مؤامرات أمريكية
![](https://dzayerinfo.com/wp-content/uploads/2023/05/uuuuuuuuuuuuuuuuuuuuusaa-780x470.jpg)
إنها امريكا ..
طالب الجليلي
حين تريد امريكا !!
يذكرني ماحدث في سوريا مع الفارق بمصير كل من الزعيم و بشار الأسد ؛ يذكرني بما حدث يوم 8 شباط الأسود 1963 في العراق !!
كانت لدى الزعيم عبد الكريم قائمة بأسماء المتآمرين ( وجدت في مجر مكتبه في وزارة الدفاع لاحقاً)! وكان قد زج بعض قادتهم في سجن رقم واحد في معسكر الرشيد . كذلك كان لديه علم بمنطلق دبابات ابي غريب أوصلها له الحزب الشيوعي العراقي فاستخف بذلك وأمر ب( تشحبم) مدافع الدبابات وإفراغ محركاتها من الماء !
أما حين أذاع الإنقلابيون بيانهم الأول فقد اتجه الزعيم إلى مقره في وزارة الدفاع وهو يحيي في طريقه الجماهير المؤيدة له ومن هناك راح يتصل تلفونياً بقادة جيشه لردء الإنقلابيين لكنه كان يواجه بجبن اولئك القادة وترددهم وخوفهم من شلة صغيرة منبوذه ! ماعدا نفر قليل من أنصاره الذين التحقوا معه في وزارة الدفاع وراحوا يقاتلون إلى النهاية معه واستشهد بعضهم وأصبعه على الزناد !
أعود وأقارن بين 8 شباط وما حدث في سوريا حيث ( جبن) قادة الجيشين أو كانوا على علاقة مسبقة ليس بالإنقلابيين ، بل بالمخابرات الأمريكية التي راحت تبث ( من الكويت بالشيفرة كما كشف لاحقا الحسين ملك الأردن ) ؛ تبث معلومات عن مكان تواجد قادة الحزب الشيوعي العراقي الذي حمل السلاح ضد الانقلاب ،لإلقاء القبض عليهم وتصفيتهم.
لقد استمرّ الزعيم ورفاقه المخلصين بمقاومة الهجوم الانقلابي ليوم ونصف وقد اعتذر عن إعطاء السلاح للجماهير الغفيرة المؤيدة له للقضاء على شلة المنحرفين ؛ رفض ذلك خوفاً من وقوع حرب أهلية كما قال حينها!
رفض الزعيم الإستجابة لطلب السفير السوفيتي الذي طلب الإذن منه بقيام السوفيت بإنزال جوي لمساندته قائلاً : بالأمس قمنا بثورة لطرد الاستعمار الإنكليزي ، فكيف أقبل باستعمار روسي !
طلب من. مرافقيه وعلى رأسهم رئيس أركان الجيش ان يغادروا وزارة الدفاع ليلا لأن رأسه هو المطلوب فقط ! وفي تلك الليلة من 8 شباط قام الزعيم بالتوقيع على ( قانون رقم 80 لتأميم النفط كما صرح لاحقا مرافقه حافظ علوان ؛ وقع وهو يشير إلى القصف المدفعي المستمر على وزارة الدفاع ويقول : كل هذا بسبب هذا ( أي بسبب ذلك القانون) !
لم يهرب الزعيم لكنه وثق مخطئاً بوعد الانقلابيين وعلى رأسهم رفيقه عبد السلام عارف الذي تأمر عليه وحاكمه علنا وعفا عنه لاحقا ، وثق بوعده بأن يؤمنوا له محاكمة عادلة بدلا من سفك المزيد من دماء الشعب الذي هب لنجدته ! لكن الخونة قاموا بإهانته وإعدامه فورا في دار الإذاعة يوم 9 شباط الأسود …
حول طلب السفير السوفيتي ليلا وفي الساعة 12 وثقها المرحوم حافظ علوان مرافق الزعيم في مقابلة معه نشرتها جريدة هدي في التسعينات قائلا : رن جرس التلفون فرفعه وصفي طاهر ثم اخبر الزعيم ان المتصل هو السفير السوفيتي يطلب سيادتكم ، أجابه الزعيم : اسئله ماذا يريد .. قال له بعد الاستفسار أن السفير يسأله نقلا عن القيادة السوفيتية ابأنهم مستعدون للإنزال في ببغداد للقضاء على الزمرة الانقلابية إن وافق الزعيم ! أجابهزالزعيم : لا يأبه لا ؛ ما عولنا نطرد الاحتلال الإنكليزي ، النوب نقبل باحتلال سوفيتي !!