ثقافة

الموعد المرتقب

بعد ليل طالت ساعاته وتثاقلت على كاهلي وكثرت لسعاته الباردة على جسدي وأشعرتني بالوحشة والخوف ظلمته الحالكة وكبلني سكونه الرهيب وما أحسست بالأنس إلا مع بصيص ولمعان نجومه فهي وحدها التي كانت تؤملني بقرب قدوم غدي المنتظرالذي أحترق شوقا للقائك فيه، مترقبا إشراقة محياك علي…
آه من طول لحظات إنتظاري وثورة قلقي وضجري من ساعات الترقب والرجاء..إلى أن حان وقت إطلالتك الساحرة وآن أوان مجيئك كي تدلكي جسدي بشعاعك الدافيء ووجودك الناعم فتذهبي عني غفوة الكسل والخمول …
إقتربي وانقلي خطاك نحوي لاتتثاقلي ولا تتغنجي فقد أعياني خفرك ودلالك ودوخني تمنعك وإباؤك لقد سئمت لغة البطء والتماطل والتلكؤ ومللت حديث الوعود والأماني…
إقتحمي أسواري ودكي معاقلي وزلزلي كل حصوني لم يعد بيني وبينك مجال للكبرياء والتمنع فأوان الإشتهاء والرغبة الجامحة قد حان وأرضي الخصبة أضحت مهيأة وفي أتم الإستعداد لتقبل تجاربك فابذري عليها بذور أطفال الحب والمسيها بدفئك واحضنيها كي تنبت وتزهر وتخضل ورودها …
فلم يعد هنالك مجال للتأخير إننا مللنا الإنتظار وموعد الجد قد حان وما عليك إلا أن تقتحمي الأسوار… وتشعلي كل الأنوار… وتمتطي أحصنة العشق ليل نهار…فاتخذي القرار…ولاداعي للتولي والفرار…
فلطالما إنتظرتك وأرسلت إليك برسلي ووجهت إليك كل دعوات القدوم لا مجال الآن للتريث وإعداد العدة….
إغتسلي وانثري أشعارك وفكي أزرار إزارك ..وإلتهمي كل موائدي وتوسدي كل أفرشتي ومزقي الستائر وافتحي الشبابيك والنوافذ…
واعلني ثورة الغزل المكبوتة فيك منذ أن خلقت وأينعت وعرفت معنى العشق وإكتويت بنار الغرام…
فقد آن لبراكين نزواتك أن تثور ولوديان الرغبة وسيولها أن تفيض وتجرف معها كل الأتربة والأوحال والصخور…وتقتلع كل الأشجار وكل الجذور…كفانا رسائلا وكفانا من حوارات الغرام … لم أعد أحتمل ولا أستطيع الصبر والبقاء على هذا المقام….أريدك أن تكوني الخاتمة والرسالة الأخيرة التي أقرؤها وبكل إختصار أريد أن أضمك إلي…وأن ألمس كلماتك وألثم حروفك…لاشيء غير وجودك يستهويني الآن ..
لقد تعبت من رسائل الشوق ووصف المشاعر الآن أرغب في إلتهام ماتبقى منها وإذابة كل الأحاسيس لقد مللت الشرب من أقداح الخيال ورغبت في السكر حتى الثمالة من المنبع العذب الزلال …
أريد أن تلفني وتغمرني نشوة الواقع …وأن أستلذ حرارة اللقاء ..فما عدت الآن ياصديقتي أقوى على تحمل برودة الأحلام …
والعيش على فتات الأماني وبقايا الآمال….
إقبلي ودعيني أرتشفك في كوب عصيري وفي كؤوس خمرتي وفناجين قهوتي…دعيني أحرقك بلوعتي مثلما تحترق السيجارة في فمي وأطفيء فيك نشوتي وأقتل حرقتي وإشتياقي وحنيني إليك
الطيب دخان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى