أخبار العالمأمن وإستراتيجيةفي الواجهة

اخفاقٌ امريكي جديد … زيارة بيلوسي لتايوان

عبد الخالق الجوفي

اثارت زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب في الكونجرس الأمريكي إلى تايوان معارضةً صينية وتهديدات بالرد عليها ولازال الرد غير واضح المعالم لحد اللحظة ، كان التصريح عن زيارة بيلوسي منذ فترة لتايوان رغم معارضة الصين التي تدرك أمريكا تماماً أنها تعتبر ذلك تدخلاً سافراً بالشأن الصيني وتحدياً مباشراً لها وفي ظل توترات دولية غير مسبوقة يعد اخفاقاً سياسياً أمريكياً ، وضع السمعة الامريكية على المحك خصوصاً بظل تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا التي افقدت الامريكان الكثير من حلفائهم أو على أقل تقدير جعلتهم على محك حقيقي بمدى التأثير الأمريكي على السياسة العالمية وترنح القطب الواحد في ظل تشكيل تحالفات جديدة رسمت مناطق تأثير جديدة على السياسة العالمية .
وبظل إخفاقات متتالية للسياسة الامريكية مؤخراً كان لا بد من حفظ ماء الوجه واكمال زيارة الشخصية الثالثة في الولايات المتحدة بأي طريقة ، مما وضع الصين أمام اختبار صعب وإهانةٍ بالغة مما يتطلب رداً صينياً على ذلك الاستفزاز وتلك الإهانة مما يعقد الأمر ويزيد من التوتر .
التوترات في القارة الأسيوية تعدُ الأعلى منذُ الحربين العالميتين الأولى والثانية ، ويبدو أن الأمريكان يحاولوا وبكل ما أوتوا من قوة فرض أنفسهم قوةً عظمى وقطباً أوحداً برغم المُتغيرات التي كانت سياستها سبباً مباشراً لها !.
السيناريوهات التي فرضتها تلك الزيارةُ واضحةُ المعالم لحدٍ كبير … فالصين باعتبارها قوة اقتصادية عظمى وللمحافظة على اقتصادها ستتحاشى أي صدام مباشر مع الولايات المتحدة وستستكفي بالمناورات المعلن عنها حفاظاً على ماء الوجه لا أكثر، أو انها سترد بقوةٍ على الاستفزازات الامريكية وستتخذ الخطوات الروسية ذاتها في الهجوم على تايوان وضمها إليها بعد انتهاء زيارة بيلوسي والتحركات العسكرية تشير لذلك ، وبالتالي ستضم هونج كونج رسمياً أيضاً ، وذلك يعني اقحام المنطقةُ والعالم بحربٍ عالمية قد لا تبق ولا تذر.
سياسة الولايات المتحدة الامريكية كانت تفرض ألا تقحم نفسها في أي تدخلٍ عسكري إلا بعد تكوين تحالفات دولية على نطاقٍ واسع وعدم اعتراض القوى الدولية الكبرى كروسيا والصين والأوروبيين ،ولكن الأمر هنا مختلف بعد أن بددت روسيا وعود الامريكان للأوكران وتسببت بأزمةٍ عالمية للطاقة كادت أن تفتك بالاقتصادات الأوروبية ولا زالت، ويبدوا أنهم أخفقوا هذه المرة باستجداء الكثير من الدول برغم التحركات السياسية الكبيرة مؤخراً ، واصبحوا قاب قوسين أو ادنى من مواجهةٍ مباشرة مع التنين الصيني الذي لابد سينضم إليه الدب الروسي وحلفائهم بالمنطقة (كوريا الشمالية وايران والهند ) للقضاء على القطب الأوحد وتكوين أقطاب جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى