أخبار العالمأمن وإستراتيجيةفي الواجهة

ماذا قال مدير الـ سي آي اي CIA عن الوضع في امريكا ؟

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

ألقى مدير الاستخبارات الأمريكية الـ CIA وليام بيرنز كلمة في معهد بيكر للسياسة العامة يوم 13 نيسان/أبريل استعرض فيها واقع الولايات المتحدة من الأوضاع الدولية ومستقبلها دون ان يشير إلى أسباب هذه الأوضاع ولم يتطرق الى الماضي القريب في تهرب واضح من المسؤولية الأخلاقية والدولية التي خانتها الولايات المتحدة حتى مع حُلفائها والتي نرى تبعاتها على العالم باسره جلية اليوم.

تفادى بيرنز ذكر نتائج وتبعات هذه السياسات الفاشلة رغم حجمها واثرها الكبيرة والسيئة كاحتلال العراق وتدميره والهزيمة في أفغانستان فلم يتطرق إليها مُطلقاً بل لم يُشر إليها لا من قريب ولا من بعيد وفضل ذكر ام المعارك (حرب الخليج الثانية 1991) لكن نستطيع بسهولة ان نستشف الهزيمة من خلال قوله ” الولايات المتحدة لم تعد اللاعب الوحيد في الكتلة الجيوسياسية العالمية وإن ترأسنا للطاولة الدولية لم يعد مضمونا “

هذا اعتراف رسمي وعلى لسان اعلى المستويات في الإدارة الأمريكية بان أمريكا قد أصبحت فعلا لاعبا غير أساسي وثانوي في العالم وبالتالي لن تستطيع فرض اي سياسات في العالم لوحدها هذا ان بقيت الولايات المتحدة دول متحدة فعلا, لكن الامر لم ينتهي الى هذا الحد!

بلا حلول

تحدث بيرنز عن التغيير التاريخي الذي يحدث في العالم مرتين كل 100 سنة تقريبا وان الولايات المتحدة الأمريكية تشهد هذا التغيير الذي اطلق عليه تعبير The plastic moment وهو مصطلح يطلق لبيان ان الأمور وصلت حد التغيير الجذري في صفة ومواصفات المادة الأصلية, وهذا يقودنا الى ان التعبير يكشف التغير الذي يجري الان هو غير قابل للسيطرة عليه إطلاقا وخارج حدود إمكانيات الولايات المتحدة رغم انه استدرك الأمر بالقول ” ان الولايات المتحدة تبقى افضل المنافسين ” متناسيا ان التغير الذي وصفه بالـ Plastic moment هو تغيير جذري لا يمكن للشيء العودة فيه إلى اصله او المحافظة على شكله الأولي أبدا وان الحالة الناتجة ستكون مغايرة للحالة الأولى قبل عبور الـ Plastic moment.

سنرى فيما بعد كيف اضطر لاستعراض عضلات الولايات المتحدة (مجرد محاولة لطمأنة الحلفاء) عن طريق استعراض مهمات استخباراتية نفذتها الاستخبارات الأمريكية في مناطق دولية متناسيا ان قسم من هذه المهمات كانت ضد حلفائها ايضا.

تحاشى بيرنز ذكر قوة المنافسين في استعراضه لعضلات الاستخبارات الأمريكية وادعائه بان أمريكا ما زالت افضل المنافسين لا سيما مجموعة BRICS التي تضم اكثر من ثلث العالم سكاناً واقتصادا حيث ان هذه المجموعة لا تعاني اي مشكلة اقتصادية ضخمة او خطرة كالتي يعانيها حلف الناتو وما يسمى مجموعة السبع الكبار G7 ولا ادري كبار بماذا, هل بالديون ام بنسب التضخم التاريخية المُضعضعة لاقتصاداتهم جميعا مع عدم ظهور ولو بالكلام عن اي أمل في الأفق ولو المتوسط للخلاص من الانهيار! حقيقة لا ادري غير أنها العنجهية.

لقد ذكرت في عدة مقالات ومنشورات سابقة قبل اكثر من 3 سنوات بان الولايات المتحدة أيقنت من ان سيطرتها على العالم قد انتهت لكنها تحاول ان تُبقي لها على موضع قدم, فموضع القدم هذا يقيها حتمية التفكك الذي تسير نحوه بخطى لا حياد عنه, فالجميع بلا استثناء من اقتصاديين ومسؤولين أمريكيين وحتى أوربيين لم يخرجوا لشعوبهم منذ اكثر من سنتين ليطمئنوهم او ليضعوا حلولا للمشاكل بل اسميها الكوارث الاقتصادية والمالية التي تحل بهم وهذا يعكس حالة اليقين من اليأس التي هم فيها, فلا يجب ان ننسى ان جُل سياسات الولايات المتحدة لا سيما الخارجية تأتي مُعلبة من قصر باكنغهام وهذا القصر نفسه يواجه مصير الإغلاق لا محالة فهو غارق وسط كره شعبي من توالي قضايا الفساد ومشاكل العائلة الملكية وحكومات عنصرية ضعيفة أوصلت الاقتصاد البريطاني لأسوأ مستوياته منذ سبعينيات القرن الماضي أخذين بعين الاعتبار ان تلك الفترة كانت بريطانيا بلا منافسين أقوياء كما هو الحال الآن فخرجت منها بسهولة, لكن الان, غابت الشمس عن جميع منتجاتهم بضمنها قوتهم بل لم تعد ترى حتى ضوء القمر.

صدمة مع بوتين

كشف بيرنز في كلمته هذه عن حديث تم بينه وبين بوتين قبل بداية العمليات العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا, وصف بيرنز موقف بوتين بانه خاطئ بتصوراته, على حد تعبير بيرنز, لكن, عندما نحلل سرد بيرنز لهذا الحديث سنكتشف ان بوتين كان يعلم جيدا خطط الولايات المتحدة مسبقاً كذلك كيفية إفشالها, وطبعا كلام بيرنز رسمي باعتبار بيرنز يمثل مؤسسة أمريكية رسمية وليس طرفاً محايدا او صحفي او محلل سياسي وهذه نقطة مهمة كي نفهم ان ردة فعل بيرنز هذه على كلام بوتين انها كانت نتيجة لمسه وسماعه لأمر قوي وحقيقي وجهه بوتين له يخشى بيرنز من كشفه تماما لكن ردة الفعل هذه كشفت الكثير.

أضاف بيرنز ايضا بان بوتين قال له ” أوكرانيا ضعيفة ومنقسمة وليست دولة بمعنى دولة حقيقية” ذكرها بيرنز بطريقة تنم عن موقفه الرافض لوصف بوتين هذا لكن نسي بيرنز نفيه هذا وناقضه بعد دقائق فقط عندما استعرض عضلات الاستخبارات الأمريكية في عمليات لها حول العالم فاعترف بان المخابرات الأمريكية تدخلت في أوكرانيا وما زالت تعمل على الأرض هناك ليومنا هذا !

اي دولة هذه وذات سيادة تقبل بهذا بل لم تصدر اي تصريح ولو شرفي بعد هذه الكلمة الفاضحة لتدافع عن سيادتها !

من جانب اخر, التصريح هذا بمثابة إعلان حرب رسمي من حلف الناتو ضد روسيا في حين ينكرون ذلك على الصين او اي دولة اخرى تحاول مساعدة روسيا ولو معنويا حسب زعم الناتو رغم ان روسيا ليست بحاجة لمساعدة خارجية على الإطلاق فاوكرانيا اقل من بلد والقوات الروسية وجدت نفسها أنها اكبر من عمليات عسكرية حقيقية وكبيرة ومُكلفة داخل العمق الأوكراني فأوكلت المهمة لقوات فاغنر وهي شركة أمنية تضم مرتزقة محترفين وهذه رسالة فهِمها حلف الناتو جيدا فأغاظته وبقي يتفرج مكتوف اليدين لا حول ولا قوة إلا بحملات إعلامية أصبحت لا تقننع حتى شعوبهم.

لم تخلو خطبته هذه من الدبلوماسية المنمقة التي ينحدر منها عائليا وشخصيا (تقلد مناصب دبلوماسية عليا عدة منها سفير الولايات المتحدة في موسكو) فقد حاول تغطية فشل السياسة الأمريكية التي أدت لاثارة هذه الحرب متناسيا ان رئيسه بايدن قد اعترف بهذا في عدة مناسبات منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي بان اوكرانيا ستكون نقطة انفجار قادمة لانها تثير حفيظة الدب الروسي ضد توسع الناتو شرقا على حدود الروسية الأمر الذي كانت متفق عليه منذ عام 1991 ثم تنصل منه حلف الناتو.

واستمر بيرنز بدبلوماسية ضحلة مهددا الصين بما اسماه عواقب وخيمة ان هي سلحت او دعمت روسيا في ترديد ببغائي ممل هدفه إقناع رأي عام تشظ عنهم وهذا امر في غاية الخطورة, فشعبهم وشعوب الاتحاد الأوروبي لفظتهم أما الشرق الأوسط وباقي العالم فقد خسروه وللابد فقد ولى زمن تدبير الانقلابات والإتيان بقرقوزات تخدمهم, ولى زمن تدمير دول وشعوب فقط لأنها لا تسبح في فلكهم.

مختبرات تجسس وليس تجارة

تطرق بيرنز الى التكنولوجية السيبرانية واصفا التفوق الأمريكي فيها وكأنه الحكم والقوة المطلقة في العالم اليوم وغدا.

لقد ذكرتُ في مناسبات عدة بان ما يسمى مواقع التواصل الاجتماعي كذلك غوغل وامازون هي ليست سوى منتجات تابعة للـ NSA اي مجلس الأمن القومي وتم انتقادي كثيرا لهذا الربط, لكن في كلمة بيرنز الان اعتراف صريح لا يقبل التأويل بان الاستخبارات الأمريكية هي فعلا وراء كل هذه المنتجات او الاختراعات حيث ذكر بإسهاب التقدم الأمريكي في المجال السيبراني وجمع المعلومات وكيف ان الاستخبارات الأمريكية أولت هذا الملف اهتماما كبيرا قد يكون احد اكبر اهتمامين للاستخبارات الأمريكية.

هذا الامر يثبت بلا أدنى شك ان ما تقدمه الولايات المتحدة عبر شركاتها مثل غوغل ومايكروسوفت وما يسمى مواقع التواصل الاجتماعي هي ليست اكثر من واجهات لمجلس الامن القومي الأمريكي NSA فقد ذكر ( لاادري ان كانت زلة لسان او شطحة اسهال فكري) بيرنز كيف ان غوغل ايرث Google earth غيرت وحسنت وضع التكنولوجيا الأمريكية ومركز الاستخبارات الأمريكية في العالم في القرن الواحد والعشرين, أليس هذا اعتراف بان التكنولوجيا هذه ليست تكنولوجيا مدنية ولم يهندسها او يخترعها مهندسين مستقلين او الشركات الرسمية المُعلن أنها تملكها! فقد اتضح انها ليست استثمار على الإطلاق أنما تمويل مباشر وحصري من الاستخبارات الأمريكية ثم تم طرحه للسوق بتغليف تجاري لاستعادة الاستثمار وشفط أموال دولية مع بقاء الحاجة والغرض الأصلي له وهو السيطرة على العالم من خلال التجسس بواسطة فضاء الأنترنيت وما يرافقه من حملات تظليل وتشويه متعمدة ومبرمجة في مختبرات الاستخبارات الأمريكية !

لقد تطرقت في مناسبات عدة سابقة رأيي في شخصيات يُبجلها ويضخمها الإعلام الأمريكي حصرا مثل عيلون مصخ وجيف بيزوس و زوكربيرغ وقلت انهم ليسوا اكثر من وكلاء استخبارات Agents ولا اقصد جواسيس بالمعنى المتعارف عليه, بل هم واجهات لمشاريع استخباراتية عملاقة مثل غوغل وفيسبوك وأمارون قصدها فرض هيمنة أمريكية مُطلقة على جميع البشر دون استثناء ( الم يتم التجسس على حلفاء الولايات المتحدة من نفس حلف الناتو في سلسلة فضائح ما زالت مستمرة باستخدام الأنترنيت)!

فبتحليل سايكولوجي بسيط (يفهمها بسهولة من درس التحليل السلوكي) نستطيع ان نكتشف ان هذه الشخصيات هي شخصيات ذات ذكاء محدود إن كانت أصلا ذكية فهي مُسيرة ولا تتقن إلا عمل مُعد لها مسبقاً بواسطة فريق محترف لا يراد له الظهور للعلن (عادة يكون من مهندسين ومختصين بالسيكولوجي والأنثروبولوجي وحتى الفلسفة والتاريخ).

قد يكون ظهور واسميه الكشف عن تكنولوجيا جات جي بي تي Chat GPT هو دليل على كلامي, فهو برنامج بدأ يساعد تلك الشركات بالاستغناء عن موظفين كثيرين فيها (ليس مصادفة ان هذه الشركات نفسها وفي وقت واحد بدأت بتسريح عشرات الاف من موظفيها) انتفت الحاجة اليهم والاهم انه يعتمد بالأساس على جمع المعلومات فالمشتركين غالبيتهم بل أكاد اجزم جميعا هم اصبحوا جنودا مجانيين سُذج لدرجة كبيرة يساعدون هذا البرنامج المريب وحتى البرامج المشابهة في التدريب من خلال استعماله ولو لمرة واحدة فهو يقوم بنفس الوقت بجمع معلومات يبحث عنها المُستخدم فهذا البرنامج مصمم اولا وقبل كل شيء لجمع معلومات بطرق مجانية وسريعة ودقيقة وبدأ يجتاح كل جهاز في العالم وقريبا سنراه يسيطر على الهواتف النقالة دون أدنى شك!

اضاف بيرنز “ان مختصينا طوروا بطارية الليثيوم ايون المستخدمة في جميع بطاريات الهواتف الحالية” ولننتبه الى كلمة ” مختصينا” بكل تاكيد هو لا يتكلم نيابة عن مهندسي الولايات المتحدة الكهربائيين او الفيزيائيين فهذه الخطبة ليست لهذا الامر وهو ليس بوزير صناعة ولا مسؤول عن تطوير تكنولوجيات للاستعمال المدني ابدا, لكن الأمر واضح كما ذكرت انها تكنولوجيات تم تطويرها في مختبرات تابعة للاستخبارات الأمريكية حصرا ويعمل فيها أشخاص علماء ومهندسين تابعين لمجلس الأمن القومي الأمريكي حصرا وتمول من الأمن القومي الأمريكي حصرا.

نعم, فقد قال بالحرف الواحد ” ان الاستخبارات الأمريكية قامت بإنشاء مختبرات خاصة بها” بالتعاون (اي استخدامهم) مع مختصين ومهندسين وباحثين من جامعات أمريكية ومعاهد و شركات أبحاث تكنولوجية لتطوير تكنولوجيات مستقبلية لزيادة السيطرة على تكنولوجيا التجسس Surveillance في العالم.

هذا كلامه بلسانه وليس تخمين وتحليل شخصي مني.

عرض فاشوش للعضلات

عرض بيرنز بعض من عضلات الاستخبارات الأمريكية في وقت ليس مصادفة بعد فضيحة اختراق ونشر وثائق تدين الإدارة الأمريكية حتى ضد حلفائها وهي ليست المرة الأولى كما ذكرت, فقال في معرض كلامه عن القوة المزعومة ذكر ان الاستخبارات المركزية الأمريكية تعمل في اكثر الأماكن خطورة على وجه الأرض وهي أفغانستان والعراق و اوكرانيا, أليس هذا اعترافا بانهم يتجسسون وعلنا على حكومات هم جاؤا بها وان هذه الحكومات لن تأخذ موقفا وطنيا مشرفاً ضد هذا التصريح المُهين, إذن هي حكومات قرقوزات لا اكثر, فلم يظهر رد رسمي واحد من هذه الدول على اعتراف بيرنز رغم انني واثق من ان هذه لم تعد دول بل أصبحت خرابات وحقول تجارب للاستخبارات الأمريكية ومع ذلك بائت بالفشل التاريخي, حيث نلاحظ انه وصف هذه الاماكن بـ “اخطر الأماكن في العالم” اعترافا منه بان أمريكا خلقت بؤر خطرة (لم تكن يوما خطرة) مما يُظهر صراحة وبشكل رسمي غير مسبوق التخبط الأمريكي والفشل في إدارة خطط زعمت وما زالت تزعم أنها ناجحة في تغيير انظمة مثل العراق وافغانستان واوكرانيا التي اختلقوا فيها ما اسمته ابواق الناتو “الثورة البرتقالية” التي جاءت بمرتزقة ومختلسين تفتت اوكرانيا.

استرسل في أبراز عضلات الاستخبارات الأمريكية فتحدث عن احدى المهات التي قام بها جاسوس في منطقة قارسة البرودة لم يذكر اسمها لكنه حددها بقوله “انها مهمة في منطقة درجة الحرارة فيها تقل عن 30 تحت الصفر وهي المرة ألأولى في تاريخ الاستخبارات الأمريكية منذ اخر مهمة تم القيام بها قبل اشهر فقط من هذه المهمة في درجة حرارة اعلى بقليل من سالب 30 درجة مئوية ” هذا حسب اعترافه, فهل هذه إشارة لروسيا ان الاستخبارات الأمريكية تعمل بالقرب من حدودكم أخدين بعين الاعتبار ان مناطق درجات الحرارة المنخفضة جدا لهذه الدرجة قليلة فوق سطح الأرض وتقع غالبيتها ضمن روسيا الاتحادية او … دول تعتبر حليفة لواشنطن بل عضوة في الناتو مثل النرويج والسويد والدنمارك وكندا!

كانت كلمة استعراضية بكل معنى الكلمة أمسى التخبط عنوانها رغم انه من المفترض انه دبلوماسي عتيد لكن عندما يفرغ الجيب من عنصر الاستباق وعنصر المبادأة ما عسى الفم ان يقول!

كانت الكلمة برمتها استعراض لعضلات قد شاخت يرى شيخوختها حتى الأعمى جاءت في وقت غير مصادفة بعد فضيحة تسريب وثائق تدين الولايات المتحدة بالعمل حتى ضد حلفائها في حين هي تقسم لهم بأغلظ الأيمان بالولاء الذي لم يمضي على النكوص به سوى أعوام قليلة منذ فضيحة سنودن, لا ننسى سودن الذي كان يعمل لدى الاستخبارات المركزية الأمريكية وفر الى روسيا وكشف اكبر نظام تجسس (برزم) الذي احرج الولايات المتحدة في عهد اوباما مع الاتحاد الأوروبي بعد ان تبين انه تجسس على رؤساء حلف الناتو جميعا دون استثناء بل تجسس على الأمم المتحدة نفسها وأمينها العام ولم يكن نظام تجسس على اي عدو للولايات المتحدة.

يبدو ان الرد الأوروبي ضد الولايات المتحدة بدأ يتجسد بقرار فرنسا التجديف بعيدا عن الولايات المتحدة بعد ان اصطحب الرئيس الفرنسي ماكرون رئيسة الاتحاد الأوروبي اورسولا فون ديرلاين في زيارة تاريخية للصين رجعوا بعدها بغير الوجه الذي ذهبوا به فكانت أولى النتائج هي تشكيل وفد يحضر مع الصينيين لمفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا بإشراف صيني ضاربا الثقل والنفوذ الأمريكي الأكبر في العالم وهو في أوروبا برصاصة الرحمة الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تشن حربا غير عسكرية ضد حلفائها لإبقاءهم في فلكها فصارت (دولة) مُحاطة بأعدائها فتحارب الجميع لتثبت للجميع أنها ما زالت على قيد السيطرة والقوة.

ستقبل روسيا اي اقتراح مفاوضات ترعاه الصين وان كان الاتحاد الأوروبي يشترك بصياغته فهذا سيوجه ضربة قاتلة للوجود والثقل والنفوذ الأمريكي في أوروبا (ستقدم أوروبا تنازلات تاريخية لروسيا حتما) جاعلة إياها تسبح وحيدة في المحيط الأطلنطي حد الغرق بعد ان فقدت ثقلها ونفوذها في الشرق الأوسط تماما ونفوذها في أفريقيا يلفظ أنفاسه الأخيرة وفي آسيا نفوذها كنفوذ مستر بين في قصر باكنغهام فهو للضحك فقط, فأصبحت ديكا روميا اعرج ينتظر فرن عيد الشُكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى