقال المقاومين
وقتل وسحل اخرين.
نجزم بان سلطة رام الله ان اوغلت في محاصرة المقاومين وقتلهم, سوف يكون مصيرها
المشؤوم على يد ابناء المخيم وبقية سكان الضفة(ان لم يبادر الشرفاء من ابناء فتح الى تصحيح
المسار), لآنها اصبحت اداة طيعة في ايادي المحتلين, والنصر المؤزر للمقاومين, ولتسقط
سلطة رام الله العميلة.

ميلاد عمر المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى