لقد وقعنا فى الفخ
خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
اقرأ منذ يومين ايام فى رواية صالة اورفانيللى على فترات متقطعة ، ولكن بدون تركيز ، هى بطريقة ازجاء الفراغ ، هذه عادتى فى القراء ة بطريقة سريعة للمرة الاولى ، ثم اعود لقراءة العمل مرة اخرى وربما مرات بتأن .
كاتب مدهش هو اشرف العشماوى يحكى الراوية بطريقة بسيطة للغاية ويستخدم الكاتب بجرأة يحسد عليها ، اشخاص واسماء حقيقية من اول الدهان الشهير بتاع الكباب والكفته الذى يقول ان الملك فاروق تناول فيه غداءه .
الى تحية كاريوكا وفريد الاطرش وحتى اسماعيل ياسين ، الذى احيوا حفل زواج صديق اورفانيلى ، وحتى الملك فاروق وزجته الملكة فريدة وحاشيته و بينهم بوللى كانوا اشخاص فاعلين فى حبكة الرواية ، تبدو الراوية وانها قصة حقيقية تماما وربما كانت حقيقية .
حتى لقد سالنى ابنى هل هى حقيقية ؟ قلت له بالطبع لا ، ولكن الكاتب اى كاتب لايكتب من فراغ ابدا الكتابة لها ظلا من الحقيقة دائما .
لم اسمع عن هذا الكاتب أشرف العشماوى من قبل ، ترى هل نحن من عالمين مختلفين لقد طبعت روايته 12 مرة ونحن نتسول القراء لمقالاتنا وهناك الاف الكتاب الاخرون وانا اعرف المئات منهم يطبعون الاف النسخ من قصصهم ورواياتهم وكتاباتهم ويتسولون نشرها .
وفى النهاية يتم توزيعها على الاصدقاء والمعارف ، ربما هو هوس النشر ما يدفعهم لنشرها وتحمل الاف الجنيهات دون فائدة ، وهناك احتمالية انعدام قيمتها الفنية الا فى عقول كتابها .
ولكنه فى كل الاحوال هو عالم جديد ، عالم الكتاب هؤلاء الجدد ، والامر يثير مشكلة حقيقية ، وتساؤل محير عن امكانية وجود فجوة هائلة بين عالمينا ، عالم مواليد الخمسينات والستينات وربما السبعينات ايضا وعالم التسعينات. منا نحن الكتاب والقراء على الاخص.
اشعر اننا وقعنا فى الفخ عندما لم نستطع معرفة كل جوانب عالم الكتابة الذى نعيش فيه واصبحنا نكتب ونقرأ لانفسنا فقط ، لقد تشرنقنا بلا جدال
لقد اهتديت الى هذه الرواية الجديدة التى تتجاوز صفحاتها الاربعمائة صالة اورفانيلى ، من خلال ابنى الذى لا يتجاوز عمره الثلاثين عاما ، اهداها له صديق ، طباعة فاخرة على ورق مصقول للدار المصرية اللبنانية ، للكاتب اشرف العشماوى وهو قاضى مصرى .
دهشت عندما علمت انها الطبعة 12 وان الكاتب معروف للغاية فى اوساط الشباب ونال جوائز عديدة من بينها جائزة كتارا عن روايته الجمعية السرية للمواطنين ، وهو من مواليد 1966
انكببت على الرواية وانتهيت منها فى يومين ، قصة بسيطة للغاية ولكنها تدفعك دفعا لاستكمال صفحاتها ، لايكاد ينتهى فصل الا وتتشوق للفصل الذى يليه .
لتعرف ماذا حدث انه يلقى لك بهدايا وافخاخ صغيرة اذا اكملت فصول الرواية ، وهى مخباة فى الصفحات ، انت قادر على ان تحكى الرواية فى اقل من خمسة عشرة صفحة ، ولكنك لا تستطيع حكيها الا اذا قرات الاربعمائة صفحة هنا تستطيع حكيها لانه ستصبح لديك حكاية ولكنها شفيت تماما واصبحت باشخاص
مسطحة ، وهنا ستعجز عن فهم التاريخ السرى لاشخاص الرواية والتى دفعتهم الى الحياة بهذه الطريقة .
الرواية تدفعك لليقين بان حياتنا رهينة بالسنين الاولى التى نحياها فى طفولتنا فهى تشكل المسار الاسهل الذى يقودنا الى الحياة .
وفى المقال التالى سنحكى رواية صالة اورفانيلى للكاتب اشرف العشماوى ولايمكن الاكتفاء بحكينا لها ، ولكنه يجب ان يكون حكينا دافعا لقراءة رواية الكاتب صالة اورفانيلى ورواياته الاخرى من مصدرها مباشرة .
تحية للكاتب اشرف العشماوى الذى انار لنا دروبا جديدة فى الكتابة