مجموعة من ابناء الاغنياء يعربدون
عندما أراد تولستوي أن يؤرخ لهزيمة شعبه في رواية «الحرب والسلم»، بدأ روايته بهذا المشهد:
مجموعة من أبناء الأغنياء يعربدون وسط الليل وقد أذهبت الخمر عقولهم، يقومون من باب التسلية بربط “شرطي” وهو في زيه الرسمي بأحد الدببة وسط ضحك هستيري لا يهدأ. ربطوا ممثل الدولة في دب ثم أفلتوا له العنان ليروا ما يحدث.
يتبع ذلك مشهد “توبيخ” بسيط من آبائهم لهؤلاء المشاكسين على ما فعلوه، توبيخ بسيط لا أكثر!
اختار تولستوي “الشرطي” عن عمد ليشير أن الدولة والقانون لا ينطبق على بعض الناس الذين ينظرون للدولة كأملاك خاصة بكل ما تحمله الكلمة من دلالة، بل إن الدولة ومن فيها مسخرين لخدمتهم. أما عن المواطن -مهما علا شأنه- فهو مجرد رقم بشري لا قيمة له إطلاقًا.
بهذه الصورة تكون الهزيمة مبررة أيما تبرير، فلا هؤلاء سيضحون في سبيل نصرة وطن تنعموا بخيراته وقت السلم، ولا من حُرم أدنى الحقوق بمستعد للموت في سبيل وطن ليس له!
وهذا ما يقوله التاريخ لنا، لا هزيمة لأمة إلا إن وُجدت لها الأسباب الداخلية التي تساهم في وقوعها!
عين على أدب تولستوي