أخبارتعاليقرأي

طُوفَان الأَقَصَى قَّتَلْ الفِّئْرَان، وأغَرقَ الزُعَرانْ

طُوفَان الأَقَصَى قَّتَلْ الفِّئْرَان، وأغَرقَ الزُعَرانْ

كان فتحًا مبينًا، من خلال العملية الفدائية البطولية الكبيرة العظيمة، التي أثلجت صدور كُل أبناء فلسطين وجُل العرب، والمسلمين، وكافة الأحرار في العالم؛ وذلت المحتلين، تلك العملية المُشرفة سوف يُخلدها التاريخ المعاصر، ويسطرها في أنصع صفحات التاريخ، والتي جاءت ضد المحتلين الصهاينة الأوغاد الذين تجبروا وطغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد، والدمار، وقتلوا الأطفال، والنساء، والشيوخ، وأحرقوا أيقونة فلسطين مدينة غزة، منبع الرجال، ومدينة الثوار الأبطال؛ ودنسوا المسجد الأقصى المبارك، وأحرقوا الأخضر، واليابس يهلكون الحرث، والنسل!؛ بل إنهم لم يكتفوا باحتلال تاج الأوطان العربية فلسطين، وتوسعوا في الاستيطان وقاموا ببناء جدار العزل بحماية عصابة جيشهم الجبان، وزادوا في الطغيان، واتبعوا سياسة الفصل العنصري “الأبرتهايد”، واغتصبوا مدينة القدس زهرة المدائن، وصاروا كل يوم يدنسوا ويقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك قبلة المسلمين الأولى مسرى، ومعراج سيدنا محمد صلى الله عليه، وسلم للسموات العلا؛ ودخلوا المسجد بأحذيتهم، وعربدوا، وزاد طغيانهم، وتوسع الاستيطان، وتوحش قطعان المستوطنين، فقتلوا النساء والشيوخ والأطفال، وعلملوا ليلاً، ونهارًا على هدم المسجد الأقصى المبارك، محاولين تقسيمهُ زمانيًا، ومكانيًا، ودنسوا المسجد الأقصى المبارك، وحفروا أسفله عشرات الأنفاق، وسحلوا، وسجنوا المصلين من المرابطين، وضربوا واعتقلوا النساء الحرائر من المرابطات، وقتلوا الكثير، والكثير من أبناء شعب فلسطين؛ وتكبروا، وطغوا وبغوا ولم يتركوا صغيرةً، ولا كبيرةً إلا وفعلوها، بِّدعمٍ أمريكي، وبريطاني، وغربي، وأوربي غير محدود لعصابة اليهود، وذلك لكُون عصابة الاحتلال الصهيوني لهم مهمة وظيفية في فلسطين؛ ومهمتهُم هي كلب حراسة لرعاية مصالح الغرب؛ فهم كالخنجر المغَرُوسْ  في  قلب  فلسطين التي  تشكل قلب الأمة العربية، والإسلامية. إن ما يجري حاليًا من مجازر صهيونية بشعة في غزة، واستخدام عصابة جيش الاحتلال المجرم النازي سياسة الأرض المحروقة، وتشكيل حزام ناري، وتسوية بيوت الفلسطينيين بالأرض، وقتل كل من فيها من السكان الأبرياء المدنيين العُزل؛ جاء بسبب تمريغ أنوف المحتلين بالتراب، ووضع أقدام المجاهدين الأفذاذ الأبطال 

أحذيتهم فوق جماجم جنود المحتلين، وقتلهم، وأسرهم، في مشهد لم يتكرر من قبل، إلا في عملية طوفان الأقصى البطولية، والتي جاءت عبر تخطيط دقيق ومحكم بتوفيقٍ من الله عز وجل، وذلك في يوم السبت السابع من أكتوبر 2023م، بعد ذكري مرور خمسين عامًا على عبور الجيش المصري البطل قناة السويس، وتحقيق النصر يوم السادس من أكتوبر المجيد عام 1973م.

فبسبب استمرار الاحتلال، والحصار الجائر على قطاع غزة، والعدوان الصهيوني الشرس على مدينة القدس ومسجدها المبارك، واقتحام، واحتلال مُدن الضفة، وزيادة الاستيطان، وتواصل جرائم المستوطنين، وتواجد حكومة صهيونية دينية يمينه إرهابية مُجرمة متطرفة، كان الرد الصارم والحاسم، والجازم اشترك فيها حوالي ألف رجل من المجاهدين في عملية بطولية، واقتحموا مغتصبات غلاف غزة، برًا، وبحرًا، وجوًا من خلال خطة محكمة، وسرية، ومفاجئة، ومباغتة للعدو، وقاموا بالنزول لأول مرة خلف خطوط العدو بالطائرات الشراعية، ومن خلال البحر، والبر من تحت الأرض ومن فوقها، وحرروا تلك المغُتصبات لمدة يومين كاملين، وأسروا ضابط كبير برتبة لواء في الجيش الصهيوني بشكل مذل للكيان الغاصب؛ وأسِّرْوا، وقتلوا مئات من الجنود الصهاينة في عقر حُصونِهم فكان فتحًا، ونصرًا مبينًا جعل من عصابة المحتلين كالفئران، وقادة الكيان يتخبطون، ويفقدون صوابهم، وجُن جنونهم، فقرروا أن يمسحوا غزة  من على وجه الأرض بمن فيها من خلال قصفها بالطيران الحربي، بدعمٍ أمريكي مباشر، فقصفوا القطاع بالقنابل الفسفورية، والعنقودية المحرمة دوليًا؛ وارتكبوا مجازر بشعة إجرامية يندى لها جبين الإنسانية!؛ وواصلت آلة القتل، والدمار الحربية الصهيونية قصف غزة، وليس مُستبعدًا لو استطاعوا احتلال قطاع غزة من جديد لفعلوا؛ ولكن أنى لهم ذلك؛ فلو مشت دباباتهم فوق جثامين الشهداء الأبرار؛ ولكن الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء؛ رغم أن الأوضاع الإنسانية مأساوية جدًا في قطاع غزة، بعدما نزح ألاف السكان فارين من القصف الهمجي الصهيوني البربري وتركوا بيوتهم وذهبوا لمدراس، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، طلبًا للأمن والأمان؛ ولكن المدارس التابعة للأمم المتحدة هي الأُخرى لم تسلم من القصف الإجرامي الصهيوني؛؛ والأحداث حُبلي بالمفاجآت، وقد يحدث تصعيد خطير في كل منطقة الشرق الأوسط، ينذر بحرب إقليمية واسعة، وفتح جبهات قتال في أماكن أخُرى إن لم يتم تدارك الأمر.

 إن زعيم عصابة العدو المجرم:”النتن ياهو”، يحاول أن يغطى على فشله من خلال ارتكاب بحر من الدماء لكي يُرضى غرور الغاصبين المحتلين المستوطنين، من خلال التغُول في سفك دم الشعب الفلسطيني قتلاً، ودمارًا حتى يهرب من خيبتهِ، وقِّلِة قِّيمَتِهِ، وفشله الذريع، وفشل مخابراته الداخلية الشين بيت، والخارجية الموساد من العلم بما أعدته المقاومة لهم من تلك العملية الفدائية البطولية الجليلة الكبيرة العظيمة.

إن زوال الاحتلال الصهيوني بات قريبًا، وهم أوهن من بيت العنكبوت، وإن معركة طوفان الأقصى وتحرير المُغتصبات  لها ما بعدها وهي مقدمة إن شاء الله لتحرير المسجد الأقصى المبارك، وكل فلسطين التاريخية؛ وإن هذا العدوان الغاشم الجبان على شعبنا لن يفت من عضُده، وسيزيده قوة، وإصرارًا على مواصلة درب الجهاد والمقاومة حتى التمكين، والنصر؛ ونحن نقترب من ذلك بل هو أقرب إلينا من حبل الوريد؛ يرونه بعيدًا ونراه قريبًا وإننا لصادقون، وهي بداية النهاية للمحتلين اليهود المجرمين؛ قال تعالى: ” إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا “.

الباحث، والكاتب، والمحاضر  الجامعي، المفكر العربي، والمحلل  السياسي
الكاتب  الأديب  الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو  نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء  مصر، رئيس المركز  القومي لعلماء  فلسـطين
رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب
رئيس الاتحاد العام للمثقفين والأدباء العرب بفلسطين،  والمُحاضِّرْ  الجامعي  غير  المتُفرغ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى