رأي

لا تكن مثل عدوك

حسين حسن العنزي

 
أفضل إنتقام… أن لا تكون مثل عدوك
ماركوس أوريلبوس
يقول العارفين بسرعة البديهية. أن بقدر ما يتعلق الأمر بالرد على الهجمات الوقحة ، عليك محاولة مواجهة الهجوم بالود. أو تجاهل الأمر جملةً وتفصيلاً. فعد هذا الأجراء طريقة لأحساس الآخر دون تبديد للطاقة في نزاعات غير ضرورية. فقبل أن ترد بما وصفناه سابقاً عليك أن تفكر فيما اذا لم يكن بالأمكان تسوية الأمر على نحو أبسط. وليس عليك التمسك بحقك في إثبات شخصيتك تجاه الهجمات الوقحة. فحاول أولا اتباع السبيل اللطيف وهذا يدل على إعتزاز وثقة كبيريب بالنفس ، وهو ما لا يتوفر بالتأكيد عند المتهجم إذ انه بالتأكيد يعاني من أحترام ذاته قبل كل شيء، فينظر للآخرين أنهم يهاجمونه، فيتقوقع على نفسه بهذه الترهات.
أما انت أيها المتهجم. أعلم أنه في حالة تشن هجومك على الآخرين توقع هناك هجوماً مضاداً وهذا ما يحدث بشكل غريزي دون أدنى شك . ولا تعش بعبارة ” من هو ليس صديقي ، فهو عدوي” فأن الظغط يُستجاب له ظغط معاكس. ولحسن الحظ أننا كبشر نمتلك الوعي اليقظ الذي يتيح لنا التصرف بشكل آخر مع هكذا أشخاص، وهذا ما يميزنا عن الحيوانات المفترسة التي تحاول الأفتراس. كما يمكنك تجنب الأعتداءات والتخفيف من حدتها عن طريق التنازل والود والمجاملة ولقاء ذلك لابد أن يكون لديك هدفاً اسمى وهو النجاة من عضة كلب والأنتقال الى ميدان العلاقات البشرية وتحويل هذا الكلب الى صديق وفي.
تصور أن أحدهم لم يعد يلقي عليك التحية وفي كل مرة تلتقيان في الممر أو أي مكان آخر فيمر أحدكما الآخر بنظرة ملؤها المكابرة والمكر.. فبما تفكر؟ هل سوف تشغل تفكيرك شأنك شأن زميلك الذي تهجم عليك؟ وتفكر في كيف يمكنك الإساءة إلى هذا الشخص وفي أية فرصة؟ وتبدأ بوضع خارطة طريق مناسبة لذلك. وفي البيت يسيطر عليك الغضب والسخط عندما تحكي لعائلتك عن الحرب الوقحة التي اندلعت عليك. فهل لك ان تتخيل كم تبدد من الطاقة والوقت ومن صحتك جراء هذا الأهتمام بفكرة الأنتقام من هذه الهجمات الوقحة؟ أعلم أن كسب شخص يعاملك بلطف ومودة لهو أكبر قيمة بألف مرة من الفوز في الانتقام قصير الأمد.
فكن كما قال المهاتما غاندي ” لا أحب الأنتقام لأني لا استطيع أن أقضي عمري في الجري وراء كلب لأعضه كما عضني”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى