ماكرون لايريد الاعتذار للجزائريين.
رشيد مصباح(فوزي)
—–
يعتقد الرّئيس الفرنسي(ماكرون) أنه ليس من الصّواب الاعتذار للجزائريين عمّا اقترفته فرنسا إبّان فترة الاحتلال. هكذا جاء ردّه وبكل بساطة. وهو ما نسمّيه بالاستخفاف بالمشاعر والعقول. كأنّها مجرّد مزحة أوحكاية، أو قصّة من تلك القصص والخزعبلات التي ينام عليها الأطفال قي ليالي الشّتاء الطّوال وينهضون عليها باكرا. ضاربا عرض الحائط كل التعهّدات التي كان يقطعها على نفسه في كل مناسبة يجد نفسه ملزما بالحديث فيها عن تاريخ أجداده الغزاة.
لغة من قبله، ولغة العلمانيين التي يرى بعض”المستغربين” بأنّها نموذج، والبوصلة الحقيقيّة التي لابد من الاستعانة بها لمعرفة الاتّجاه الصّحيح. ولا يعرفون أنهم يدافعون عن احتلال صليبيّ متوحّش بغيض، عمل على تجويعنا وحاول تعريتنا من الثّوابت والقيّم، بما ذلك اللّغة والدّين. وما الذي نحن فيه الآن من جهل وحرمان وتخلّف… سوى نتيجة منطقيّة لعقود من الممارسات اللاّإنسانيّة لمحتل غاصب ضد شعب أعزل، عامله معاملة البهائم والحيوانات.
من كان يظنّ أنه بإمكان الجيّاع المستضعفين التحرّر من قبضة هذا المستبد، لولا عناية الله وتضحيّاتهم الجسام؛ دولة الظّلم ساعّة ودولة الحقّ إلى قيام السّاعة. ومهما طال اللّيل فلا يدّ من طلوع الفجر.
إن من يدافع عن لغة الصّليبيّن، لا فرق بينه وبين من يبرّر الاستبداد، ومن يحارب الإسلام السيّاسي، ومن يكفّر النّاس ويغلق في وجوههم أبواب التّوبة التي لا تغلق إلاّ عند رؤية العلامات الكبرى. ومن يخاطب أبناء جلدته بلغة غير لغته، خاصّة إذا ما كانت هذه اللّغة التي تهوي إليها أفئدتهم هي لغة هؤلاء الصّلبيين الذين لا يريدون الاعتذار عن جرائم أجدادهم البشعة.