أحوال عربية

ما هي اهداف اردوغان في سوريا ؟

ما هي أهداف اردوغان في سوريا ؟

سعد السعيدي

لقد نجح اخوان تركيا اخيرا في الانتصار على دولة علمانية وفي السياق تسجيل نقطة ضد تحالف روسيا وايران. لكن هل هذا هو نهاية المطاف وما الذي يريده اردوغان من سوريا ؟ إن ما يريده اردوغان هو الاستيلاء عليها. كيف ؟ باستنساخ النموذج الايراني الذي طبق في العراق. ولماذا ؟ الاجابة ادناه.

يتمثل هذا النموذج بادخال الميليشيات وقوى اللادولة الموالية لايران في الدولة واستحواذها عليها كلها. وكذلك على كل جهة اخرى لها سلطة مثل مجلسها النيابي وهيئاتها المستقلة. وهدف ايران طبعا هو تحقيق مصالحها ولو على حساب مصالح العراق. نعتقد بان اردوغان يريد استنساخ نفس العملية في سوريا. اي انه يريد الاستحواذ على كل البلد لتحقيق مصالحه هو حتى ولو على حساب المصلحة السورية. وللوصول الى تحقيق هذه يحاول اردوغان خداع السوريين من خلال تخديرهم بمعسول الكلام عن طريق ممثله. وهذه المصالح هي تمرير انبوب الطاقة القطري بداية، وربما ايضا نهب مصادر الطاقة السورية من نفط وغاز في السياق. ولاحقا تحويل سوريا الى منطقة نفوذ خاصة به تخضع له ويوجهها حسب رغباته ومشيئته. ولو تحققت هذه الامور فسنكون هنا ازاء اعادة تكوين لمناطق النفوذ القديمة بين الفرس والاتراك كما كانت في القرون الغابرة. ولن نبالغ لدى تشديدنا على الخطورة البالغة على العراق لو تحقق بالفعل مثل هذا التطور. إذ سيكون العراق مطوقا من الشمال والشرق من قبل دولة اخوانية بمعية منظمات ارهابية ستناصبه قطعا العداء. ولن تألو هذه جهدا في جعله ربما الخطوة التالية في اعمالها التوسعية.

ونحاول ان نرى كيف ستجري الامور مستقبلا مع تجاوزات الكيان الصهيوني على الاراضي السورية. فلا ندري كيف سيكون تصرف اردوغان ازاء هذا الكيان وتجاوزاته. فإن كان يروم استنساخ التجربة العراقية ايضا في التخاذل امام كل من يحتل اراضيه فسنكون هنا ازاء تطور غير مقبول. واردوغان لديه سجل معروف في التواطؤ مع الصهاينة. وما نخشاه هو ان يقوم باجراء مساومة مع هؤلاء حيث يترك لهم ما قضموه من اراض سورية جديدة مقابل اطلاق يده في الاخيرة. وما يؤكد مخاوفنا هذه هو صمت ممثله الارهابي في سوريا عن التجاوزات الصهونية هذه منذ سقوط النظام السوري.

بينما نرى هذه الايام وقد بادر الارهابي الجولاني او الشرع الى تقديم نفسه كمرشح للرئاسة. ولا نفهم سر تعجله في العملية والبلد لا يحوز على دستور بعد ولا على مجلس نيابي إلا بان اردوغان يريد جس نبض السوريين بشأن مرشحه هذا. وهذا بعد سلسلة المقالات التي نشرناها وآخرين حوله والتي بكشفها لماضيه الاجرامي قد طالبت برفض تعامل بلداننا معه. فإن رفضه السوريون فسيحاول ربما ايجاد ارهابي آخر يحوز على مقبولية اكثر لديهم. وحيازة اداة الاستحواذ على سوريا على رضى اهلها هو امر في غاية الاهمية في خطة اردوغان. فهذه الاداة هي من سيمسك بزمام الامور في سوريا لصالح اليد التي تحركها. لذلك فلابد من حيازتها على قاعدة اجتماعية تسندها. بيد ان هذا من الجهة الثانية لن يضمن الحصول على نظام نصف او حتى شبه ديمقراطي كما هو الحال في العراق المجاور. فمثلما افسدت الميليشيات الايرانية المجرمة هذا النظام في العراق، سيراد تكرار نفس الشيء في سوريا ولكن ويا للسخرية بمعية منظمات ارهابية. ولما نضيف الى هذا السجل الوسخ لممثل الاخوان المسلمين اردوغان في بلده، فنكون وكأننا قد استبدلنا دكتاتورية الاسد باستبداد حزب العدالة والتنمية الاخواني التوجه.

إن تركيا هي من تآمر على سوريا وكل المنطقة بمعية الارهابيين بداية. وهو المنطلق الذي يدفعنا للشك بقوة بنواياها.

ونرجو طبعا ان نكون مخطئين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى