مجتمع

لماذا لا يقول الرجل .. أحبك-؟

 
راوية رياض الصمادي
أننا نعيش مواقف كهذه كل يوم. عندما تتحدث الزوجة مع زوجها وتنتظر منه كلمه، تجده يخوض في احاديث عديده، وهي تبدأ تفقد أهتمامها به، في الكواليس، في طريق العودة في السيارة، يصف الرجال النساء بفاقدات الذاكرة أوبالكاذبات، أما الرجال فتنعتهم النساء بالمزعجين، لأنهم يمنعوهن من رواية القصص كما يحلو لهن. في الواقع، يعود كل هذا إلى تركيبة دماغنا وقدرتنا.
الرجل، الذي يتواجد مركز القدرة على الكلام لديه في نصف دماغه الايسر، وهو النصف المعني بالمنطق، وهو يستخدم الكلام ليذكر وقائع، ويعطي معلومات، وينقل معارف، ويروي تجارب.
الكلام بالنسبة للرجل هو وسيلة للتواصل.
عزيزتي المرأة لا تستغربي إن لم يقل الرجل كلمة “أحبك” إلا نادرا إذا كان يحبك، فهو صرح بحبه ذات مرة، منذ وقت بعيد، وهذا بالنسبة له يكفيه. لقد قال كلمته، أعطى المعلومات وتلقاها الشخص الاخر، ولهذا تراه ينتقل الى موضوع أخر.
الان دعونا ننتقل إلى بعض المفاهيم التي قد تحير العديد من الرجال والنساء في طريقة فهمهم للآخر:-
1- عندما تتحدث، المرأة تشرك الآخرين
ان الوضع يختلف كليا بالنسبة للمرأة، مركز الكلام لديها موزع على نصفي الدماغ، وهو يتأثر بالمنطق والعواطف في آن واحد. وعندما تتكلم المرأة هذا يعني أن تنشيء روابط وتبني علاقات. ويمكن للمرأة أن تستعين بقدراتها الدماغية المتعددة في الوقت نفسه: فهي باستطاعتها أن تصف المشهد وأن تحسنه إذا دعت الحاجة وهي تتكلم.
النتيجة: عندما تستخدم المرأة الكلام، تروي، تشرك الآخرين في مشاعرها وأحاسيسها.
الكلام بالنسبة للمرأة هو طريقة للتعبير.
أن المرأة لديها القدرة في أن تضيف القليل من الملح والبهار إلى حديثها، أو أن تبسطه أو حتى تعممه، وهي لديها القدرة على اعطاء زخم أكبر لمشاعرها وأهمية أعظم لحججها، وطرافة أكبر لنكاتها؟
لا شيء يمنعها من فعل ما تريد
2- أن المرأة تبالغ، هذا صحيح
أنه وضع مزعج بعض الشيء، إذا حدث في وسط اجتماعي، أو بين الأصدقاء، وقد يتحول إلى أزمة بين طرفين. المرأة التي تقول لزوجها: “أنا من يملأ دائما خزان السيارة بالوقود”، أو لزميلها في العمل: ” أنا من يضع دائما الأوراق لآلة التصوير …” تحاول أن تلفت انتباهه إلى أنها تشعر وكأنها تفعل ذلك غالبا، لنقل في معظم الأحيان. بالمقابل الرجل سيسمع ويفهم ما قالته بالتحديد: دائما، أي من دون استثناء، وسيجد أنها تبالغ. ويكفي أن يتذكر أنه قام بهذا العمل، ولو مرة واحدة، حتى يسمح لنفسه بأن يتهمها بسوء النية أو عدم الصدق. وستجدهم ينطلقان في قضية مختلفة لا علاقة لها بالسبب الرئيسي، أي ضرورة تزويد السيارة بالوقود أو آلة التصوير بالورق، وتجدهم انجرفوا وبشكل خطير نحو اتهامات أعمق، وتدفعهما نحو شرك لا خلاص منه. فنسمع أحدهما يقول للآخر: ” لا تكفين عن المبالغة بهدف إذلالي” وهي تعاتبه قائلة” ” ألا يحق لي أن أنتقدك عندما لا تفعل ما اتوقعه منك”.
3- حقيقة يجب أن يعرفها الرجل وهي أن المرأة لا تجيد الطلب
المشكلة الحقيقية تتفاقم عندما تعلم أيها الرجل أن المرأة لا تعبر عما تتوقعه ولا تصرح عنه، انها فقط تكتفي بالتلميح. فتقول: “ما رأيك بالعشاء في المطعم الليلة؟” بدلا من أن تقول: “إني متعبة، منهكة، وأكاد أفقد أعصابي. وليس لدي القوة والنشاط اللازمين لتحضير العشاء، لهذا فإن المطعم يسهل الأمور. هلا خرجنا لتناول طعام العشاء في المطعم، مراعاة لي؟”.
وأي رجل استطاع من ترجمة ما قالته المرأة بشكل صحيح، يستحق ميدالية الجدارة. أما الآخرون الذين يعتقدون أن النساء يسألنهم عن رأيهم، فيجيبون بصدق، بعد تفكير عميق: ” لا، لا أرغب في ذلك فعلا”. هنا يتملك المرأة على الفور شعور بالغيظ والحنق من عديم الإحساس الذي تزوجته.
لا تعرف المرأة أن تطلب، وهو بالنسبة إليها ردة فعل طبيعية. وانطلاقاً من ماضيها القديم كمسؤولة عن المؤونة، تعتقد المرأة أن عليها ألا تنتظر إلا الحد الأدنى من الآخر وأن عليها هي أن تعطي. وبما أنها مزودة بالحساسية الازمة، أي حواسها الخمس، لتعرف ما يتمناه الآخر، وهي تعتبر أن على الآخر أن يتصرف مثلها إذا ما أراد أن يلبي حاجاتها، أي عليه أن يتنبأ بهذه الحاجات وأن يفك ألغازها.
4- أن المرأة بطلة العالم في الأسلوب الغير مباشر
أصبحت المرأة بطلة العالم في الأسلوب غير المباشر وفي الطلب الذي لا يعتبر طلباً. فتقول المرأة للمسؤول عن أجهزة الكمبيوتر: ” سيختلف الأمر لو كان لدينا جهاز كمبيوتر آخر” فيهز هذا الأخير رأسه موافقاً، من دون أن يفهم أنها تفصد ضرورة شراء جهاز جديد على الفور. كما يمكن أن تقول المرأة لمسافر آخر تشاطره مقصورة في قطار: ” ألا تجد أن الطقس بارد؟” فيجيبها الرجل تأدبا بالنفي، ثم يعود إلى قراءة جريدته، من دون أن يشغل جهاز التدفئة الموجودة بقربه. وقد تقول لزوجها: ” لم تعد تحضر الأولاد من المدرسة منذ بعض الوقت”. فيعود الزوج بذاكرته إلى الوراء ليجد أنها مخطئة في حساباتها، من دون أن يدرك أنها ستضطر بعد أيام إلى التأخر في عملها، لذلك تتمنى أن يحضر هو الأولاد إلى المنزل.
والمريع في الموضوع أنها ستقول له، لدى حصول أي شجار أو نقاش ساخن: ” أنت لا تهتم بأي شيء. لا يمكنك أن تقدر كم تعبت لأرتب أمر اصطحاب الأولاد من المدرسة يوم اضطررت إلى التأخر في العمل. لقد اتصلت بوالدتي التي تأخرت بسبب المواصلات، فاتصلت بي المدرسة لتسألني …”. فيقاطعها الزوج، وشعوره يتراوح بين الانزعاج ونفاذ الصبر: “لكن لم لم تطلبي مني ذلك؟”.
وتجيبه بعصبية: “طلبت منك ذلك، لكنك لم تجبني”. وبما أن الرجل يعلم أنه لا يستطيع الاتكال كليا على ذاكرته الانتقائية، التي تحفظ بعض المعلومات وتنسي بعضها الاخر، وربما أنه من المحتمل أن يكون قد نسي المسألة برمتها، نجده يلزم الصمت، ويتقبل إحساسه بالخطأ، في حين تستمر المرأة في إظهار غيظها ومزاجها السيء.
5- هل تعلم عزيزي الرجل أن المواربة بالنسبة للمرأة نوع من اللياقة والأدب
المرأة لا تتوجه نحو الهدف مباشرة، لأنها تشعر بضرورة تغليف الطلب وتقنيعه. فالطلب بفظاظة ووضوح يعني بالنسبة إليها التصرف بعجرفة أو بتطلب، مما يعرضها لصراع أو مواجهة، وبما أنها اختبرت إمكانية نجاح طريقة المواربة في التواصل، مع نساء أخريات يستخدمن هن أيضا هذه الطريقة في حواراتهن، وتبين ها أنها تؤمن علاقات جيدة، وسليمة وهادئة ومنسجمة، ويصعب عليها أن تقتنع بأن بعض الذين تتحدث إليهم لا يعرفون هذه القاعدة، ولا سيما الرجال منهم الذين لا يرتدون القفازات في معالجة أمورهم.
6- مفردات الفتاة الصغيرة أغنى مرتين من مفردات الصبيان
إن الفروقات الكبيرة على صعيد الكلام تظهر مبكراً في حياتنا. وتم ملاحظة ذلك على أرض الواقع: الفتيات يتكلمن قبل الفتيان وأفضل منهم، وفي الثالثة من العمر ، يبدو أن الفتيات يمتلكن، وكمعدل وسطلي، مخزونا من المفردات أكبر بمرتين من مخزون الفتيان. وهذا ما يفسر الصعوبات التي يواجها الفتيان الصغار في المدرسة مقارنة مع الفتيات اللواتي يحتللن المراتب الأولى في الصفوف الأولى، لا سيما بفضل علاماتهن في اللغة وقواعدها والإنشاء … ويتوازن الوضع لاحقاً، حين يعوض الفتيان عن عجزهم، لا سيما وأنهم يتحلون بنصف دماغ أيسر متطور جداً، مظهرين بذلك قدرات في ميداني المنطق والمنهجية، كالرياضيات مثلا. إليكم هذه الملاحظات الأخرى: في الصف، تتلقى الفتيات الملاحظات من المعلمات لأنهن يثرثرن، في حين يؤنب الفتيان بسبب هيجانهم وكثرة حركتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى