في الواجهة

ماذا فعل كورونا بـ العالم ؟

مادا حصل للعالم في سني الكورونا

صالح مهدي عباس المنديل

في بادئ الأمر لابد من الأشارة الى كيفية حصول الوباء في ووهان في الصين. هناك ادلة تشير الى أن الفايروس من صنع الانسان ، اما كيفية حصول الوباء فهي مسألة جدلية فهل اطلق الوباء بصورة متعمدة او بسبب حادث عرضي غير مقصود. قامت الصحفية الأسترالية ماركسون بالتحقيق في الأمر بصورة مستفيضة في كتابها ” ماذا حصل في ووهان” و قدمت ادلة قاطعة بان الفايروس صنع في هذه المدينة التي تحتوي اكبر مختبر صيني في البايوتيكنولوجي . كان هذا العمل بالتعاون مع جامعات امريكية و شخصيات متنفذة مثل الدكتور فاوچي نفسه. كانت هذه البحوث لا تختلف في ظاهر الأمر عن غيرها من البحوث في عالم البايولوجي و الفايروسات، و يبدو ان الأمريكان لم يحصلوا على تفويض لأجراء البحث على ارض امريكية خوفا من انتشار وباء، حيث تم تمويل ووهان لذا الغرض، وفي عهد الرئيس أوباما تم وقف التمويل بسبب مخاوف فيما يخص اجراءات السلامة و لكن الكتور فاوچي اعاد التمويل بعد سنين قليلة دون تخويل او علم البيت الأبيض. الكتاب و التحقيقات تثير الشكوك بخصوص الوباء و ربما يصل القاريء الى نتيجة خلاصتها بان هناك مؤامرة ولكن هذا الامر ليس اكيد. اذا كانت هناك مؤامرة و لنفترض ان الوباء افتعل عمداً فلا اعتقد انها مؤامرة لقتل الناس بل ربما هي تجربة الغرض منها اختبار وسائل السلطة و النظام الشمولي في الصين وسائل جديدة للسيطرة على جموع البشر و مصادرة الحريات. و قد اثبتت بالفعل انها وسيلة ناجحة جدا في حالة حصول تظاهرات عارمة تهدد السلم الأجتماعي و النظام الأمني او تهدد نظام الحكم.
اما بالنسبة للعواقب التي خلفتها سنتين من الحجز و الحجر فانها بالتأكيد اضرت بشكلٍ ملحوظ على مستوى المعيشة للفرد فقد ارتفعت اسعار الغاز و الكهرباء و البترول و المواد الغذائيه و السلع الأخرى و كلفة البناء و اسعار الرحلات الجوية.
خسرت بعض شركات الطيران خسارة فادحة و اعلنت بعضها الأفلاس. و خسرت الدول المصدرة للنفط خسائر كبيرة لمدة سنتين.
من ناحية الصحة اصيب الناس بخوف من المستشفيات و تأخر بعضهم لمراجعة الأطباء لذا ازاد عدد الحالات المتقدمة من السرطان دون تشخيص مبكر. و انفقت الحكومات موارد هائلة لمعدات الواقية من المرض بدون العلم بمدى فاعليتها العملية اضافة الى الأنفاق على اللقاح ذو الفائدة المحدودة و لحد الآن لم يسلم من المرض شخص سواء كان ملقح ام لم يكن.
ربما يكون التعليم هو اكبر ضحية لما حصل، اذ اصبحت معظم الدراسات متوفرة على الشبكة العنكبوتية و هي سابقة غير معروفة نتائجها، معظم الطلاب خسروا الكثير من فرص التعليم و التدريب العملي بالذات الدراسات العملية مثل الطب و الأسنان و الدراسات الأخرى التي تتضمن تدريب عملي في المختبرات. و لعل من اهم الخسائر هي الخسارة الأجتماعية لان الطلبة يختلطون و هذا الأختلاط يولد النقاش و يغني التعليم و الحياة بشكل كبير لدى الأعمار الشابة اضافة الى الفوائد الأجتماعية و الصداقات المثمرة .
اما من ناحية الأعمال الخاصة فوقع الكثير منها ضحية و اعلنت افلاسها مثل المقاهي و الأكلات السريعة و المحلات العامة و غيرها الكثير حيش فقد الكثير عملهم و قامت الكثير من الشركات بانهاء عمل جزء من موظفيها الذين فقدوا فرصة معيشتهم مما ادى الى زيادة حالات الأمراض النفسية و الأنتحار.
في معظم الدول الغربية حصل تضخم غير مسبوق ادى الى زيادة الأسعار و جميع البنوك رفعت سعر الفائدة بما يزيد على ثلاثة اضعاف السعر السابق مما ارهق كاهل الطبقة الوسطى و اصبح من الصعب لذوي الدخل المحدود من الشباب من توفير مبلغ كمقدمة لشراء منزل للعائلة النامية.
كذلك خسرت معظم شركات الأستثمار و انخفض سعر الوحدات في البورصة مما يعني اني كبار السن المستثمرين في هذه الشركات خسروا جزء من مدخراتهم مما ينعكس على مستوى المعيشة.
مما بجدر بالذكر ايضا ان الصين احتكرت صناعة بعض اجزاء الكومبيوتر اللازمة لصناعة السيارات و المعدات الأخرى ممى ادى الى قلة هذه المنتجات و ارتفاع اسعرها بشكلٍ ملحوظ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى