ثقافة

في إستطلاع خاص ، الأدبية التونسية إبتسام الخميري تجيب عن التساؤل الوجودي للثقافة العربية

في إحدى إستقصاءات الرأي التي شملت عدد من المثقفين العرب و التي قام بها الكاتب و الصحفي الليبي محمد القذافي مسعود حول السؤال الوجودي للإشكالية المطروحة المتعلقة ، بهل هناك ثقافة عربية واحدة أم عدة ثقافات متنوعة ؟ حيث كانت
إجابة الكاتبة و الروائية إبتسام الخميري بأن الثقافة العربية هي ثقافة واحدة رسخها القدماء منذ الأزل لليتوارثها الأبناء عن الأجداد ، إذ تقول في ذات السياق بانه و إنطلاقا من هذا السّؤال يتشكّل لدينا استفهاما هو هل توجد ثقافة عربيّة؟ بمعنى أنّ لها لغة تميّزها ، فنقول ثقافة عربيّة و ثقافة أجنبيّة؟
أليست الثّقافة إنسانيّة بالأساس قد شكّلها الإنسان الواعي المثقّف المتطوّر انطلاقا من جملة سلوكاته و تصرّفاته الّتي تدلّ على مدى وعيه و إدراكه لما هو حوله في المجتمع الّذي يعيش فيه .
فالمتأمّل في المجتمعات و الشّعوب العربيّة تحديدا يلمس وجود ثقافة عربيّة واحدة تجمع فيما بينهم قد رسّخها القدماء فتوارثها الأبناء عن الأجداد من عادات و تقاليد و موروثات ، هذه الأخيرة تقاربت و تشابهت في أغلب الدّول العربيّة بحكم تقاربها الجغرافي ، إضافة إلى وحدة التّاريخ و الحضارات المشتركة الّتي تعاقبت عليها فاتّحدت و توحّدت الثّقافات في عدّة تصرّفات عرفتها المجتمعات العربيّة فأصبحت عرفا جاريا و قانونا تحترمه و يلزمها دونما فصول قانونيّة أو عقود إلزامية و نذكر مثلا تشابه العادات و التّقاليد في دول المغرب العربي في الأكلات و تقاليد الزّواج و حتّى تقاربها في اللّهجة العربيّة و تقارب معانيها ، كما اتّفقت في عدّة مستويات كالأخلاق و العقائد و الفنون الّتي اكتسبتها الأجيال و باتت ثقافة واحدة و لعلّ مفهوم الثّقافة ، بما هي جملة المعارف المكتسبة على مرّ الزّمن و إذا كانت تستخدم أحيانا لوصف ممارسات معيّنة داخل مجموعة فرعيّة من المجتمع يؤكّد لنا أنّه لا وجود لثقافات عربيّة مختلفة و كذلك يتأكّد لنا ذلك عند معايشتنا لهذه الشّعوب فنجدها تحمل ثقافة واحدة لن تشعر بغربة أو تغيير في سلوكياتك إذ في مجملها متقاربة و متشابهة باعتبار الثقافة هي ما ينسب إلى مجموعات البشر من آثار و قيم و عادات و أفكار تمثّل أساس وجودهم الاجتماعي و تميّز حياتهم في المجتمع ، عسانا نتساءل : هل يمكن أن نجد ثقافة أجنبيّة واحدة أم مجموعة ثقافات ؟ ربّما تعريف العالم “إدوارد تايلور” للثّقافة على أنّها “ذلك المفهوم الكلّي الّذي يشمل المعرفة و العقائد و الفنّ و الأخلاق و القوانين و العادات و التّقاليد و القدرات الّتي يكسبها الإنسان بصفته عضوا في المجتمع أو مجموعة أفراد (معنى الثقافة- مفهوم الثّقافة) هذا التّعريف يجعلنا نؤكّد أنّ الثّقافة هي إنسانيّة بالأساس تصبّ في معين البشريّة و مدى تطوّرها الأخلاقي و الإنساني فلا وجود لثقافات عربيّة بل هي واحدة متّحدة .

و بذلك تكون الأديبة التونسية إبتسام الخميري قد أجابت عن جملة التساؤلات المطروحة حول تلك الإشكالية التي كانت قائمة منذ زمن و التي فصل فيها العديد من المثقفين عبر العالم ، العربي منه و الغربي ، هذا ما يبرز إلمام الكاتبة بكل ما يدور في عالم الثقافة الواسع و المتباعد الحدود .

الطيب بونوة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى