ماذا لو كان “هتلر” يهوديا!

في ذكرى النكبة الفلسطينية

فتحي كليب
إعتاد الشعب الفلسطيني ومنذ العام 1948 ان يحيي ذكرى نكبته في الخامس عشر من ايار، في تقليد سنوي يعيد فيه التأكيد على جملة من المواقف السياسية التي باتت ثوابت وطنية بالنسبة لجميع التيارات والفئات السياسية والشعبية والنخب الفكرية الفلسطينية. وهنا تكمن الاهمية باحياء هذه المناسبة لتذكير العالم، بمؤسساته واجهزته المختلفة والتي تزعم ان وظيفتها حفظ الامن والسلم الدوليين، بأن ما حصل قبل 74 عاما لم تنته مفاعيله بعد، بل ان هناك ما يشبه الاجماع بأن هذه المفاعيل، ونقصد بها وجود اسرائيل ككيان احتلالي واستعماري، هي السبب في كل الازمات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، وعلى ارضية ان ما حصل كان ابعد من انقلاب في معايير العدالة الدولية او انحطاط في قيم الانسانية، بل شكل ايذانا لمشروع اجرامي جاء من اوروبا واستقر فوق ارض فلسطين، متسلحا بمزاعم دينية واساطير وخرافات تاريخية يعلم معظم ساسة العالم انها ليست سوى ذرائع لتبرير وجود الكيان الاسرائيلي في هذه المنطقة كنقطة متقدمة لتحقيق مصالح الغرب الاستعماري..
هل نبالغ القول حين نقول ان جوهر المشروع الصهيوني بني على رمال، وعلى مزاعم وأكاذيب فاقت في عنصريتها كل المشاريع والنظريات التي سبقتها او تلتها؟ فمن الناحية الرسمية، لم يعمر المشروع النازي اكثر من 15 عاما (1930 – 1945)، رغم ان النازية كأفكار ومواقف سياسية برزت قبل صعود نجم هتلر الذي هيمن على مقاليد الدولة الالمانية، واستمرت بعد رحيله.. والفاشية لم تستمر سوى بضعة عقود (منذ القرن 19 وحتى منتصف القرن العشرين)، رغم بروز عدد واسع من الفاشيات الاوروبية في اكثر من بلد. لماذا اذا سقطت كل الايديولوجيات العنصرية، سواء الفاشية او النازية التي احتفل بالانتصار عليهما في شهر ايار ايضا (9 ايار) بينما المشروع الصهيوني ما زال واقفا على قدمية، رغم تعرضه للكثير من الاهتزازت والنكسات؟
ان الاستعراض التاريخي لنشأة المشروع الصهيوني يؤكد ان هذا المشروع ولد من رحم الايديولوجيتين السابقتين (الفاشية والنازية)، رغم انه، كأفكار ونظريات، سابق لهما، ولم يكن للمشروع الصهيوني ان يتحقق فوق ارض فلسطين لولا الدعم والاسناد الذي حظي به من قبل قوى الاستعمار الغربي اولا والامبريالية الامريكية ثانيا، وهي التي لا زالت تمده بكل اشكال البقاء وتغطي على جرائمه وحروبه المتنقلة والتي ترتكب تحت غطاء الديمقراطية الغربية التي وتحت رايتها انتقلت الفاشية الصهيونية من اوروبا إلى منطقتنا، ولهذه الاسباب ربما، وغيرها، صوتت الجمعية العامة للامم المتحدة في 10 تشرين الثاني 1975 على القرار (3379) الذي قضى باعتبار “الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية والتمييز العنصري”، ولا يغير من هذه الحقيقة الغاء القرار قي 16 كانون الاول 1991، بل ان المطلوب اليوم هو النضال من اجل اعادة الاعتبار للقرار (3379) بصيغ اكثر تشددا نظرا لما اقترفته الحركة الصهيونية واسرائيل ما يفوق اعتبارها شكلا من اشكال العنصرية، لا بل هي تجاوزت في عنصريتها، سواء على مستوى الممارسة او على المستوى القانوني والمؤسساتي، كل اشكال العنصرية والفاشية..
استند المشروع الصهيوني على عدد من الاسس لتبرير نفسه، لعل اهمها ان فلسطين هي “ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” وان اساس الاستهداف العالمي لليهود هو بسبب كونهم يهود، رغم ان الحقائق التاريخية تؤكد ان ما تعرض له اليهود تاريخيا في بعض الدول الاوروبية انما جاء لأسباب اقتصادية في سياق تطور الرأسمالية والدور الذي لعبته البرجوازية اليهودية.. غير ان تركيز آباء المشروع الصهيوني كان على فكرة ابراز حالة “العداء العالمي لليهود”، وان وظيفة الحركة الصهونية، كما تقدم نفسها، تصبح انهاء العداء المستحكم لليهود من قبل جميع شعوب الارض، ورغم الاضطهاد الذي تعرضوا له على يد مختلف الامم، فقد حافظوا على وجودهم المستقل. وفي الحالات التي حاولوا فيها الاندماج رفضتهم الشعوب الاخرى ليس لسبب سوى لانهم يهود ساميون. وعلى هذه الخلفية التي تقدمها الصهيونية لتاريخ اليهود ولدت البذور الاولى لظاهرة ما يسمى بـ «العداء للسامية».
هنا برزت بعض المزاعم الدينية التي ارتبطت بأحداث تاريخية وقعت في اكثر من دولة منها قضية الكابتن درايفوس التي انفجرت في فرنسا عام 1896 وعمليات “القتل الجماعي” التي حدثت على يد هتلر ضد اليهود والتي تم تبريرها وتقديمها الى الشعوب الاوروبية والعالم بشكل مبالغ فيه ويخالف الحقيقة، بأن المذابح والاضطهاد التي تعرض لها اليهود في كل مكان وكل زمان ليست سوى تأكيد على كره “الاغيار” لليهود.. وعلى هذا التضليل قدمت عشرات النظريات الصهيونية التي هدفت الى تأكيد نقاء العنصر اليهودي باعتباره أنقى مخلوقات الارض، ورغم الكثير من الروايات التي تؤكد مساهمة بعض اليهود سواء في روسيا القيصرية او المانيا الهتلرية في استهداف اليهود، الا ان الحركة الصهيونية سعت الى التعتيم على الكثير من الروايات التي تدحض هذه المزاعم، وهذا ما يفسر حقيقة الضغوط التي مورست على الكثير من الدول الاوروبية لسن قوانين تجرم كل من يشكك في الرواية الصهيونية عن تاريخ اليهود في اوروبا تحت عنوان “معاداة السامية”.
ورغم عنصرية هذه المزاعم حول نقاء اليهود والتشكيك بكل فعل يتناقض مع الرواية الصهيونية، فقد كان يفترض بحادثة اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق يتسحاق رابين في تشرين الثاني عام 1995 من قبل “يهودي” إيغال أمير ان تكون سببا لنسف احدى اهم مرتكزات المشروع الصهيوني، حيث نجحت الحركة الصهيونية في وقف النقاشات التي كانت دائرة في اوروبا حول هذا الامر.. ليعود الى البروز مجددا مع تصريحات لوزير الخارجية الروسي تتعلق بالامر نفسه، فما هي خلفيات وتداعيات هذه التصريحات؟
تسعى الحركة الصهيونية ودوائرها الدينية الى الترويج لافكار ونظريات اقل ما يقال فيها انها عنصرية.. فاليهود هم شعب الله المختار وانقى جماعات الارض، وبالتالي فهم رحماء فيما بينهم لا يقتلون بعضهم بعضا، انما هدفهم الاساسي هو ترجمة رغبة الرب الذي جعلهم افضل الشعوب، لذلك وعدهم بأن يمحنهم فلسطين كميراث لهم دون بقية الامم التي غزت تاريخيا فلسطين، وذلك استنادا الى نصوص العهد القديم وبما معناه ان الله قال للنبي موسى بأن يبلغ بني اسرائيل انه سيدخلهم إلى الأرض التي رفع يديه لأن يعطيها لإبراهيم وإسحاق ويعقوب كميراث.. وعلى هذه الرواية بنيت جبال من الرمال والاساطير والمزاعم الدينية التي من ضمنها نقاء الدم اليهودي..
لذلك فحين تحدث وزير الخارجية الروسي في تصريحات لقناة ايطالية في بداية ايار الماضي بقوله: “كيف يمكن للنازية أن تكون موجودة (في أوكرانيا) إذا كان هو نفسه يهوديا (الرئيس الأوكراني زيلينسكي)؟ يمكن أن أكون مخطئا، لكن هتلر نفسه كان له دم يهودي يسري في عروقه”. من الناحية العلمية والموضوعية، فان هذه المواقف في بلاد تستظل بالليبرالية الغربية وقيمها كالديمقراطية وما ينتح عنها من حرية تعبير وحق الافراد بالتعبير عن آرائهم، كان يجب وضعها في خانة الحريات العامة وان يحظى معتنقوها ومطلقوها بحماية الدولة، لا ان تشن الحروب عليهم، خاصة وان العودة الى التاريخ تؤكد بأن ما اشار اليه وزير الخارجية الروسي من مواقف لم تكن مجرد آراء سياسية لحدث تاريخي قد انتهى، بل معطيات تدعمها ابحاث ودراسات تاريخية جرى التعتيم عليها من قبل الحركة الصهيونية ومن يدور في فلكها.. ومن هذه الدراسات التي اعاد الدكتور وليد عبد الحي تظهير بعضها:
– بحث نشر في ايار 2019 في مجلة (Journal of European Studies) الاوروبية وصاحبه عالم نفس امريكي هو ليونارد ساكس استند على مذكرات ووثائق المحامي الشخصي لهتلر هانز فرانك التي نُشرت عام 1953 وتقدم شرحا وافيا عن عائلة هتلر في تلك الفترة، وملخص البحث الذي وضع في خانة البحوث الاكثر رواجا ومبيعا أنه يؤكد أدلة جمعت في عام 1930 على أن جد هتلر لأبيه كان يهوديا يعيش في احدى القرى النمساوية (غراتس).
– دراسة أجراها الصحفي البلجيكي جان بول مولدر، ونشرت في مجلة كناك (Knak) البلجيكية الاسبوعية بتاريخ 18 آب 2010، واعاد موقع (CBC NEWS) الأمريكي نشرها، وتتلخص هذه الدراسة بأن الباحث جمع عينات لعاب من 39 من الأقارب الأحياء لهتلر، تبين من فحص الحمض النووي (DNA) ان هناك تطابق بين النتائج والحمض النووي عند بقية اليهود والمتماثلة مع نتائج فحص عظام هتلر.
اضافة الى عشرات الدراسات والمؤلفات لكتاب ومؤرخين غربيين تشكك في الرواية الصهيونية حول خلفيات الصراع.. وما قدمه السيد لافروف هو انه اضاء على تلك الابحاث العلمية، والتي لا تغير من حقيقتها وموضوعيتها الضجة التي اثيرت من سياسيين واحزاب ووسائل اعلام غربية اجتمعت جميعها على شيطنة من قال بـ “يهودية هتلر”. لماذا، اليس من الممكن ان يحدث هذا؟ بالنسبة للحركة الصهيونية نعم لا يتصور منظرو الصهيونية وبعد عقود من نسج الاساطير التاريخية والمزاعم الخيالية عن تاريخ اليهود ونشأتهم ليأتي حدث عابر ويدمر الاساس الذي قامت عليه الحركة الصهيونية وعنوانها المباشر “دولة اسرائيل”، بل وصل الامر ببعضهم الى دعوة اليهود في العالم للتوحد في التصدي لهذه الرواية التي لا يمكن تصور نتائجها السياسية والفكرية والاخلاقية. فاليهودي الذي صور للعالم بأن مسالم لا يمكن ان يقتل يهوديا تؤكد الوقائع انه ادعاء كاذب ولا وظيفة له سوى تحقيق اهداف سياسية بالسيطرة على ما هو ابعد من فلسطين، وان اليهودي المسالم تأكد في اكثر من نموذج تاريخي انه يرتكب ما هو ابعد من الجرائم والارهاب.
ان رواية “المحرقة” التي كانت موضع تشكيك من قبل كثيرين، سياسيين واحزاب ومؤرخين وناشطين وصحفيين يتأكد اليوم صحة التشكيك بها، خاصة دراسة “الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية” للمفكر الفرنسي روجيه غارودي، الذي اشار بالادلة على ان ما سمي بـ “الهولوكست” انما هي اسطورة صنعتها الرواية الصهيونية لتبرير احتلالها فلسطين. وبالتالي ما تحدث به وزير الخارجية الروسي من شأنه ان يفتح الاعين مجددا على واحدة من اكبر الخرافات التي صنعتها الدعاية الصهيوينة في العالم، وقد يهدد ذلك الصورة الناعمة للشخصية اليهودية ولمأساة وضعت جدران فولاذية امامها لعدم رؤيتها ونبشها من قبل آخرين، وهي “الهولوكست” التي كانت الرافعة بالنسبة للبعض لدعم “حق اليهود في وجود دولة لهم خارج الاطار الاوروبي”، حتى لو كانت سياقات “دولة اسرائيل” قد جاءت في اطار المشروع الامبريالي للمنطقة ضمن حل ما يسمى “المسألة اليهودية” وفي إطار مشروع استعماري- استيطاني يشكل نقيضاً للوجود الوطني لشعب فلسطين ويرتبط بقاؤه باستمرار تبديد الشعب الفلسطيني واغتصاب أرضه وحقوقه.
ان ما لم تشر اليه وسائل الاعلام الغربية والصهيونية عشرات الكتابات والروايات الغربية التي تحدثت في اوقات سابقة عن الاصول العرقية لهتلر، لكن بمجرد ان خرج احدهم لينفي او يشكك في صحة المواقف الروسية اعلنت اسرائيل ومن معها حالة الاستنفار وجندت مركز بحثية التي توجهت الى النمسا بهدف تقديم روايات تؤكد عدم يهودية هتلر.. ولو كانت مواقف الوزير الروسي مجرد مواقف او آراء شخصية، فلماذا كل هذا الخوف، بل لماذا محاربة كل من يسعى الى تقديم رواية تخالف الرواية الصهيونية، لا بل ان بعض الدول باتت تجرم وتعاقب اي كاتب او مفكر واي دار نشر تساهم في نشر روايات مخالفة للمسار العام الذي قدمته الحركة الصهيونية..
كم تحتاج بعض النخب العربية لاعادة دراسة الظروف التاريخية التي نشأت الصهيونية في اطارها، لتبيان الاسباب الحقيقية للصراع ودحض المزاعم التي تستند اليها هذه الحركة وتقديمها في صورتها الحقيقية باعتبارها حركة عنصرية لا تتورع عن ارتكاب الجرائم ضد الانسانية وحروب الابادة الجماعية لتحقيق اهدافها.. فلم نعد بحاجة لكثير عناء كي نثبت ان الكيان الاسرائيلي قام اصلا على القتل والاجرام: قتل الاطفال ودمر مدارسهم، قتل الاعلاميين والصحفيين واستهدف مراكزهم، اعدم المسعفين وقصف سياراتهم ومقراتهم، قتل كل شيء حي، حتى الحيوانات والشجر والحجر والماء والتراب والسماء.. كلها لم تسلم من ارهابه، فاذا كان كل هذا ليس ارهابا ولا يشكل سببا لمعاقبة اسرائيل، فما هي النقطة التي يمكن لهذا الاحتلال ان يصلها كي يقتنع العالم الغربي بأن هذا الاحتلال فاق في جرائمه ما فعلته فاشيات ونازيات اوروبا..
هل نحن بحاجة لنعود مرة اخرى ونناقش ان كان هتلر يهوديا ام لا، وهل يمكن لانسان يملك حدا ادنى من العقل والمعرفة ان يقتنع بأن تاريخ هذا المشروع ليس تاريخا دمويا ويحفل بمسلسل لا ينتهي من الجرائم وعمليات الارهاب التي لم تطل فقط الشعب الفلسطيني والشعوب العربية؟ ما يؤكد من جديد ان من يصنع التاريخ هم الاقوياء فقط، وان الضعفاء لا مكان لهم فوق هذه الارض.. هذا هو منطقهم وهذا ما تؤكده يوميا عشرات بل آلاف النماذج في فلسطين وعلى امتداد العالم..
جزء من مشكلتنا كفلسطينيين وعربا اننا لا نملك رواية محكمة لتاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني، ولا ادلة ووثائق دامغة تقارع مزاعم وكذب ما قدمه المفكرون والساسة الصهاينة على امتدا اكثر من ثلاثة قرون من الخداع والنفاق.. لكن اي معركة، مهما كانت بسيطة، فهي تحتاج الى ادوات كسبها. وعلى المستوى العربي تبدو الصورة غير مشجعة، خاصة اذا علمنا ان الانفاق مثلا على الابحاث العلمية في الدول العربية لا يتجاوز 0.3 بالمائة من الناتح القومي الاجمالي، بينما في اسرائيل فاقت الارقام 5 بالمائة، اضافة لتمويل اسرائيل والمؤسسات الصهيونية المختلفة لعشرات بل مئات المراكز الخاصة بالدرسات والابحاث المتخصصة بوظائف مختلفة منها ما له علاقة باختلاق ونسج روايات لغايات سياسية واخرى بالتحريض على مؤسسات معينة بهدف شيطنتها وعزلها والبعض الاخر لتلميع وجه اسرائيل.
قد لا يكفي النضال العسكري وحده ولا السياسة وحدها، بل ان الابعاد الثقافية والفكرية والاعلامية يجب ان تحتل مواقع متقدمة في الصراع ، خاصة ان اسرائيل ومن معها يجندون آلاف السياسيين والمثقفين ومراكز الابحاث والدراسات، وينفقون عليها المليارات من اجل توجيه الرأي العام في العالم وفي المنطقة العربية باتجاهات مخادعة، لتكريس الرواية الصهيونية بجعلها حقيقة راسخة في الوجدان العالمي، وهو ما يتطلب من مفكرينا ونخبنا السياسية والفكرية والثقافية والاعلامية الاهتمام بهذا الجانب وابرازه ليحتل مكانته كمحور رئيسي من محاور النضال الفلسطيني والعربي والدولي وبما يكرس الرواية الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني..
16 أيار 2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى