متاهة القوى
الجزء الثاني من رواية
(الأرض الأولى)
“متاهة القوى” هي الجزء الثاني من رواية “الأرض الأولى” للروائية الدكتورة
سمانثا محيميد وفيها تعيد القارئ إلى مشهد الانفجار الضوئي الذي تسبب بموت
والدة عمر ومحاولة اختطاف مروان وأسر والده زين وكل ما عايشته أسرته ورفاقه
من صراع مع سارقي القوى. بطل هذه الحكاية “عمر” الذي لم يكن يعرف أنّه ولد
لأسرة من ذوي القوى، سوف يخوض تجربة شاقة عندما يحاول ورفاقه تحرير
والده واللقاء به بعد سنين من سجنه…
يبدأ عمر تدريبات التأمل مع معلمه الجديد “نوّار” الذي يعمل على استكشاف
القدرات الجديدة التي تولدت فجأة عن قوته بسبب الإكسير الذي أجبره معلمه السابق
“يونس” على شربه وكاد أن يحوله إلى شخص آخر لا يعرفه؛ فكان على “نوّار” التعامل
مع هذه التغيرات التي طرأت على عمر ومن بينها منع اختراق أحدهم لأفكاره والقدرة
على التحكُّم في مشاعره وردود أفعاله أمام مواقف قد تضعه على الحد الفاصل بين
النجاة والموت. وفرصة قد لا تتكرر في الوصول إلى أبيه واكتشاف عالم آخر مدهش
أغرب من الخيال.
أحداث مشوقة، ومغامرات تحبس الأنفاس، وأسرار تُكشف لأول مرة؛ القارئ
على موعد معها في هذه الرواية التي تحاول القول: أن القوى هي حلقة لا بداية لها
ولا نهاية.. متاهة متشابكة معقّدة كتعقيد النفس البشرية.. هي مزيج من الخير
والشر.. والثقة والغرور.. والرفق بالذات والأنانية.. والضوء والظلال..
من أجواء الرواية نقرأ:
“لكن واحداً منهم مدَّ يده نحو الأعلى.. فامتصت قواه كل الطاقة الضوئية لينحسر
الوهج مرة واحدة وتتألق به كفاه.. وفي اللحظة التالية.. وجّه كل تلك الطاقة ليصعق
بها (ليلى) في عنف.. ولكن لذهولهم جميعاً لم تهتز بها شعرة.. وإنما امتص جسدها
الطاقة وعادلها فوراً كأنها لم تكن.. وقام آخر ببث تيار عاصف من الهواء تجاهها..
غير أن العاصفة الصغيرة بدت لهم وكأنها ترتطم بهالة خفية تحيط بها وتمتد إلى
(مروان) فتتلاشى دون أثر.. ولمح (مروان) (غصن) وهي تقاتل الرجلين الآخرين
اللذين تحررا في شراسة لتمنعهما من الوصول إليهما.. لكن أحدهما قام باستعمال
قواه (المائية) في عنف ضدها.. لتشعر وكأنها تغرق رغم وقوفها على اليابسة..
جاهدت في استماتة محاولة التقاط بعض الهواء.. لكنها اختنقت أكثر وهي تحس
وكأن كل نفس تأخذه يدفع بالمياه إلى رئتيها..
تكاثر عدد المهاجمين ضدهم والقلوب تدق في انفعال.. ودون أن تشعر.. قامت
(ليلى) بضرب قبضتها المضمومة التي حملت دفعة كبيرة من قواها في الأرض..
لتتزلزل في عنف للحظتين تحت أقدامهم.. كانتا كافيتين ليسقطوا جميعاً على العشب
في الحديقة وفي الشارع وقد تعطلت قواهم بشكل مؤقت..