إقتصادالحدث الجزائري

كيف تتوقع الدولة الأزمة أو الكارثة و كيف تديرها ؟

 
سفيان منذر صالح
مما لاشك فيه أن حاضر الأمم هو إمتداد لماضيها كما أن مستقبلها يعتبر امتداداً لحاضرها ، ومن سمات المجتمعات المتحضرة الاهتمام الكبير باستخلاص الدروس من الأزمات التى مرت بها والاستفادة من هذه الدروس فى الحاضر والمستقبل . كذلك المنظمات القادرة على التنبؤ بالأزمات ووضع توقعات لها والإعداد لمواجهتها هى الأقدر على تجاوز الأزمات بكفاءة وفعالية وسرعة أكثر من غيرها حيث تمثل المنظمات فى الوقت الحاضر أرضا خصبه لوقوع الأزمات والكوارث نتيجة الآثار السلبية لأنشطتها أو التغيرات الفجائية السريعة والمتلاحقة( الدورية والعرضية والفجائية ) وعدم القدرة على سرعة التكيف معها ، لذا أصبح لزاما على المنظمات أن تطور قدرتها وإمكانياتها لمواجهة الأزمات والكوارث التى تتعرض لها ودقة في اعداد مصفوفات اتخاذ القرار المبني على عقلانية الاستفادة من التراكم المعرفي لتلك المؤسسة او المنشأة او المنظمة مهما اختلفت المسميات والنشاطات تبعآ لوصف النظام .
تتعامل ستراتيجية إدارة الأزمات مع الأزمة قبل حدوثها فهى تتضمن اكتشاف إشارات الانذار المبكر التى تنبأ بقرب حدوث الأزمة وتوصيل تلك الإشارات للتخطيط والإعداد لمواجهة الأزمة والتعامل معها حين حدوثها كما تتضمن الأنشطة اللاحقة على حدوث الأزمة ومواجهتها والتخطيط لاستعادة النشاط والتعلم واستخلاص الدروس المستفادة ، ومن هذا المنطلق تتضح أهمية تبنى المنهج العلمى المنظم والمتكامل لإدارة الأزمات .وتحدث الأزمة نتيجة لتراكم مجموعة من التأثيرات التى تحدث خلل مفاجئ يؤثر على المقومات الرئيسية للنظام ويشكل تهديد لبقاء المنظمة ويؤثر على القواعد والمعايير المتبعه ويؤدى إلى اختلاط الأسباب بالنتائج وبالتالى يفقد صانع القرار السيطرة على الموقف ، ولا تقتصر الخسائر المترتبة على الأزمات والكوارث على الخسائر البشرية والمادية فقط فهناك أيضاً الخسائر النفسية والمعنوية التى التى قد تفوقهما معاً ، أصبحت الأزمات جزءاً لا يتجزأ من نسيج الحياه المعاصرة ، بل إن وقوع الأزمات فى أرجاء العالم أصبح من حقائق الحياه اليومية . وترتبط ظاهرة الأزمة بالإحساس بالخطر والتوتر وأهمية عنصر الوقت اللازم لاتخاذ قرارات وإجراءات المواجهة فالأزمة موقف يحتاج إلى بذل الجهد للتعرف على متغيراتة وتفسير ظواهرة ومحاولة السيطرة على أحداثه وتجنب مخاطره ، والتعامل مع هذا الموقف يستلزم توافر رؤية متعمقه للأحداث السابقة لمعرفة أسباب الأزمة والظروف والتربة الخصبة التى أتاحت لها الوجود كما يستلزم ذهنا متفتحاً لإدراك جميع الأبعاد المحيطة بالأزمة وأخيراً رؤية مستقبلية لتوقع ماسيحدث من تطورات .
مما تقدم …. تعرف الأزمات بأنها مواقف مركبه تواجه المنظمة أو النظام كله وتتحدى الافتراضات الأساسية المتعارف عليها وعادة تتطلب تلك الأزمات تصرفات وقرارات عاجلة ومستحدثه وتؤدى فيما بعد لاستجواب دقيق للنظام والافتراضات الأساسية بواسطة أعضاء النظام . انحراف مصفوفات ادارة الازمات عن تحقيق الاهداف في المنشأت ، هنالك العديد من الاسباب التي نعتقد بأنها السبب نذكر منها :
أ‌- سيادة ثقافات تنظيمية معوقة تقليدية غير محدثة مع التطورات :
يقصد بالثقافة التنظيمية مجموعة الافتراضات الأساسية والمعتقدات الراسخة والأعراف والعادات السائدة التى تشكل قيم واتجاهات العاملين بالمنظمة وتؤثر على سلوكياتهم وأرائهم وأساليبهم فى مواجهة التغيرات المحيطه بالعمل ، وكثير من المنظمات يسودها ثقافات تنظيمية غير مناسبة لمفهوم إدارة الأزمات.
ب- غياب نظم الانذار المبكر وتحليلات التخطيط الاستراتيجي :
عادة ، ماتسبق الأزمة إشارات تنذر وتنبئ عن قرب احتمال وقوع أزمة ، ونظام الانذار المبكر هو نظام للمعلومات يطلق إشارات تحذيرية مسبقه باحتمال قرب وقوع أزمة ونظم الانذار المبكر قد تكون آليه كأجهزه قياس درجات الحرارة أو أجهزة استشعار الدخان واللهب والتسرب الغازى وقد تكون غير آليه تعتمد على رصد المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية للمنظمة مثل الإشاعات والروح المعنوية وولاء العاملين وتحركات المنافسين والرأى العام وغيرها . وقد أتضح أن كثير من المنظمات ليس لديها نظم للإنذار المبكر او ما يسمى بتشكيل غرف عمليات للانذار المبكر لتحويط الازمة .
جـ- عدم تكامل خطط مواجهة الأزمات في غرف العمليات مع الواقع والطموح :
تتطلب إدارة الأزمات وضع خطط متكاملة لمواجهة الأزمة حال وقوعها تغطى موضوعات عديدة منها أهم الأزمات المحتملة مرتبة تنازليا ، سيناريوهات كل أزمة ، إشارات الانذار المبكر الخاصة بكل منها ، الفريق المعنى بإدارة كل أزمة . وقد أوضحت الدراسات أن بعض الشركات او المؤسسات، ليس لديها خطط مسبقة لإدارة الأزمات أو لديها خطط ولكنها تعانى من القصور أو الضعف فى مكون أو أكثر من مكوناتها.
د- غياب خطط استعادة النشاط :
التساؤل المطروح هنا هو كيف تم العودة إلى نقطة ماقبل الأزمة وكم استغرق هذا من وقت ؟ وقد أوضحت الدراسات أن كثير من المنظمات لا تضع خطط لاستعادة النشاط .
هـ- عدم تعلم المنظمات من أزماتها السابقة ( التغذية العكسية الراجعة والتراكم المعرفي للمعلومة ) :
كثير من المنظمات ترى أن أزماتها السابقة ذكرى مؤلمة يجب عدم تذكرها وأن سبب الأزمات الغير أو سوء الحظ وبالتالى لا تتعلم المنظمات من أزماتها السابقة ولا تتراكم لديها خبرات تحسن من كيفية مواجهة الأزمات المماثله المستقبلية . يندر وجود مراكز للأزمات فى مجال الأعمال حيث أن الوعى بمفهوم إدارة الأزمات مازال فى بداياته وبالتالى يفتقر مجال الأعمال إلى مراكز رسمية أو بحثيه تتولى رصد وتحليل الأزمات والكوارث.
الخصائص الأساسية للأزمة :
هناك مجموعة من السمات أو الخصائص التى تميز الأزمة تتمثل فيما يلى :
1- المفاجأه العنيفه عند انفجارها .
2- نقطه تحول أساسية .
3- ينقص فيها التحكم فى الأحداث .
4- تسود فيها ظروف عدم التأكد ونقص المعلومات .
5- الغموض وعدم وضوح الرؤية .
6- ضغط الوقت والحاجة إلى اتخاذ قرارات سريعة وفعاله وصائبه .
7- التهديد الشديد للمصالح والأهداف والافتراضات الأساسية التى يقوم عليها النظام .
8- انهيار سمعة المنظمة أو سمعة متخذ القرار .
9- تفقد رسالة المنظمة مصداقيتها تجاه المجتمع .
10- تأثير القلق والأضطراب على حياة الأفراد .
11- المنازعات القانونية والمالية بين جماعات المصالح والأطراف المعنيه .
12- تتسبب فى وقوع خسائر مادية أو بشرية أو نفسية .
13- الدخول فى دائره من المجاهيل المستقبلية والعلاقات المعقدة المتداخلة التى يصعب حسابها بدقة .
الفرق بين الأزمة وبعض المصطلحات الأخرى :
حدث خلط بين مفهوم الأزمة وبعض المصطلحات الأخرى مثل المشكلة والتهديد والواقعة والحادث والصراع والكارثه ، وفيما يلى توضيح لمفهوم تلك المصطلحات والتفرقه بينها وبين الأزمة .
1- المشكلة :
هى سؤال يحتاج لإجابة أو اتخاذ قرار والمشكلة هنا تمثل مرحلة من مراحل مواجهة الأزمة وهى عملية اتخاذ القرار ولكنها لا تمثل الأزمة بجميع جوانبها والمشكلة هى انحراف ضار عن نمط لا يحمل فى طياته خطراً ، تتوافر عنه معلومات دقيقه لإدراكه وتفهمه ووقتا كافيا لمعالجته وخبرات مناسبة للتعامل معه وموارد مادية متاحه تفى لمواجهته .
وتحتاج المشكلة لمنهج تقليدى لمعالجتها أما الأزمة فلا تخضع للمنهج التقليدى فى تحليل المشكلات إنما تحتاج لتطبيق منهج إدارة الأزمات ، فالأزمة تعبر عن فشل إدارى معين أو عدم خبره أو حداثه المعرفه وتنجم عن أخطاء لايمكن التهاون مع المتسبب فيها .
2- التهديد :
يعبر التهديد عن إشاره أو إنذار للأخطار المحتمل حدوثها فى المستقبل ، ويمكن القول أن التهديد يمثل مواقف أو تغيرات بالبيئه الخارجية للمنظمة تمثل خطراً قائماً أو محتملاً على مركزها التنافسى أو تقلل من قدرتها على تحقيق رؤيتها ورسالتها وأهدافها وذلك فى حالة عدم نجاحها فى تجنب هذا التهديد . ويمكن أن تكون مصادر التهديد خارجية مثل اندماج بعض المنافسين أو داخلية مثل انخفاض الروح المعنوية للعاملين أو عدم التعاون والصراع واللامبالاه .
3- الواقعة :
الواقعه حدث إنتهى أثره ولم يترتب عليه أى خسائر لأنه تم تداركه وعلاجه مثال ذلك حدوث خلل فى أحد الصمامات فى مفاعل نووى تم تداركه وإصلاحه ولم يترتب عليه أيه خسائر .
4- الحــادث :
خلل فى مكون أو نظام فرعى لم يتم تداركه فأثر تأثير سلبى على النظام كله أو على جزء منه .
5- الصــراع :
الصراع هو تفاعل سلبى بين الأفراد أو الإدارات أو المنظمات أو الجماعات أو الدول حيث تكون غير متفقه فى وجهات النظر أو القيم أو الأهداف مثل الصراع العربى الإسرائيلى وهو يحدث خللا فى النظام الإقليمى .
6- الكارثـه :
تعتبر الكارثه حادث مأساوى مفجع يحدث فجأه إما نتيجة :
• عوامل طبيعية مثل الفيضانات والأعاصير والبراكين والزلازل.
• أوعوامل بشرية مثل الحوادث الضخمة والحرائق .
والكارثه تسبب دماراً شديداً ولا تحمل أيه جوانب إيجابية أو أيه فرص يمكن اقتناصها وهى تهدد استمرارية المجتمع ومختلف منظماته لأنها تسبب خسائر فادحه فى الأرواح والأموال والنواحى المعنوية والكارثه تسبب مفاجأه عنيفه عند انفجارها وتؤدى إلى تعقد وتشابك وتداخل الأحداث كما يحدث أثناء وقوعها خوف ورعب من المجهول ونقص المعلومات وعدم وضوح الرؤيا وتداعى الأحداث وتردد متخذ القرار مما يؤدى إلى انهيار الكيان المرتبط بالكارثة . ويتطلب لمواجهة الكارثة جهد الدوله أو الجهود الإقليمية أو الدولية وفقا لحجم الكارثه ومدى الخسائر التى تنجم عنها .
ويمكن تلخيص الفرق بين مفهوم الأزمة والكارثه وبعض المفاهيم الإدارية ذات العلاقة فى الجدول التالى :
جدول الفرق بين مفهوم الأزمة والكارثة
وبعض المفاهيم الإدارية ذات العلاقة الوثيقة
م المفهوم التشخيص دليل الاختلاف
1- الأزمة
Crisis موقف يحدث خللا يؤثر تأثيراً مادياً على سير العمليات الحيوية أو سلوك الأعمال ويتسم بالتهديد الشديد للمصالح والأهداف والافتراضات الأساسية التى يقوم عليها النظام والمفاجأة فى توقيت الحدوث ويتطلب استجابة فورية ورد فعل سريع وخارج إطار العمل المعتاد . أحد أسباب الكارثة .
2- الكارثة
Disaster حالة مدمرة ينجم عنها خسائر فادحة فى الأرواح والممتلكات بالنسبة لمجموعة من الأفراد، وقد تكون طبيعية أو من صنع الإنسان ، ويتطلب لمواجهتها جهد الدولة أو الجهود الإقليمية أو الدولية وفقا لحجم الكارثة ومدى الخسائر التى تنجم عنها . أحد أسباب الأزمة.
م المفهوم التشخيص دليل الاختلاف
3- الحادث
Accident شئ مفاجئ غير متوقع تم بشكل سريع وانقضى أثره فور وقوعة . الأزمة أحد نتائجه.
4- القوة القاهرة
Force Major ظرف يصعب التنبؤ به أو التحكم فيه والتى تحول دون قيام شخص معين بعمل متفق عليه مع شخص آخر . يشترك مع مفهوم الأزمة من حيث كلاهما يخرج عن سيطرة متخذ القرار إلا أنها لا تعبر عن الأزمة
5- المشكلة
Problem حالة غير مرغوب فيها مثل سؤال يحتاج إلى إجابة أو اتخاذ قرار . قد تكون سببا للأزمة أو تمثل مرحلة من مراحل مواجهة الأزمة وهى عملية اتخاذ القرار .
6- الصراع
Conflict تصادم إرادتين وتعارض مصالحهما وله أبعاده واتجاهاته وأطرافه وأهدافه. الصراع يستمر عكس الأزمة .
7- الخلاف
Dispute المعارضة أو التضاد وعدم التطابق سواء فى الشكل أو الظرف أو المضمون . يعتبر أحد مظاهر الأزمة.
8- الصدمة
Chock شعور فجائى حاد نتيجة تحقق حادث ما، والتعامل معها يتم بأسلوب الامتصاص للتغلب على عنصر المفاجأة. أحد عوارض الأزمة أو أحد مسبباتها أو نتائجها .
9- التهديد
Threat علامة أو إنذار للمتاعب أو الخطر الممكن حدوثه . مرحلة الإنذار قبل حدوث الأزمة .
10- الواقعة
Incident خلل فى مكون أو نظام فرعى تم تداركه ولم يسفر عنه نتائج سلبية. لايعبر عن الأزمة .
ضحايا الأزمات :
أصبحت الأزمات جزء لايتجزأ من نسيج الحياه المعاصرة كما ذكرنا سابقآ، ويمكن تصنيف ضحايا الأزمات إلى أربع مجموعات :
1- المجموعة الأولى : مشغلوا النظام :
وتضم هذه المجموعة المشغلين الفعليين والمشرفين وأفراد الصيانة والفنيين وعمال الخدمات وفى كثير من الحالات ينسب الحادث الصناعى الضخم إلى خطأ شخصى من قبل العامل وهذا يعنى ضمنا توجيه اللوم إلى الضحية .
2- المجموعة الثانية : مسخدموا النظام :
لا تؤثر هذه المجموعة بشكل مباشر على النظام ولكنهم مرتبطون به وقد يكون لهم الخيار فى استخدام النظام من عدمه ، فعلى سبيل المثال عندما يقرر ركاب الطائرة السفر جواً فإنهم يشتركون فى تحمل المخاطر الناتجه عن ذلك بإرادتهم .
3- المجموعة الثالثة : العابرون الأبرياء :
ليس لهذه المجموعة إرتباط بالنظام ولكنهم يتأثرون به فى حالة فشله ، مثال ذلك سقوط طائرة على مبانى سكنية أو دخول سيارة مسرعه على رصيف مملوء بالماره .
4- المجموعة الرابعة : الأجنه والأجيال القادمة :
يمثل هؤلاء ضحايا الإشعاع والمواد الكيماوية السامة وهم من الأطفال الذين أنجبوا أثناء الحادث أو بعده وهؤلاء يولدون مفارقين الحياه أو مشوهين .
– مما تقدم ينبغي علينا ادراج تعريف واضح لموضوع إدارة الأزمات حيث ، ترتكز إدارة الأزمات على تخفيض الآثار السلبية المرتبطة بالأزمة وتحديد مصادر المخاطر والتهديدات وإزالة مسبباتها أو تقليل الخسائر البشرية والمادية والمعنوية الناتجه عنها ، وهذا يتطلب استخدام نظم للإنذار المبكر على درجة عالية من الحساسية لالتقاط كافة إشارات الإنذار الحقيقية ووضع خطط مسبقة للاستعداد والوقاية من الأزمات المحتملة ، وهي تشمل كافة الوسائل والإجراءات والأنشطة التى تنفذها المنظمة بصفة مستمرة فى مراحل ماقبل الأزمة وأثنائها وبعد وقوعها والتى تهدف من خلالها إلى تحقيق مايلى :
• منع وقوع الأزمة كلما أمكن .
• مواجهة الأزمة بكفاءه وفعالية .
• تقليل الخسائر فى الأرواح والممتلكات إلى أقل حد ممكن .
• تخفيض الآثار السلبية على البيئة المحيطه .
• إزالة الآثار السلبية التى تخلفها الأزمة لدى العاملين والجمهور .
• تحليل الأزمة والاستفادة منها فى منع وقوع الأزمات المشابهه أو تحسين وتطوير قدرات المنظمة وأدائها فور مواجهة تلك الأزمات.
• وخلاصة القول أن إدارة الأزمات تتمثل فى قدرة المنظمة على إدراك المخاطر والتهديدات الحالية والمحتملة والعمل على تجنبها أو تقليل آثارها السلبية لإعادة التوازن للنظام فى أقل وقت ممكن وبدء نشاطه مرة أخرى واستخلاص الدروس المستفادة لمنع تكرار الأزمة أو تحسين طرق التعامل معها مستقبلا والاستفادة من الفرص التى تتيحها ، هناك بعض المنظمات لا تتقبل مفهوم إدارة الأزمات بسبب عدم قدرة الإدرة العليا على تقدير خطورة الموقف ووجود أخطاء بشرية تكون الإدارة غالبا مستعده لإخفائها بالإضافة إلى الضغوط المستمرة التى لايمكن تجاهلها من المتأثرين عند اتخاذ الإدارة العليا لموقف حاسم لمواجهه الأزمة .
أهداف إدارة الأزمات :
تتمثل أهداف إدارة الأزمات فيما يلى :
1- وضع قائمة بالتهديدات والمخاطر المحتمله ووضع أولويات لها حسب أهميتها .
2- تجنب المفاجأه المصاحبه لحدوث مخاطر أو أزمات عن طريق المتابعة المستمرة والدقيقة لمصادر التهديد والمخاطر المحتملة واكتشاف إشارات الإنذار المبكر وضمان توصيلها لمتخذ القرار فى الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات مضادة .
3- وضع خطط الطوارئ ونظم الانذار المبكر والإجراءات الوقائية اللازمة لمحاولة منع حدوث الأزمات وتحديد خطة الاتصالات مع الأطراف المعنية وأساليب استعادة النشاط والعودة للأوضاع الطبيعية وأساليب التعلم وتحليل نواحى القوة والضعف فى عملية المنع والمواجهة لتقويم أداء الأجهزة المختلفة
4- حسن إستغلال الوقت المتاح للمواجهة عن طريق تقليل الوقت اللازم لاتخاذ قرار المنع / المواجهة
5- محاولة القضاء على قدر كبير من التخبط والعشوائية وإنفعال اللحظه التى عادة ما يصاحب الأزمات .
6- الاستغلال الكفء للموارد المتاحه وضمان سرعة توجيهها للتعامل مع الأزمة .
7- القدرة على التعامل مع الأزمة بأسلوب المبادرة وليس برد الفعل والمحافظة على صورة المنظمة أمام الأطراف المعنية والمجتمع .
8- حسن معاملة الضحايا وعائلاتهم ورفع الروح المعنوية للمتضررين .
9- استخلاص الدروس المستفادة من الأزمات السابقة وتحسين طرق مواجهتها مستقبلا
10- أقتناص الفرص التى قد تطرحها الأزمة .
أسباب نشوء الازمات
وفيما يلى توضيح لأسباب وقوع الأزمات :
1- ســوء الفهــم :
يظهر سوء الفهم نتيجه نقص أو تعارض المعلومات أو سوء عملية الاتصال أو إصدار قرارات سريعة وغير دقيقة .
2- ســوء الإدراك :
ينشأ سوء الإدراك نتيجة خطأ أو تضارب المعلومات وعدم استيعابها بطريقة سليمة وبالتالى الفشل فى اتخاذ القرار الحكيم .
3- سوء التقدير والتقييم للموقف :
ينشأ سوء التقدير والتقييم للموقف نتيجة المغالاه فى الثقه بالنفس والاقلال من قدرات الآخرين وبالتالى الاستهانه بهم فى الوقت الذى تزداد فيه قوتهم وخطرهم .
4- الإدارة العشوائية :
لاتستند هذه الإدارة على أسلوب علمى فى إدارة أمورها فهى تعالج ظواهر المشكلات ولا تهتم بجذور المشكلة ولا تستند على معايير أداء واقعية للحكم على الأمور وهذا مظهر من مظاهر قصور وضعف الإدارة الذى يترتب عليه وقوع أزمات عديدة .
5- الرغبة فى الابتزاز :
ويقصد بالابتزاز استغلال الخطأ لإجبار مرتكبه على الخطيئه حيث أن الخطأ قد يحدث دون قصد أما الخطيئة فمتعمدة .
6- اليأس والاحباط :
قد يكون اليأس والإحباط مسبب رئيسى للعديد من الأزمات مثل الاعتصامات والاضرابات العمالية نتيجة غلاء المعيشة وانخفاض الأجور وديكتاتورية وسوء البيئة المادية للعمل وعدم العدالة فى توزيع الحوافز.. وما إلى ذلك .
7- الإشاعات المغرضة :
الإشاعة عبارة عن خبر ينشر بين الأفراد قد يكون مبالغاً فيه أو بعيداً عن الصحه بغرض التأثير فى سلوك مجموعة معينة أو تغير أفكارهم أو قيادتهم بطريقة خاطئه . ممايؤدى إلى انفجار الأزمة وعدم السيطره عليها .
8- استعراض القوة :
يتسبب استعراض القوة فى وقوع العديد من الأزمات نتيجة التأثير على مسرح الأحداث دون حساب للعواقب والنتائج .
9- الأخطاء البشرية :
تتسبب الأخطاء البشرية فى كثير من المنظمات فى وقوع الأزمات مثل غرق العبارة السلام 98 والحرائق المتعددة والانفجارات والحوادث الجسيمة .
10- الأزمات المتعمدة المخططة :
قد تستغل بعض منظمات الأعمال المنافسة ، عناصر الضعف فى منظمات أخرى لإحداث أزمة فى أنظمتها الداخلية أو فى منتجاتها.
11- تعارض الأهداف :
فى غياب القيادة الديمقراطية وعدم مشاركه الأطراف المعنية وأصحاب المصالح قد تتعارض أهداف صناع القرار مع متخذى القرار مع منفذو القرار مع أصحاب المصلحة ويحدث تعارض وصراعات بينهم وبالتالى اختلاف على الأهداف وفقدان للمصدافية فتكون المنظمة موطناً للكثير من الأزمات .
12- تعارض المصالح :
قد يتعمد البعض اخفاء إشارات الانذار المبكر التى تنبأ بقرب حدوث أزمة عن الأطراف الأخرى داخل المنظمة وذلك لإلحاق الضرر بتلك الأطراف نتيجة لتعارض المصالح .
• وأخــــيرآ… يمكن تقسيم منظمات الأعمال فى ضوء مفهوم إدارة الأزمات إلى نوعين هما :
الأول : منظمات تعارض تطبيق منهج إدارة الأزمات رغم تعرضها
لأزمات سابقة ويطلق عليها منظمات مستهدفه للأزمات .
الثانى : منظمات تؤيد تطبيق مفهوم إدارة الأزمات وتقوم بوضع
الخطط لمواجهة التهديد والمخاطر المحتملة التى قد تتعرض
لها ويطلق عليها منظمات مستعده لمواجهة الأزمات .
وفيما يلى توضيح لهذه الأنواع من المنظمات :
1- المنظمات المستهدفه للأزمات :
وهى منظمات تحمل بداخلها عوامل تؤدى إلى زيادة احتمال تعرضها للأزمات بالإضافة إلى عدم قدرتها على التكيف مع المتغيرات البيئية ، ولا تقوم بتطبيق منهج إدارة الأزمات أو عمل الاستعدادات اللازمة لمواجهتها، ومن ثم فهى تكتفى برد الفعل بصورة عشوائية فهى تنتظر لحين وقوع الأزمة ثم تقوم بمواجهتها وقد يرجع ذلك إلى افتقاد القيادة الجيدة والرؤية السليمة للمخاطر فى موقف الأزمة بالإضافة إلى ضعف الهيكل التنظيمى وعدم توافر المعلومات اللازمة.
2- المنظمات المستعدة لمواجهة الأزمات :
وهى منظمات تقوم بممارسة كافة الأنشطة التى يمكن بواسطتها زيادة قدرتها بمواجهتها ، وتحد من الأضرار والخسائر وهى تواصل التعلم وتهتم بتوفير معايير الأمان ، والمنظمات المستهدفه للأزمات ليس قدرها المحتوم أن تظل هكذا ولكن يمكنها أن تقوم بعملية التغيير والتطوير لكى تصبح منظمات مستعدة للأزمات ويتطلب الأمر تغيير الثقافة التنظيمية السلبية الخاصه بها لتكون أكثر تأييداً ودعماً لإدارة الأزمات بالإضافة إلى التحديد الواضح لأهداف المنظمة وأولوياتها والموارد المتوافرة وتوافر المعلومات الصحيحة والكافية اللازمة لاتخاذ القرارات . كذلك وضوح تام لخطوط السلطه والمسئولية ونظام جيد للاتصالات الداخلية والخارجية كذلك تحليل وتقييم الأزمات السابقة لتحسن أسلوب الإعداد والمواجهة للأزمات المحتملة .
مما تقدم .. ينبغي الاخذ بالتخطيط المؤسساتي الفعال والمبرمج لمواجهة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية اليوم في ظل التقدم الهائل والطروحات الحالية والمستقبلية فى ظل العولمة واتفاقية الجات وإنفتاح السوق في ظل تنافسية الاقتصاد العالمي وتنافس مصفوفات اعمال الشركات والمؤسسات بشتى اسماءها ونشاطاتها ، بحيث سوف تترك آثارها الواضحة إقليميا وعالميا وهذا ما يدفع المنظمات إلى التخطيط لتطوير وتغيير رؤيتها وفلسفتها وسياستها ونظمها وأساليبها تجاه التخطيط لموضوع إدارة الأزمات بما يتفق ومتطلبات العصر . وعلى الرغم من أن حدوث الأزمات يمتد إلى العصور القديمة إلا أن وعى مخططي ومتخذى القرارات بأهمية إدارتها لم يظهر إلا فى السنوات الأخيره نظرا لتسارع الأزمات وتنوعها وتلاشى صدور البعد الزمانى والمكانى بين مواقع الأحداث وبين متابعيها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى