صحة و جمالمجتمعمنوعاتمنوعات

الموضة والأزياء .. القصة الكاملة

حيدر صادق صاحب
كاتب وشاعر

ما المراد بالموديل/ الموضة؟ وما مفهومها؟
ما تأريخ الموضة عبر العصور؟
هل تتميز الحضارات بأزيائها الخاصة بها؟
مَن المسؤول عن هوس الموضة لدى الناس، وانتشارها بين الحين والآخر؟
مَنْ وراء الموضة؟
ما العوامل، التي يتحدَّد بها اتِباع صيحات الموضة؟
ما المراد بالموديل/ الموضة؟ وما مفهومها؟
مفھوم الموضة: ھى نمطٌ، ومظھرٌ يتبعه الشخص؛ للظھور بمظھر لائق بین المحیطین به، ويضاف إلى ھذا النمط دائما، أو يتم استبدالُه بأفكار أخرى بین الحین والآخر؛ فیتغیر

المظھر.
وقيل: إنها فنٌ واسع، يقوم من خلاله المصمم بتقديم ابتكارات في الملابس، والأحذية، وقصات الشعر.
وقيل: إنها تُعبّر عن فكرة ما، فإذا كان من المعروف أنَّ الموضة تنطبق على نمط الملابس، ومستحضرات التجمیل فى جمیع الثقافات سواء الشرقیة، أو الغربیة، فھى تنطبق على الأفكار المتطورة، التي تُقدم فى المجالات الآتیة بالمثل، ومن بینھا:
ـ العمارة.
ـ الموسیقى.
ـ طرائق الطھي.
ـ طريقة الكلام، والحديث.
ـ قواعد الإتیكیت.
ـ التكنولوجیا.
ـ الإعلام.

ما أهمية الموضة للمجتمعات؟

ما أبعاد تربية الفرد على حب الموضة؟

إنَّ الملابس لها تأثير نفسي عميق في سلوك البشر، بل قد يمتد هذا الأثر إلى تشكيل رؤية الإنسان للعاَلم، وتشكيل صورة الشخص لنفسه أمام العالَم. ففي دراسةٍ، أجراها باحثون في (Northwestern University)، أُعطي المشاركون معطف مختبر (أبيض)، و(أُخبِروا) أنَّه تمَّ استعمالُه من قبل أطباء مختبر من قبل، ثمَّ كلَّفوهم ببعض المهام، وحينها لاحظ الباحثون أنَّ أداء المجموعة، التي ارتدت المعطف ارتفع عنه قبل ارتدائها المعطف، كما ارتفع عندهم مستوى الاهتمام، والكفاءة.

وانتهى الباحثون في الدراسة إلى أنَّ الملابس لها تأثير عميق في سلوك البشر، وتشكيل صورة الشخص أمام العالَم؛ ولذا حين سُئلت إحدى مرتديات أزياء الموضة في أميركا عن سبب ارتدائها تلك الملابس؛ فأجابت بأنَّ: (هذا يعتمد على كيف تريد أنْ تقدم نفسَك للعالَم).

ويقول يوآخيم شيرماخر الألماني، الذي يعمل مستشارًا، وصحفيًا في مجال الثقافة، والاقتصاد، والموضة: (إنَّ الموضة ليست مجرد سلعة اقتصادية، وإنما هي مادة ثقافية، وإنَّها وسيلة مهمة في التواصل، وفي التقسيم، وفي التصنيف؛ فالموضة هي دوما مرآة المجتمع، وإنها تتفاعل مع الهوية، والتراث، وتضع في ذات الوقت خطوطا عريضة لاتجاهات المستقبل).

أهمية الموضة للمجتمعات؟

أولا: من وسائل تحقيق الصحة النفسية: إذ يلجأ بعضهم إلى تغيير الملابس، وشراء الجديدمنها، ومواكبة الموضة؛ من أجل الترفيه عن النفس، ورفع الحالة المزاجية؛ فهي وسيلة من وسائل الترفيه عن النفس.
ثانيا: إنَّ الموضة، والطريقة التي يتمثَّلها الشخص في مظهره يحوز بها التقبُّل الاجتماعي ممَّن حوله؛ فتؤثر في نفسيته إيجابا.
ثالثا: الأھمیة الاقتصادية للموضة: الموضة تخلق فرص عمل، وتشجع صناعات كثیرة. فحين يطلب أحدهم ملبسا معينا؛ فإنه في الحقيقة قام بتشغيل صناعات كثيرة، منها: مصمم الملابس، وشركة نسيج أنتجت القماش، ومصنع الملابس، ومحلات البيع، وشركات أنتجت الأزرار، وخيوط الخياطة. ولك أن تتخيل عدد فرص العمل، التي يمكن توفيرها عبر هذه الصناعة، وهو في الواقع عدد كبير جدا، سواء للعمل مباشرة في هذه الصناعة، أو في الصناعات المكملة لها، والصناعات المرتبطة بها.
رابعا: الأھمیة الاجتماعیة للموضة: فهي أحد عناصر الثقافة، ووجود موضة مرتبطة بثقافة المجتمع ضرورة لأي مجتمع يسعى للحفاظ على هويته، أما عدم وجود هذه الموضة؛ فسيؤدي إلى نقص في أحد الجوانب المهمة لأي ثقافة، وسيضطر الفرد إلى اللجوء إلى موضة غريبة؛ لتعويض هذا النقص.
خامسا: إنَّ الاهتمام بالمظهر الخارجي، والاعتناء به، والنظافة العامة تعد من ضروريات الشخصية الناجحة؛ لأنَّ المظهر الجيد يبث طاقة إيجابية كبيرة في النفس، فضلا عن الثقة، التي تسهم في بناء الشخصية القوية للإنسان في المجتمع.
سادسا: إنَّ المختصين في علم النفس يعدون الاهتمام بالمظهر الخارجي من الضروريات، التي تظهر الشخصية الناجحة بأبهى صورة؛ فإذا كنتَ إنسانا ناجحا، ومهما في حياتك العلمية، والعملية، ولك مركز اجتماعي مرموق، وشخصية جذابة، لا بأس أنْ تهتم بمظهرك قليلاً؛ لكي تفتح للناس بابا؛ للتعرف عليك من هندامك المرتب، وملابسك الأنيقة، وهو أمرٌ طبيعي، نجد له أصولا في تراثنا الإسلامي الأصيل؛ إذ ورد أنَّ النبي الأعظم (ص) كان يهتم بمظهره، ويخصص ميزانية ـ في المصطلح الحديث ـ لاقتناء العطر؛ حتى إنَّه كان يُعرَف بمجيئه من مسافةٍ، ليست قريبة من عطره الفواح، وكان يأمر الرجال/ الأزواج بالتزين لزوجاتهم في البيت.

من أضرار الموضة، وسلبياتها:

إنَّ اختيار شكل اللباس نوع من أنواع السلوك البشري؛ فهو مرتبط بأفكار الشخص، ومعتقداته؛ لارتباط السلوك بالأفكار؛ إذ يقول علماء النفس: (فأذواقنا، وأساليبنا، وأخلاقنا تعكس اتجاهاتنا، وبالتالي فإنَّ القيم الاجتماعية تستقر تحتها … ولهذا يمكننا تصور الاتجاهات، والقيم كحالات (إدراكية ـ دافعية) توجه السلوك، بمعنى: أنها تعمل كدوافع للسلوك).

وإذا كانت الموضة تعبر عن ثقافة مصدرها؛ فإنَّها تملك مفعولًا عكسيًا، بمعنى: أنَّ الموضة الوافدة على مجتمع ما، أو المخالفة لفكر شخص ما، تستطيع أنْ تخلق ثقافة جديدة عنده في حال اتخاذه لها؛ ولذا تقول الشاعرة العراقية نازك الملائكة في محاضرةٍ، ألقتها في جامعة البصرة عام 1968، عنوانها: (مآخذ اجتماعية على حياة المرأة العراقية)، نشرتها مجلة (الأسرة): (قد يبدو أول وهلة أنَّ الزي عَرَضٌ خارجي، لا يرتبط بأعماق الإنسان، غير أني لستُ من أنصار هذا المذهب، وإنما أَدينُ بأنَّ كلَّ مظهر من حياة الإنسان مرتبطٌ بصميم روحه؛ فالحياة مترابطة، موحدَّة، لا يمكن تجزئتُها).
وتقول أيضا: (تظن المرأةُ أنَّ تبرجها شيء ظاهري لا يمس عقلها، فهي تستطيع أن تكون حرة رغم إمعانها في الأناقة، وإسرافها في التصنع. وهي في هذا مخطئة، فإنَّ لكل عمل يقوم به الإنسان آثارًا فكرية، روحية بعيدة المدى. إنَّ أعمالنا تؤثر في عقولنا، وأرواحنا، وتعيد صياغتها، فإذا لم يتحكم العقلُ في سلوكنا، تحكم سلوكُنا في عقلنا).

من أضرار الموضة، وسلبياتها:

1.العبء المالي، وخلق مجتمع استھلاكي بالدرجة الأولى؛ فإنَّ شركات الموضة، وبیوت الأزياء العالمیة تُغیّر من صیحات الأزياء فى كل موسم؛ من أجل أنْ تستمر مبیعاتھا، وتحقق أعلى المكاسب. أمَّا فيما يخص المستھلك، فإنَّها تشكل عبئًا ماليًا علیه؛ لأنه يريد تجديد ملابسه بكل ما ھو جديد؛ ومن ثَمَّ زيادة النفقات، وإضافة بنود لا تنتھى إلى میزانیة الأسرة.
يقول بعض الباحثين: ( الموضة غزو ثقافي، يحاول الغرب من خلاله خلق أأنموذج استهلاكي لشعوب العالم، بل إنَّ هذه الشعوب أنفسَها، وأمام إحساسها بالنقص، والعجز تجاه التطور الاقتصادي الغربي، تعمد إلى اتباع هذه الموضة؛ رغبة منها في التعويض، والإشباع، وتؤدي التنشئة الاجتماعية دورًا أساسيًا في هذا الأمر؛ إذ نجد بعض الأسر تتسابق إلى اقتناء كل ما هو جديد في السوق، ليس من الألبسة فقط، وإنما في الفرش، والأواني أيضا، ويكتسب الأبناء هذه السلوكيات؛ فيتنافسون مع أقرانهم في الحصول على الإعجاب، وفي شراء منتجات، تحمل رموز شركات، ودور غربية، وانتقل داء الموضة حتى إلى حجاب المرأة؛ فأصبحنا نجد المحلات التجارية غارقة بألبسة للمحجبات، لا تتوافرفيها في كثير من الأحيان شروط الحجاب الإسلامي، بل تسميات غربية لحجاب إسلامي، كالحجاب الفرنسي!!!
فباتت الموضة سببا من أسباب الاستنزاف المادي، فإذا كانت المعلمة، أو الموظفة تقبض في نهاية الشهر مرتبا ضخما، فإنها لو اهتمت بمتابعة الموضة أولا بأول، فمن المؤكد أنَّ هذا الراتب قد لا يكفي لمتابعة الموضة، والعناية برسومها، وطقوسها، وتقاليدها. وهذ لاشك فيه هدر لاقتصاد البلد بشكل عام، وهدر لميزانية تلك المرأة إنْ كانت متزوجة، أو غير ذلك، فضلا عن أنَّه إثقال لكاهل الزوج، أو رب الأسرة إنْ لم تكن تلك المرأة موظفة.
2.تعارض مفهوم اتباع الموضة مع ثقافات بعض المجتمعات، التي لديها أعراف، وتقاليد خاصة بها؛ تضع الشخص في صراعٍ مع مجتمعه فيما يريد أنْ يتَّبعه، وبين ما يُمليه عليه المجتمع من قواعد.
3.تؤدي الموضة إلى بعض الأضرار الصحية: فارتداء الكعب العالي ـ مثلا ـ يؤدي إلى أمراض خطيرة، منها: حدوثُ تصلبٍ في عضلات الساق، وحدوثُ تشوهات في العمود الفقري، والآم في الظهر، والساق.
ومثال آخر: بودرة الوجه البيضاء؛ إذ كان هناك نوعٌ، تتمُّ صناعتُه من مادة الرصاص، وقد يتسبَّب في أمراض، أبرزُها التسمم، وأنه يعمل على ظهور ندوب في الوجه، وحدوث كثير من التشوهات. ومثال آخر: العدسات اللاصقة، وآثارها المرضية السيئة.
4.باتت الموضة شكلا من أشكال تسطيح العقول، وسياسات الإلهاء: فمع انتشار الموضة المعتمدة على الاستهلاك المتواصل للأزياء، شهدت المجتمعات تحولات عميقة في المجال العام؛ إذ يؤكد عالِمُ الاجتماع (زيكمونت باومان) في كتابه (الحداثة السائلة) اختفاء النمط القديم من المجال العام، الذي كان يسمح للناس بمناقشة مشاكلهم المشتركة، وتحويلها إلى قضية، أما الآن، فأصبح المجال الخاص، وحياة المشاهير، وآخر صيحات الموضة، وفضائح الفنانين هي ما تحتل المجال العام.
فأصبحت الموضة شكلا من أشكال هيمنة الحضارة الحديثة على حياتنا، وتحويل سخط الأفراد، وهمومهم، وقلقهم إلى نزعة استهلاكية للأزياء، ونظم الحمية الغذائية، والصيحات الجديدة من الأفكار، والكلمات، والملابس، وأعطتهم حرية مخادعة، مشروطة بما يفرضه عليهم صنَّاعُ الأزياء، والشركات العالمية، بل تحولت الموضة إلى عملية إلهاء عن القضايا الحقيقية.
5.التقليد الأعمى للموضة، وضياع الهوية، والشخصية الحقيقية. وتدل الموضة على إحكام السيطرة على الشعوب؛ إذ إنَّ اتِباعَ شعبٍ أزياءَ غيرِهم دليلٌ على تخلٍ، وانهزام؛ فالأمة إذا تخلَّت عن طابعها الخاص، طُبِعت بطبائع الأمة، التي قلَّدتها، وأخذت بزيّها، يقول ابن خلدون: (إنَّ المغلوب يتشبَّه بالغالب في ملبسه، ومركبه، وسلاحه في اتخاذها، وأشكالها، بل وفي سائر أحواله).فهل رأيت غربيا يرتدي زِيًا عربيا، أو إسلاميًا؟ نعم، قد يرتدي إذا أراد أنْ يستهزىء، أو يتندر!
فاتباع الموضة فرض السيادة بالتبعية المحضة من الشعوب، وإنْ لم تكن سيادة عسكرية، فإذا كان لباسُك يختاره غيرُك، بل يفرضُه عليك؛ فهذا دليلٌ على أنَّك تابعٌ له، لا محالة.
6.إنَّ بعضَهم أخذ يتَّبع ما يأتينا من موضات من الآخر اتباعَ المستسلم، الذي لا يجدُ لنفسه وزنا، ولا وجودًا، ولا تأثرًا، ولا رأيًا؛ فربما تأتينا بعض الموديلات بما تأنفهُ أنفسُنا، أو لا يريحُنا، أو يبدو غريبا، وعلى الرغم من ذلك، فإنَّنا نشتريه بأغلى الأثمان؛ لأنَّه آخرُ موضة، أو أنَّه يحمل الشعار المشهور، أو صمَّمَهُ المصممُ الفلاني!!!
7.إيصال الفرد عبر الموضة إلى ما يُعرَف بـ (الهوس بحُمَّى الصيحات)، وهو مصطلح يعبر عن الشغف، والتعلق بشيء معين إلى جرجة كبيرة، ومبالغ فيها إلى مرحلة إلغاء العقلانية! وهو ما يُصابُ به الشباب، والمراهقون خصوصا؛ إذ يرى بعضُ أخصائي علم النفس، والاجتماع أنَّ الشباب عموما، والمراهقات خصوصا يبحثون عن التفرد، والبروز، وجلب الانتباه، والحصول على القبول الاجتماعي، وأنَّ المظهر الخارجي هو شكل من أشكال التعبير، والتواصل، ويعكس جوانب من شخصية الفرد، كما أنَّ هذه الفئة بسبب عدم اكتمال نضجها الفكري تكون أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية من وسائل الإعلام المتنوعة.
فالشباب في كل المراحل العمرية يحبون الظهور، ويريدون دائما استخدام مصطلح (أنا موجود)، وكلُّ ذلك أمرٌ طبيعي في هذه المرحلة، ولكن إذا تخطَّى الأمرُ الحدَّ المسموح، فإنَّهُ يتحوَّلُ إلى هوسٍ مَرَضي، ويصبحون من دون أنْ يشعروا ضحيةً للموضة؛ إذ تُصبح محورَ حياتهم، وتتحكَّمُ بهم؛ فتؤدي إلى هدر الوقت، وتبذير المال، والتقليد الأعمى، فيكونون في حلقة مفرغة عن طريق الركض وراء صيحات الموضة، التي تتغيَّر بشكل سريع جدا.
8.باتت الموضة شكلا من أشكال تغييب العقول: إذ يعمد الإعلام غير المنضبط إلى خلق حالة الهوس لدى الشباب؛ بتقديم نماذج سيئة، أو غير ناضجة مع ربطها بموضة مثيرة جديدة؛ فيصبحون مولعين بها، ومهوسين بها، إلى درجة التأثر بسلوكيات تلك النماذج، وإنْ كانت فاشلة، أو غيرَ مرغوبٍ فيها مجتمعيًا، بدلا من أنْ يقدموا لهم نماذج ناجحة، ومؤثرة في مجتمعاتهم، مثل: العلماء، والأدباء، والمصلحين.
9.نشوء مجتمع يؤمن بالمظاهر الفارغة، غير الحقيقية، والاستغراق بالشكل الخارجي؛ فترى الفرد، ولاسيما الشباب يتهافت على آخر صيحات الموضة، بصرف النظر عن الثمن، والذوق، والأناقة، وكأنَّ قيمة الإنسان تُحدَّدُ بالماركة، التي يلبسها، في حين أنَّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يقول: (قيمة كل امرء ما يحسنه)، وليس ( ما يلبسه)!!!
فالمتأمل في واقع المجتمع اليوم، يجد أنَّ المظهر الخارجي أصبح من الأولويات، التي يُوليها الجميع من مختلف الفئات العمرية، والمستويات الثقافية من الاهتمام، والوقت، والمال.
10.بعض الموضات لها دلالات جنسية منافية للحشمة، والستر، وهذه الموضة تتبع أحسن الأساليب في الإغواء، والإغراء؛ مما يؤدي إلى انتشار البهيمية، التي تعد نقطة تحول في فساد المجتمع.ومصاديقها كثيرة بدءًا من اللبس الضيق جدا، وصولا إلى بعض الحركات في فصال الملابس للرجال، والنساء على حد سواء.
11.الشغف وراء إتباع صیحات الموضة بشكل مفرط، يؤثر في نفسیة الفرد بالسلب، إذا لم يستطع مواكبة كل ما ھو جديد سواء؛ لعدم القدرة المالیة، أو لعدم ملائمته له.
12.إنَّ إتباع الغريب من خطوط الموضة من ارتداء الملابس غیر الملامة، أو قصات الشعر الغريبة يساھم فى مظھر غیر لائق، والابتعاد عن الأناقة، التي ھى أساس الموضة، وظاهرة ارتداء الملابس المتهرّئة، والمرقَّعة تحت الركبة، أو فوقها أحيانا أمرٌ لافتٌ للنظر في أوساط الشباب سواء في ذلك الذكر، أو الأنثى، وقد أصبحت ظاهرة رقع الملابس، وتمزيقها من الموضة الحديثة، التي انتشرت كثيرا في الآونة الأخيرة، وتحول إلى أمر طبيعي، أنْ تجد هذه الملابس الممزَّقة تُباع، وتُشتَرى وبأثمان باهضة! سواء في ذلك المناطق المشهورة، أو حتى الشعبية منها.
13.إنَّ ارتداء الملابس غير الملائمة لطبيعة الجسم يكشف عيوبه بدلا من أنْ يُضفي أناقةً له، مثل الملابس الضيقة، التي لا تلائم الشخص، الذي يعاني من السُّمنة، أو ارتداء الملابس المفرَطة في الألوان، أو الزركشة، فالبساطة هي الطريق إلى الأناقة.
ومن المستغرب أنْ تجد بعض النساء البدينات، ويرتدين ملابس ضيقة؛ فتبدو بشكل مقزز، ينفر منه الذوق، فضلا عن بعض النساء الحوامل، ويرتدين ملابس ضيقة، ولا نعلم ما الرسالة، التي تقدمها الحامل من ذلك! إذ تذكر أمهاتنا ـ جيل الطيبين كما يصطلحون عليهن ـ أنَّ المرأة إذا صارت حامل؛ فإنها لن تدعَ أحدًا يعرف بذلك؛ وهذا يدل على حيائها الكبير!!!
14.من آثار الموضة السلبية أنَّنا نرى اليوم في الفضاءات العامة، وفي شوارع المدن شباباا يرتدون ملابس بألوان زاهية، ومن بينها الألوان، التي يقال إنها مرتبطة بالأنوثة، مثل: الوردي، والأحمر، والبرتقالي، ويرتدي الشباب اليوم السراويل الضيقة، والأقمشة الملونة، والمزينة بالورود، والنقوش، وحتى طريقة فصال القميص، أو التيشيرت، أو البنطلون، ويقتنون الأكسسوارات سواء القلادات، أو الخواتم، وغيرها، ويُقبل عددٌ كبير منهم على قاعات التجميل، ويصففون شعورهم، أو يصبغونها، وكذلك يستعملون مستحضرات تجميلية للعناية بالبشرة، ولا نعلم إنْ كانوا سيستعملون العدسات اللاصقة مستقبلا!!!
15.إذا كانت الموضة لم تخلق النرجسية علنا، فإنَّها قد أعادت إنتاجها بطريقة جلية، وجعلت منها بنية تركيبية، ومستمرة لسكان المدن؛ وذلك بتشجيعهم على الاهتمام الزائد بعروضهم التمثيلية، وعلى البحث عن الأناقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى