كيف خدعت الدول شعوبها ؟

غادة عبد المنعم

اخترعت أجهزة المخابرات الأوربية خرافات كبرى ورسخت لها وتركتها تسيطر على العالم لتخفى ورائها ما ترغب فى الترويج له ولتخفى بها أيضا أثر الموجات واستخدامها لها.
حيث بحلول عام 1942 كانت كل دول أوربا قد عرفت بسر استخدام الموجات للتحكم عن بعد وبث الأفكار والتغيير فى السلوك والمعتقدات والجسد ، وكانت قد جهزت شبكات لاستخدام الموجات فى كل أوربا ومعظم الدول التى تستعمرها وكانت قد حددت معايير لاستخدام الموجات وجهزت قوائم ضخمة تضم كل التأثيرات الممكنة لكل موجة وكل تردد وكل طول موجى وعرض موجى وقوائم أخرى تظهر عمر كل موجة وثالثة تظهر بيان ضخم بكل ما أطلقته من موجات خاصة الذى يحدث تغيرات فكرية منها حتى تتعقبه فى سفره على الكرة الأرضية فى كل بلاد العالم وتعلم مدى تأثيره وقدرته على البقاء، وبحلول عام 1934 كانت دول أوربا التى علمت بسر استخدام الموجات للتحكم فى البشر عن بعد والتى بنت شبكات لنقل موجاتها أخفتها داخل شبكات التلغراف والتليفون والراديو ثم التليفزيون وداخل شبكات اتصال الجيش وشبكات اتصالات خاصة كشبكة البحث العلمى وغير ذلك، كانت قد نسجت أكاذيبها الكبرى الواحدة وراء الأخرى وأعلنتها فى الصحف وروجت لها بين العلماء وأثرت عليهم بأفكار غريبة وتصورات لا وجود لها لينتجوا نظريات علمية لا أساس لها من الصحة، لتدعيم أكاذيبها التى بررت أثر الموجات الذى شاهده الناس فى جميع أنحاء العالم ولمسوه وكانوا فى حاجة لمعرفة أسبابه. وقد نسجت مخابرات دول أوربا والولايات المتحدة وكندا واستراليا ودول فى أسيا وأفريقيا أكاذيب وخرافات رسخت لها جيدا حتى اعتبرت فيما بعد حقائق علمية وتوجهات فكرية وبترويجها لهذه الخرافات شوهت هذه الدول العلم الحديث وأدت بالعلماء للسير فى طرقات مغلقة وللإيمان بوهم الغموض الرائع والمدهش والذى لا يمكن تفسيره وقد كان من أنجح الخرافات التى ابتكروها وروجوا لها، هذه الخرافات:-
1- خرافة العقل الباطن – بريطانيا –
وقد أطلقتها بريطانيا عام 1923 ونجحت بريطانيا بإطلاقها عندما بثت موجتين أحداهما تولد محبة الأشياء الغريبة المدهشة وكان مداها بريطانيا وفرنسا والثانية تولد لدى البشر الموجودين فى مداها رغبة فى دراسة النفس البشرية وكشف غموضها وقد أثرت الموجتين اللتان أنتجتا فى بداية القرن العشرين على عالم النفس فرويد والذى كان مراقبا ذهنيا من رجال من المخابرات البريطانية الذين كانوا يراقبون كل عالم وكل مشهور ورجل أعمال ورجال وسيدات المجتمع ذهنيا بمراقبة موجات دماغهم وكان بإمكانهم التكلم معهم ليبدو كلامهم كأنه أفكار صادرة عن من تتم مراقبته وفهم بعض مما يفكرون فيه، وقد حاولوا العبث بأبحاث فرويد لفتح المجال لتبرير ما نتج عن تلصصهم على البشر من أخطاء حيث كان يحدث أن يقول أحدهم كلام وهو يرسل إشارات فكرية لشخص فيندهش ويفزع المراقب لأنه يجد نفسه فجأة مثلا يقول (لماذا) دون سبب أو يفكر أنه سوف يزور قبر والدته التى مازالت على قيد الحياة أو أنه سوف يجلس مع ابنته رغم أنه لم ينجب بعد وكانت معظم هذه الأخطاء تنتج أما عن نسيان عملاء المخابرات البريطانية أنهم على اتصال ذهنى وتكلمهم مع من حولهم بينما يضعون سماعة الإرسال على رؤوسهم أو نتيجة خلط الأسلاك فيذهب بث شخص لآخر، وقد تمكن واحد من رجال المخابرات المتلصصين على فرويد من التأكيد على أفكاره حول وجود مكان آخر ينتج أفعال البشر الغريبة وقد له عدة مشاهدات وبهذا ولدت خرافة العقل الباطن التى روجت لها بريطانيا بمد العلماء بمشاهدات تؤكده ومنها وبسبب موجة عشق الطرافة والغريب والتى كانت بالغة التأثير على فرويد أنتج فرويد تصوراته حول العقد النفسية وقد كان خطأ فرويد واضحا جدا طوال ما يقرب من ثمانين عام حيث حاول علماء النفس تصويبه لكن ما قدمته المخابرات البريطانية من دعاية لنظريته لم يدفعهم للانقلاب عليه ومنذ عام تقريبا وضعت غادة عبد المنعم المصرية تعريف جديد للذكاء وبدأت فى البحث حول آلية عمل الدماغ وقد توصلت دون تدخل من العابثين بالأفكار لاستحالة أن تكون نظريات فرويد صحيحة فالبشر لا يفعلون أبدا أشياء بلا سبب ولا يوجد مكان ما يتحكم فى تصرفات غير مبررة لهم وكل ما هو غير مبرر منهم لابد أن له سبب إما فى أفكارهم الآنية أو عبر توجيههم بالموجات عن بعد، وهكذا عرف العالم حقيقة الخرافة الأولى، خرافة العقل الباطن.
2- خرافة تحريك الأشياء باستخدام قوة العقل عن بعد – روسيا –
أنتجت روسيا هذه الخرافة فى عام 1927 لتخفى أخطاء شبكة نقل الموجات التى يمتلكها الجيش والتى كانت تنقل الموجات فى أسلاك من النحاس مخفية تحت المنازل على أنها أسلاك إرسال رسائل التلغراف الأقل كهربية والخاصة بالجيش وكانت هذه الأسلاك تثبت فى حفر تحت الأرض بلا عازل يغطيها حتى يمكنها التأثير بقوة على سكان البيوت والتغيير فيهم وبث أفكار لهم لكنها كانت تؤدى أيضا لخلق مجال مغناطيسى يحرك الأشياء فكان السكان يفاجئون بأن الزجاجات تتحرك والأشياء الخفيفة تطير أو تتزحزح ويتغير مكانها حيث يتحرك الكرسى متر دون أن يحركه أحد أو ينتبه لحركته أحد وذلك لأن المجال ثابت فكانت الحركة تحدث بالتدريج وباستمرار وقد شاعت هذه الظواهر باعتبارها ناتجة عن الجن الذى يسكن هذه المنازل وفى عام 1931 بدأت المخابرات الروسية فى البحث عن حجج أكثر علمية من خرافة الجن حجج تتماشى وعصر الإلحاد الجديد الذى تعد له وبالصدفة كانت تكلم ذهنيا رجل من رجال السياسة كان يعتقد أن الجن يكلمه لكنها أكدت له أنها ليست جن فاندهش وقال وماذا تكون؟ عقلى انقسم جزأين ؟ وماذا يحرك أثاث البيت ؟ هل عقلى هو من يحركه؟ ورغم أن إجابته كانت استنكارية إلا أنها أثارت إعجاب مدير المخابرات الروسية الذى قرر أن يدفع علماء مخابراته لإنتاج ثلاث أكاذيب كبرى والدعاية لها وهى انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا) وهى كذبة استخدمت لتبرير التجارب على البشر فيما يتعلق بفعلهم لتصرفات غريبة ووجود أصوات غير معروفة تتكلم معهم وهى كذبة اكتشف تلفيقها عالم نفس بريطانى شهير فيما بعد حيث أكد أنه لا وجود لما يسمى بالشيزوفرينيا، أما الكذبة الثانية فكانت تحريك الأشياء بقوة العقل والتى تم الترويج لها عبر حملة ضخمة خطط لها جيدا فبدأت بما بدى كأنه كشوف علمية ثم بحملات فى الراديو ثم بحملات فى التليفزيون وعدد كبير من البرامج كان يستضيف ضيوف يقال أن لديهم قوة عقلية لتحريك الأشياء وكان الضيوف أشخاص عاديين قد أقنعت المخابرات الروسية التى تتلصص عليهم موجيا أن دماغهم وليس الموجات والمجال المغناطيسى الذى تولده حولهم هو ما ينتج عنه تحريك الأشياء وكانت قد ألهمت بعضهم بتكنيك يساعد فى إيهامه بأنه من يحرك الأشياء ويبرر عدم تحركها فى بعض المناطق التى يقل فيها المجال المغناطيسى نتيجة قلة الأسلاك المكشوفة التى يرسلون بها الأفكار والتوجهات ومن عناصر هذا التكنيك التركيز الشديد والمدهش أن التركيز الشديد كان كما تدعى المخابرات يحدث أحيانا دون تركيز بالمرة وأحيانا لا يتم رغم ما يقوم به المحرك المزعوم من محاولات كثيفة للتحريك. الكذبة الثالثة كانت التنويم المغناطيسى وأثره العلاجى وقد قام علماء النفس الروس بدور ضخم فى تضليل العالم فيما يخص التنويم المغناطيسى وقدرته على العلاج والاتصال بالأرواح التى سبق وعاشت على الأرض وإمكانية التواصل مع أفراد ومجتمعات عاشت منذ مئات أو آلاف الأعوام بل وأضافوا لما لديهم من أوامر ابتكار كذبة جديدة وهى التخاطر وقدرة الأفراد على الشعور والتكلم والاستماع لأشخاص على مسافات بعيدة عنهم وقد ألفوا كذبتهم الأخيرة بعد حادث احتاج فيه عالم روسى متعاون مع المخابرات – أحدهم – إرسال جملة مهمة لابنته فى اختبار الفيزياء حيث كان يراقبها ذهنيا وقد حرم من قبل رئيسه فى إرسال أفكار لها فطلب من زميله المسئول عن التلصص على عقول الطلاب والتحكم فيهم أن يلهمها بالمجلة كأنها تذكرتها لكن زميله تحجج بتعليمات الرئيس ورفض فألح عليه فى ابتكار خدعة جديدة وإرسال الجملة بصوت الوالد بصوت عالى ليسمعها الفصل الدراسى كله وقد راقت الفكرة للرئيس وتم إرسال الجملة بصوت الوالد ووجد الطلاب صوت والد زميلتهم يرتفع فى الفصل مع تأثير الصدى ويقول ” تذكرى قانون …” ومنذ هذه اللحظة تم الإعلان عن امتلاك هذا العالم لقدرات التخاطر مع من يحبهم ويهتم بهم وشعوره بما يفتدونه وبأى أزمة تحدث لهم وتم تكرار الحالة نفسها من نفس العالم تجاه عدد من أفراد أسرته للتأكيد على كذبة التخاطر وتم نشر الكثير من الأخبار حول هذا الحادث وقد استغلت المخابرات الروسية كذبة التخاطر لتبرير قدرتها على الاتصال الغير سلكى مع عملائها فى جميع أنحاء العالم والذى كان يتم بمعرفتها لإحداثيات شبكات التلصص فى جميع أنحاء العالم ولكل الدول واستخدامها لشبكات الأعداء لإرسال معلومات لعملائها ولما كانت ترغب فى إبقاء سر معرفتها بإحداثيات هذه الشبكات سرا فقد روجت لقدرات التخاطر وادعت أنها لا توظف فى مخابراتها إلا عملاء لديهم قدرات عالية على التخابر وان هذا سر قدرتهم على التواصل معها.
3- خرافة السحر وقراءة الطالع – فرنسا –
أنتجت المخابرات الفرنسية هذه الخرافة فى عام 1928 لتتمكن باستخدامها من السيطرة على ملكة بريطانيا حيث أرسلت لها قارئ طالع شاب فرنسى وسيم هو فى الحقيقة رجل مخابرات يعمل بقسم التلصص بالموجات وقد تقرب قارئ الطالع الذى كان عالما كما ادعى فى قراءة الفلك من عدد من الأسر النبيلة وعرض أن يقرأ طالع الملكة وذهب لمقابلة الملكة حيث نسى هناك منديل غريب الشكل يتكون من قطعتى قماش يربط بينهما قضيب نحاسى وعندما أرسل له رده وقال انه يجلب الحظ الطيب ولابد من بقائه مع الملكة وكان المنديل عبارة عن جهاز إرسال واستقبال موجى يبث مشاعر حب وهيام تجاه الشاب الوسيم مشاعر كانت تبثها المخابرات الفرنسية لتورط الملكة فى علاقة حب مع الشاب وبدأ الشاب الذى كان على معرفة جيدة بكل ما يحدث للملكة حيث كان يكلمها باعتباره هاجس ويستمع ويشاهد ويشعر بكل ما تشعر به بالتلصص الموجى على موجات دماغها حيث كان جهاز الإرسال المخبئ فى المنديل يرسل الإشارات ويستقبلها من محطة تجسس فرنسية موجودة فى بيت يبعد ستة كيلومتر عن مكان القصر ولذا فقد بدى الشاب الوسيم بالغ الإحساس بكل ما يخص الملكة يشعر به تلقائيا دون أن يخبره أحد وقد برر ذلك بأن موهبته تألقت بسبب اهتمامه وشغفه بالملكة وكان من الممكن أن يتحول الأمر لغرام ثم زواج لولا تدخل المخابرات البريطانية التى منعت ظهور الشاب وادعت أنه قد مات فى حادث وعملت على بث موجات جفاء وبرودة مشاعر فى القصر حتى لا تشعر الملكة بالحزن على موته، ومنذ العشرينات والمخابرات الفرنسية ترعى عدد من الأشخاص إما عملاء لديها أو مجرد أشخاص سذج عاديين حيث تمدهم بالمعلومات حول زبائنهم تمدها للسذج العاديين الذين يعتقدون أنهم يكشفون الطالع على أنها الهام قادم من الجن وقد نالت تجربة الشاب الوسيم إعجاب رئيس المخابرات فبدأ فى الهام سيدات مجتمع وشباب وسماء وأذكياء بأسس وضعها هو ومخابراته يدعى معها أنها قادرة على كشف المستقبل وقد برر للأذكياء عملهم فى كشف الطالع والسحر بثلاث جمل حولها لمعتقدات أساسية كان يبثها على من يرغب فى تشغيله ودفعه للاهتمام بهذه الممارسات وهى:
o كل شيئ قد سطر فى لحظة الميلاد وهى جملة حصل عليها من التراث الهندى
o وما يوجد فى السماء يوجد مثله فى الأرض هى جملة حصل عليها من الموروث اليونانى
o والله قد خلق أمثلة للبشر ليتعلموا منها وهى جملة حصل عليها من ساحرة شعبية مصرية كانت المخابرات تراقبها هى ومئات مثلها فى العالم لتبدأ تأليف عدة كتب توضح كيف يتم السحر وما هى قواعده وقواعد قراءة المستقبل، وقد علمت المخابرات الفرنسية مخابرات العالم أجمع الترويج للسحر وقراءة الطالع وللمعتقدات الغريبة وتأليف الكتب بعد التجسس الذهنى على السحرة الشعبيين لتبريرها وشرحها واستخدمت الانترنت لنشر هذه المعتقدات حتى تجذب عدد من الأذكياء والموهوبين وأصحاب الكاريزما والوسماء للإيمان والتصديق فى هذه الممارسات وممارستها حتى يمكنها استخدامهم للترويج لهذه الخرافات بما يملكونه من منطق جيد وذكاء وقدرات شخصية على التأثير فى من حولهم وقد امتدت دائرة من كثفت جهودها لجذبهم الممثلين والإعلاميين والعلماء والدبلوماسيين ورجال السياسة والمخابرات والجيش، كذلك نشرت فرنسا ومن بعدها بريطانيا كتب كثيرة قيل أن أصلها يعود للغات وحضارات قديمة منسية وكلها تضم مجموعة من النبوءات التى كانت المخابرات فى البلدين تعمل سرا على إقناع العالم بأنها قدر خطه الله ليسهل لها تحقيقها وقد تفوقت عليهما الولايات المتحدة فيما بعد عندما استخدمت كتاب نبوءات نوستراداموس التى كان نصها غامض جدا بحيث أمكن للمخابرات الأمريكية نسب أى شيئ لها فمثلا باستخدام جملة كـ “وبعد هطول الليل ستخرج المرأة الحليبية بكل رونقها” يمكنهم ادعاء أن هذا تنبؤ بحكم العالم أو حكم دولة كبرى بواسطة سيدة وأن هذه السيدة ستخلق عصر خير ورفاهية وهكذا، ولم تكتف أمريكا بالترويج لتنبؤات نوستراداموس ولكنها باختراع العديد من الأساطير التى نسبتها لحضارات قديمة والعديد من الأديان الحديثة والعديد من الكتب التى نسبتها للحضارة المصرية والعربية والفارسية والفينيقية وغيرها وكلها تدور حول العرافة والسحر.
4- خرافة قدرة البنوك على تحسين الاقتصاد العالمى – بريطانيا –
فى عام 1938 أرادت المخابرات البريطانية أن تشجع الناس فى كل مكان على إيداع أموالهم فى البنوك لتستخدم البنوك كغطاء للأموال الضخمة التى يتحكمون فيها والتى تردهم من مد رجال الأعمال بمعلومات مخابراتية أو ناتج استخدام المخابرات للموجات للترويج لسلعة ما وقد استشارت المخابرات الملكة فى كيفية إخفاء أموالهم فأشارت عليهم بوضعها فى البنوك فى حسابات خفية وهو حل كانت قد اقترحته (مخابرات الدينمارك) وقد عرضوا عليها إشكالية محدودية تعامل البنوك وهو ما سيؤدى لفضح نشاطهم لأنه سيكون النشاط الغالب على عمل البنوك كلها فى جميع أنحاء العالم فأشارت عليهم بالترويج للبنوك عبر اختراع كذبة أن هناك الكثير من السرقات أو أن شراء الأراضى غير آمن أو أن شراء البيوت غير آمن لأنها معرضة للسقوط وقدمت لهم عشرين مبرر أضافوا عليها تسعين مبررا وبدئوا الترويج لاقتصاد البنوك والبورصة وكل أشكال الاقتصاد الذى يتم التحكم فيها فى الأموال عبر وسطاء ودون معرفة المصدر – لغادة عبد المنعم نظرية فى الاقتصاد تقاوم هذا النوع من التلاعب وتؤسس لقواعد أكثر صحة لاقتصاد الدول – ودفعت المخابرات البريطانية كل رجال الأعمال فى العالم للتفكير فى أشكال جديدة لتداول المال بعيدا عن أصحابه وروجت وأنعشت البورصة ومدتها بما تصوره رجال الأعمال من أفكار لإخفاء مصدر الأموال وساعدت على نشر البنوك وتغطية خسائرها وتأمينها من الانهيار فى جميع أنحاء العالم وأنعشت أسلوب الملكية بالأسهم وأنعشت ستة وثمانين شكل من أشكال التداول والتى تعتبر أسس للاقتصاد الحديث كسوق الأسهم وغير ذلك وبذلك روجت لعلم اقتصاد وهمى يمكن فيه لأشخاص مجهولين رفع اقتصاد الدول بشكل شكلى وليس فعلى ويمكن لهم هدم اقتصاد أى دولة والتسبب فى خسائر ضخمة لرجال الأعمال فيها – ويعتبر نظام غادة عبد المنعم الاقتصادى الذى يدعو لقياس الاقتصاد بناء على مصادر الدخل وكم عمل الأفراد وتقليص كل أشكال الاقتصاد الربوى والريعى للحد الأدنى علاج سيكون فعالا لو أخذت الدول به وخاصة الدول الفقيرة لأنه يعيد مقاييس صحة الاقتصاد القومى لقياس الأسس الحقيقية التى يقوم عليها ثراء الدول –
5- خرافة قدرة الدول على تجاوز الهزيمة بالصمود ولكن على فترات طويلة – روسيا –
أنتجتها روسيا عام 1926 لتبرر استعباد الملايين من الروس فى العمل الشاق لصالح الدولة وقد استخدمتها فى مصر بعد الضربة العسكرية الإسرائيلية التى دمرت معظم الطائرات المصرية فى عام 1967 حيث بحثت المخابرات المصرية بمساعدة المخابرات الروسية عن حجة تخفى بها حقيقة أنه بإمكان مصر وبمساعدة روسيا تعويض هذه الخسارة فى يومين، بعد الحصول على المزيد من الطائرات شبه المجانية من الاتحاد السوفيتى والذى أكد أن بإمكانه إرسالها لمصر فى الحال لتعويض الخسارة وأنه لا يرغب فى الحصول على أموال فى مقابلها لأن ما كانت مصر قد دفعته من واردات صدرتها له فيما سبق، مكونة من القطن والحديد والألمونيوم والنحاس يغطى تكلفة عشرة أمثال ما أرسلته روسيا لمصر من أسلحة وبدأ الاتحاد السوفيتى فى إرسال الطائرات والأسلحة لمصر وتم تعويضها عن خسائرها فى عدة أيام لكن سياسة الاتحاد السوفيتى القائمة على التشويش على الأعداء دفعت روسيا لإجبار مصر على التغطية على حقيقة امتلاكها لترسانة سلاح ممتازة وقدرتها على رد الضربة لإسرائيل وتأجل رد الضربة لإسرائيل لعدة أعوام حتى يتم الادعاء بان مصر مازالت تعد للحرب وتعيد بناء جيشها بالتدريج وقد اخترعت المخابرات الروسية فى هذا الوقت خرافة القدرة النفسية للدول وان الشعب المصرى يعمل ليل نهار فى المصانع المدنية والعسكرية لتعويض الخسارة وان ناتج عمل الشعب – والذى لم يزد أبدا عن نتاجه السابق – تضاعف عشرات المرات وان هذا الناتج سيصدر لروسيا لاستيراد الأسلحة وقد استخدمت عدة دول هذا التكنيك الخداعى لإخفاء قدرتها الآنية على رد الهجوم والحرب والادعاء بأنها ستكتسبها فى خلال عدة أعوام وقد كشف هذه الخرافة بعد نصر أكتوبر 1973 أستاذ الحربية وقائد بالجيش المصرى عبد الكريم درويش حيث أكد فى محاضراته الحربية وشرح ما استخدمته مصر من تكنيك خادع للادعاء بان جيشها لا يملك ما يكفى من معدات وانه مازال فى مرحلة التعافى وحتى قيامها بضربتها المفاجئة وعبورها القنال وتحطيم خط بارليف فى عام 1973. ويؤدى هذا التكنيك لاستنزاف لقدرة الشعوب وطاقاتها ولموت الآلاف من أبنائها ولمشاعر هزيمة مرة ترسخ لدى أفرادها وهو لا يعمل لصالح الشعوب التى تكون فى حالة حروب ولكن لصالح القوى الكبرى التى ترغب فى إخفاء ما توصلت له من تقدم تكنولوجى وما لديها من مصانع وكم ما تنتجه من أسلحة حيث تدعى فى مواجهة بعضها بعضا وفى لعبة مكشوفة من كل الأطراف، انه لا يمكنها إنتاج الأسلحة إلا على أوقات طويلة لقلة عدد المصانع التى تملكها وان أراضيها ليس بها الكثير من خام الحديد والنحاس والنيكل والألمونيوم وأنها تستورد هذه الخامات بأسعار عالية مما يكلفها الكثير لإنتاج الأسلحة وحتى تستمر هذه الادعاءات الواهية من جانب دول كبرى تعرف كل منها حقيقة أن الأخرى يمكنها تصنيع ما تريد من أسلحة صغيرة وضخمة وبكميات مهولة وأنه بإمكانها استيراد المواد الخام مجانا فى مقابل بيع عدة قطع فقط مما تنتجه من أسلحة وان كل ما تنتجه من ملايين القطع من الطائرات والمدرعات والأسلحة لا يكلفها تقريبا إلا أجر العمال العاملين فى المصانع وهو مبلغ ضئيل بالنسبة لما تملكه أى دولة.
6- خرافة إرادة الشعوب – روسيا –
أنتجتها المخابرات الروسية بعد تفوق ثورة العمال وتسلمها الحكم ففى عام 1929 بدأت المخابرات الروسية تروج لخرافة إرادة شعب روسيا المجمعة وخرافة أن الشعوب إذا أرادت شيئا لابد وان يستجيب القدر وبدأت تروج لعلم اجتماع يدرس ما أسموه بالإرادة الجمعية والروح الجمعية والصدمة الجمعية والرغبات الجمعية للشعب والعقل الباطن الجمعى وكلها علوم ترسخ لان ما يحدث للفرد يحدث بنفس الخطوات للجموع وهو وهم استخدم ليبرر رغبات الحكام ويقدمها باعتبارها رغبات الشعب وكانت الخطط الخماسية وأهداف الدولة تصاغ من الحاكم ثم تقوم المخابرات ببث موجات تضمها مصاحبة لموجات بحالات اقتناع وتصديق وتعظيم لها وللعقلية العبقرية التى أنتجتها ثم يقوم الحاكم بمناقشتها مع قواد الجيش الذين ينبهرون بأفكاره التى تترجم قناعاتهم (المصنوعة فيهم دون معرفتهم وبشكل موجى وباستخدام شبكات أسلاك النحاس المكشوف المخبأة أسفل منازلهم) وبدأ فى هذا الوقت انتشار تقديس الرئيس ووهم عبقرية وعظمته فى كل روسيا ولتأكيد عليها تم الإطاحة بكل قائد جيش أو مفكر أو سياسى أو عالم لديه رؤية تخالف رؤية الرئيس بل بدأت روسيا فى خلق ظواهر طبيعية تؤكد على عظمة وإلهية الرئيس والذى كانت الشمس تشرق أينما حل – وكانت الموجات الطويلة تستخدم على بعد 100 كيلو من سطح الأرض لخلق مجال مغناطيسى يبعد السحب عن المناطق التى سيقوم بزيارتها – وبينما كانت روسيا تروج لحتمية تحقق ما يرغب فيه الشعب بإرادة شبه إلهية كان الشعب يعانى من قتل واضطهاد كل ذكى وصاحب رأى فى روسيا ومن تهميش الأذكياء من قادة الجيش والرؤساء الذين يتولون مختلف المناصب وكان الحشد الاعلامى يرسخ لوهم قدرة الشعب بلا أى ثورة على تحقيق إرادته والمخابرات ترسخ لإرادة الفرد التى لابد أن تعلو فوق إرادة مختلف طوائف وأفراد شعبه، وقد استفادت أوربا بهذه الخرافة وتقنية تنفيذها وما أنتجه الروس من علوم اجتماع واقتصاد ونفس مضللة تدور كلها حول الإرادة الجمعية وقدرتها على التغلب والانتصار رغم سلبية أصحابها وصوروا للشعوب عبر دعاية ضخمة أن الديمقراطية بأسلوب حكمها تؤدى لتحقيق ما أسموه الإرادة الشعبية كاملة هذا على الرغم مما كان يملأ أنظمة حكمهم من تسلط للرئيس أو لرئيس الوزراء وامتلاكه لسلطات تنفيذية واسعة تؤدى لقدرته لفعل أى شيئ لا ترغب فيه الغالبية وبما فى ذلك جر البلاد لحروب يروح ضحيتها آلاف الأفراد وربما الملايين ممن منحوه هذه السلطة وبلا أى سبب سوى لحصوله على رشوة مالية أو نفوذ زائد – حاولت غادة عبد المنعم التى اهتمت بالبحث ووضع القوانين والمواد الدستورية أن تبتكر نظام سلطة ديمقراطى يحدد من سلطة الرئيس ويجعل السلطات متعددة ومركبة كل جزء من النظام الديمقراطى له سلطة يمكنه بها مراقبة وحساب والحد من سلطات باقى الأجزاء فيه الأمر نفسه حاوله اثنين من واضعى مشاريع القوانين والدستور فى مصر هما أسعد هيكل وسامى حرك – وقد ابتكرت المخابرات الأوربية والأمريكية وحتى تدعم ادعاءات التحقيق الأمثل لحكم الشعب بالشعب فى بلادها خرافة البطش الروسى والتى تقوم على أن الحكم الروسى يبطش بكل معارضيه وهذا الجزء حقيقى من الخرافة حقيقى بينما الغير حقيقى هو ما أدعته من أن أنظمة الحكم الديمقراطى فى أوربا وأمريكا الشمالية تدعم وتعظم من حرية الرأى ومن دور المعارضة ولا تقوم بتضليل الشعوب – والذى برعت فيه أوربا – كما تقوم بذلك الأنظمة الاشتراكية الجبارة.
7 – خرافة النظام العالمى الجديد والعولمة وما بعد الحداثة – فرنسا –
فى عام 1926 بدأت المخابرات الفرنسية وبطموح استعمارى الترويج لأفكار حول وحدة العالم وضرورة أن يتوحد العالم فى مملكة واحدة كبرى أو تحت نفوذ رئيس واحد وكان دافعها من وراء ذلك التغلب على باقى دول أوربا وترأس العالم وقد دعمت هدفها بعدة عناصر عملت على نشرها فكريا عبر استخدامها للموجات لبث توجهات بعينة فى جميع أنحاء العالم وهى:-
1- التصديق بأسطورة المسيخ الدجال وعودة المسيح وقد أضافت لهذه الأسطورة جزء تدعى فيه وجود ابن للمسيح من مارية القبطية التى أدعى أنها كانت حامل من المسيح عندما سافرت من فلسطين لفرنسا هربا بعد صلب المسيح وأنها عاشت فى فرنسا وأنجبت فيها ابن المسيح الذى تدور النبوءات حول توليه الملك فى آخر الزمان وأن ابن المسيح الفرنسى الجنسية سوف يرث ملك العالم!!
2- كذلك روجت لطهارة وتفوق جنس بشرى بعينه وقد ادعت فى بداية حملتها انه الجنس الفرنسى ثم غيرت خطتها فادعت انه الجنس الآرى المكون لألمانيا حتى تجر ألمانيا لحرب تقضى على قوتها ثم تستولى على العالم بعد أن تنهك بريطانيا فى حرب مع ألمانيا وكانت بريطانيا تراقب رئيس المخابرات الفرنسية ذهنيا وعلى معرفة بخططه وتركته ينفذها بناء على نصيحة من جاسوس يعمل للجانب الفرنسى كان مندسا فى المخابرات البريطانية وقد حث بريطانيا على الصمت ومساعدة فرنسا لاستنفاذ ألمانيا فى حرب تقضى عليها تماما فتتاح الفرصة لإمبراطورية بريطانيا التى لا تغيب عنها الشمس أن تمتد لتضم العالم كله وقد وجدت بريطانيا أن حجته معقولة وقد أدت خطة فرنسا لنشوب الحرب العالمية الثانية فيما بعد وبمباركة من بريطانيا وايطاليا والنمسا والسويد والدينمارك.
3- موافقة بريطانيا على حجته الجاسوس الفرنسى جعل فرنسا تتيقظ لضرورة تقطيع أوصال الإمبراطورية البريطانية فبدأت حملتها لنشر حقوق الإنسان وحقوق الشعوب المستعمرة وقد أقنعت الملكة وقتها بحقوق الإنسان وحق المستعمرات فى نيل حريتها وكذلك عدد من الساسة البريطانيين والذين كانوا متأثرين كلهم ببث موجى يوجههم ويتحكم فيهم فكريا لصالح توجهات فرنسا وقد ردت بريطانيا لفرنسا مقلبها حيث استخدمت المخابرات البريطانية نفس القناعة لتقنع وبموجات تحكم فكرى مشابهة موجهة للتحكم بالكتاب والسياسيين والفنانين فى فرنسا واستطاعت أن تلفت انتباههم وتدفعهم لمساندة قضايا التحرر والمطالبة بضرورة تخلى فرنسا عن مستعمراتها وهكذا دارت حرب مخابراتية موجية بين فرنسا وبريطانيا هدفها كان أن تتخلى كل منهما عن مستعمراتها وان تمنح أهالى هذه المستعمرات الاستقلال حتى يمكن للدولة الأخرى أن تستهدف الدول التى نالت استقلالها وتستولى عليها فتصبح من مستعمراتها وكان من ناتج هذه الحرب التى تنمية الوعى الفكرى بحقوق الإنسان فى كلا البلدين وخلق ميول مساندة لحقوق الإنسان ودعاية لها لدى الشعوب كافة وكان لهذا أثاره الحسنة فى حصول دول على استقلالها.
4- فيما بعد استقلال العديد من الدول ومع صعود تيار حقوق الإنسان والمرأة والعبيد بدأت فرنسا تدفع مفكريها بتحكم فكرى وعبر استخدام الموجات لابتكار طرق تبرر وبشكل إنسانى سعيها للسيطرة على العالم وكانت تبث لهم أثناء حثها لهم للتفكير فى هذا الموضوع صورة الكرة الأرضية وكلمة موحدة ونتج عن أحلام اليقظة والأفكار التى بثتها لهم نتاج ضخم من الأفكار عملت المخابرات الفرنسية على أرشفته وحفظه وتصنيفه وقد عملت على نسيان مبتكريه لكل كلمة وفكرة فكروا فيها أو ابتكروها فى هذا الشأن بإرسال موجات تدمر ذاكرتهم عن هذا الموضوع ولكل ما يتعلق بمسألة وحدة العالم، ثم قامت بناء على خطة ضخمة مركبة ومتعددة ببث الأفكار التى وضعوها وابتكروها لعدد كبير من مفكرى العالم فى كل مكان بالأرض وبالتتابع وعبر مراقبة موجية من قسم التصنت فيها لهؤلاء المفكرين وقامت بمدهم بالتوجهات التى تؤدى لما ترغب فيه فتكونت موجة فكرية أصبحت فيما بعد سمة للعصر فى عشرينات القرن الماضى وكانت كلها تدور حول حقوق الإنسان وعظمة الثورة الفرنسية وتألق باريس بلد الفنون، بلد الجن والملائكة، والحريات والتى فيها تتعانق الثقافات والأديان وتتواجد الخرافات إلى جوار الأديان إلى جوار أديان جديدة كعبادة الجسد والعهر، وروجت للرغبة للحج لباريس والذهاب للتعلم فيها والزواج منها وممارسة الجنس والرذيلة فيها وللحصول على المتعة الكبرى فيها وقد طور مفكرى العالم هذه الأفكار التى وردتهم فى هيئة موجات تجبرهم على اعتناق توجهات فكرية معينة وأنتجوا طيف كبير من التوجهات التى توالد بعضها من الآخر وأنتجت كلها برعاية من المخابرات الفرنسية وعلى مدى حوالى سبعين عاما تعددت التوجهات التى ولدت بإجبار فكرى من قبل فرنسا مارسته على مثقفى العالم ومفكريه لينتجوا العولمة والحداثة والنظام العالمى الجديد وما بعد الحداثة وكلها تصورات قائمة على معلومات فيها كثير من المغالطة كانت تبثها المخابرات الفرنسية محاطة بسحر وتصديق فيها وتبدو كأنها الهام فكرى يوجه المبتكرين والمفكرين لخلق فكرى يدور حول عالم واحد تتحد فيه الأضداد.
8- خرافات العلاقات الروحانية والحب المدمر والكائنات الرقيقة الملهمة – روسيا الولايات المتحدة الدينمارك فرنسا –
عملت روسيا على إفساد باقى دول أوربا بتشتيت انتباه مواطنيها فنشرت عدة برامج موجية كبرنامج الحب الصوفى وفيه يشعر الشخص بحب فتاة ولكنه لا يتقدم للزواج منها حتى تتم خطبتها أو يتم زواجها ثم تبدأ مرحلة تعذيبه ببث موجات الم مصاحبة لذكريات مع حبيبته المزعومة، عملت أيضا على نشر برنامج الحب الأول حيث يقابل الشاب فتاة ويعجب بها جدا بينما تكون مخطوبة وتعد لزواجها من آخر، ثم يتم تعذيبهما بعد زواجها بفكرة أن كلاهما فقد حب حياته ولن يجد السعادة أبدا استخدموا أيضا برنامج الحب من أول نظرة حيث روجوا لهذا التصور ليقوم شباب لا يعرفون بعضهم بعضا بالزواج أو حتى للقيام بعلاقة جسدية فتكون هذه العلاقة أو الزواج سبب لتعقد حياتهما فيما يعد، وقد كان أساس معظم البرامج التى طبقتها روسيا فى أوربا الحب وفقدان الحبيب والعذاب وتصور أن السعادة قد ضاعت للأبد والكسل والعزوف عن العمل والبكاء والشعور بآلام الجسد والتى يتوهم أنها بسبب الحب واللهفة والرغبة فى الخيانة والارتباك والعزوف عن الإنجاب وقد نشرت روسيا هذه الأفكار وأجبرت الأوربيين على هذا السلوك عبر شبكة موجية ضخمة كانت تتواجد فى كل مكان بأوربا تقريبا حيث أرسلت حوالى مائتى ألف عميل لها فى عام 1931 ليستأجروا شقق فى كل المدن الكبرى بأوربا ومدتهم ببرامجها مسجلة على اسطوانات وشرائط أفلام وطلبت منهم التقرب لأصحاب الحانات وعمال المناطق العامة ليتمكنوا من تثبيت أجهزة إرسال واستقبال صغيرة بها وأعطتهم أجهزة البث والاستقبال وكان كل عميل منهم يسافر لروسيا أو يستقبل من روسيا كل أسبوعين عدد ضخم من الاسطوانات ليسجل عليها كل لحظة فى حياة من يتلصص عليهم موجيا.
وقد كشفت ثلاث دول حقيقة برامج روسيا والتوجهات التى تبثها فى أوربا فى حينها وكيف تحول حياة العديد من الأوربيين لجحيم ملئه البكاء والتنهدات والحسرة وتدفعهم بعيدا عن العمل، وكانت هذه الدول الدينمارك وفرنسا وبريطانيا وقد ابقوا على الجواسيس الروس فى بلادهم وراقبوهم دون التدخل فى عملهم حيث خيل لهم أن هذا سيطمئن الروس ويمنح لأوربا الفرصة للتجسس على جواسيس الروس ومتابعة شبكة جواسيسهم، والحقيقة أن هذا التصور كان توجه فكرى مصنوع تبثه أجهزة التغيير الفكرى والسلوكي الروسية التى تعمل فى بلادهم، وقد تبت الدينمارك بعد ذلك تنمية برامج الحب فأنتجت برامج تشجع على الحب بين المتناسقين فكريا وتدفع الشباب للعزوف عن الزواج بدعوى عدم وجود شخص متناسق فكريا معهم وكذلك برامج الحب لله والوطن والعزوف عن النساء والبحث عن المثل الأعلى للحب من الرجال لدى أمثالهم الرجال وهى فكرة مستوحاة من تاريخ الحب الصوفى باليونان وعدد آخر من البرامج التى يستخدم فيها الحب لتدمير حياة الأفراد أما فرنسا فقد أخذت على عاتقها تطوير برامج الشعور بالألم وأنتجت برامج توهم الأشخاص بان أى الم نفسى سيؤدى لرقودهم فى الفراش وبثتها فى روسيا وأخذت بريطانيا على عاتقها مهمة تطوير برامج الشعور باللهفة للحب ومنها أنتجت برامج الشعور باللهفة لكل شيئ، وتمكنت باستخدامها من التحكم فى السوق الأوربى حيث كان الأوربيين يشعرون برغبة عارمة فى شراء المنتجات الانجليزية رمز الجودة والراحة. وقد أنتجت روسيا أيضا برامج الحب الهدية من الرب و خرافات الود بلا سبب والتلاقى الروحي والرجال الملهمون وأبناء الله الذين يحبهم الله بلا سبب كما أنتجت فرنسا أيضا برامج إضفاء السلوك الإنسانى والمشاعر على الألعاب والعرائس حيث يشعر مشترى العروسة أو اللعبة بأنها تهتم به وأنها رقيقة وأنها تكلمه ويتكلم معها ويهتم بها ويتكلم مع الزهور ويلعب مع الأحجار وكلها برامج للإلهاء فى الرومانسية بعيدا عن استخدام المنطق.
9- خرافات الأمراض الوراثية غير المتوارثة والزواج لأجل الانتخاب الجينى – الولايات المتحدة –
نشرت الولايات المتحدة طوال ثمانين عاما تقريبا آلاف الخرافات حول الأمراض ونسبت معظم تجاربها على الجينات وتجارب التحكم فى الجسد وأعضائه عن بعد وتجارب التحكم فى الأجنة والتغيير الجينى فيهم عن بعد لعيوب وراثية ادعت أنها تختفي لعدة أجيال ثم تظهر أو أنها رغم كونها وراثية إلا أنها تنشأ فجأة فى طفرات حديثة أو تنشأ بسبب التلوث وادعت أن بعضها يتم علاجه فجأة وبلا تناول للعقاقير أو يمكن علاجه بوسائل كالتأمل والرقص والنشاط الحركى وقد كان كل ذلك مجرد أساليب لإخفائها عبث المخابرات الأمريكية بجينات مواطنيها عبر استخدام الموجات وبالتحكم عن بعد
كذلك روجت باستخدام الموجات لخرافات كضرورة الزواج من رجل قوى البنية لإنجاب أطفال أصحاء أو الزواج من فتاة جميلة لإنجاب أطفال أذكياء وأجبرت مواطنيها موجيا على القيام بذلك وكان همها من وراء هذا حث الوراثة فى الولايات المتحدة لتتجه تجاه إنتاج مواطنين ذوى بشرة بيضاء وشعر أشقر وذكاء حاد وقوة بدنية وطول فارع وقامة رشيقة وفى سبيل ذلك روجت لآلاف الميول المصطنعة لدى الشباب وخلقت آلاف الكراهيات وصنعت ذوق جنسى مصطنع
10- خرافات القتلة السفاحين والسيكوباتيين والساديين وسافكى الدماء وعلم الإجرام – الولايات المتحدة –
بدأت الولايات المتحدة فى الستينات تجاربها لإنتاج مجرمين عبر التحكم عن بعد ولكى تبرر ما تقوم به من تجارب واسعة على مواطنيها ابتكرت شخصية القاتل المتسلسل وقد حولت فى تجاربها أشخاص عاديين لقتلة وسهلت لهم القيام بالقتل وبثت لهم رغبات قوية للقتل وهيأت لهم أن فى القتل متعة رائعة وقد نجحت فى دفع بعضهم للقتل بعد عبث بتركيب دماغه تم بالتحكم عن بعد، وبعد بث موجات سلوكية لهم وخيالات مريضة وبعد نجاحها فى دفع عدد من الأشخاص موضع التجريب وتحت ضغط موجى شديد للقتل رغبت فى تحويلهم لمجرمين قتلة لا يرتاحون إلا بالقتل مرارا حتى يسهل لها استخدامهم عن بعد لقتل من تريد، لكنها فشلت فى خلق أشخاص بهذا الوصف وهو ما دعاها لتعويض فشلها بالادعاء حيث ادعت وجود مثل هذه الشخصيات وكذلك ادعت وجود أشخاص يقتلون فى حالات جنون فجائية وبلا سبب ولإيهام المجتمع بصحة ما تدعى وحيث أن من حولتهم لقتلة، قتلوا مرة، لم يرغبون فى تكرار تجربة القتل مرة أخرى، فقد أجبرتهم على تكرار القتل ببث موجى أفقدهم القدرة على السيطرة على تصرفاتهم ودفعتهم فى موجات هياج خططت لها بحيث تؤدى فى النهاية لضرورة قتل الضحية الثانية أو الثالثة وكان هدف كل هذه الخطط خلق وهم القتل بلا سابق خصومة ولكى تتيح لعملائها القيام بمؤامرات لقتل كل من ترغب ثم تصوير حادث القتل كأنه قتل من جانب سفاح أو من جانب شخص عادى جن فجأة وحتى ترسخ المخابرات لما ادعت وجوده من ظواهر لا وجود لها رسخت لعلم وضعت بنفسها قواعده وأسمته علم نفس المجرمين وادعت له قواعد تختلف عن قواعد علم النفس العادى وكذلك رسخت وروجت لتصور وجود أشخاص بالغي الكراهية للمجتمع وكانت تخلق نماذج منهم عبر تسليط مشاعر ضيق وكراهية شديدة على أفراد عاديين تدفعهم للتصرف بعنف ثم يتم دراستهم على أنهم شخصيات سيكوباتية وقد أعجبت كذلك بشخصية ماركيز دو ساد ورسخت لفكرة وجود بشر وساديين يستمتعون بإيذاء الغير حيث الإيذاء يعتبر متعتهم الوحيدة والفن الذى يتقنونه.
11 – خرافة السلوك الغريب الاعتيادى للأجهزة الكهربائية بلا تدخل بشرى – روسيا والولايات المتحدة –
دأبت المخابرات فى كل مكان فى العالم على العبث بالأجهزة عن بعد وباستخدام الموجات وحتى تبرر ذلك بثت موجات ذهنية لتوحى للأشخاص بأن الأجهزة عامة والكهربية خاصة تتصرف كما يحلو لها أحيانا ودون تدخل من البشر فهى تغلق وحدها أحيانا وتفقد ما فيها من داتا أحيانا وأحيانا تجن وتعمل بعد انقطاع الكهرباء وأحيانا تعمل بعد توقيفها بالزر الذى يغلقها وأحيانا يؤدى ضغط زر لتشغيل خاصية أخرى وهكذا .
12 – خرافة عدم معرفة الرئيس بما يحدث من فساد فى بلده وعبادة الرئيس – روسيا –
خرافة اختلقتها روسيا وأقنعت بها الروس وسجلت موجات إقناعها وأعطتها كهدية لرؤساء الدول الاشتراكية ومنها مصر والعراق وسوريا وليبيا وقد تم اختلاقها فى عام 1919 لكى تساعد على تعظيم الحاكم وقد صدرت روسيا الاسطوانات التى سجلت عليها حزم الموجات التى تؤدى لهذه المشاعر لمصر عام 1960 لتساعد على تمجيد عبد الناصر والذى كان قد نحى بالحكم منحى استبدادى وتم هذا التصدير ضمن عدد من الاسطوانات كانت تحمل موجات تؤدى لتبجيل وعبادة الرئيس وبنصيحة أن يتم بثها من شبكات التجسس مع خطابات عبد الناصر وبثها فى الميادين من مكبرات موجية تشبه السماعات تحيط بصورة الرئيس عبد الناصر ومعها انتشرت حملات أمن الدولة التى كانت تأخذ أوامرها من المخابرات وتروج من خلال مخبرين يجلسون على المقاهى وفى مؤسسات العمل ليؤكدون لزملائهم ومن حولهم أن عبد الناصر لا يعلم أى شيئ عما يحدث من فساد فى الجيش وباقى مؤسسات الدولة وأنه يرغب فى ترسيخ الديمقراطية وفتح الحريات لكن من حوله يرفضون.
ملحوظة أرجو ملاحظة أن التواريخ تقريبية وليست دقيقة تماما نظرا لمحاولة كل دولة إخفاء الحقائق وتشويشها والمغالطة حول أعوام بثها للموجات ومن كانت تتجسس عليهم بالضبط ومتى ؟ إلى غير ذلك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى