في الواجهة

كل شيء عن جواز السفر و استعمالاته .. تقنيات صناعة وطبع جواز السفر

عبد الرحمن تيشوري
شهادة عليا بالادارة
ان تشابك مصالح الناس في المجتمعات، وضرورة الانتقال من بلد الى آخر وسهولة المواصلات التي يشهدها العالم اليوم كل ذلك جعل المجتمعات في حاجة الى الاعتماد على هذه الوثيقة الثبوتية المسماة جواز السفر الذي تصدره الدول طبقاً للقانون، ويكون محل تقدير من قبل الدول الأخرى، ويتم تسهيل مهمة حامله وذلك وفقاً لمبدأ المعاملة بالمثل والعرف الدولي من أجل سهولة الانتقال التي تعتبر حق من حقوق الانسان الاساسية.
ونظراً لأهمية جواز السفر كونه محرر رسمي يجب أن يكون له قدسية خاصة بين الأفراد فضلاً عن كون هذه الوثيقة تحدد بعض المراكز القانونية للفرد أمام المجتمع الدولي‘ وخاصة فيما يتعلق باثبات الجنسية وما يترتب على ذلك من حتمية الحصول على تأشيرات دخول لبعض الدول التي تستلزم ذلك بالنسبة لجنسيات معينة أو بالنسبة لتطبيق الاتفاقيات الدولية لتسليم المجرمين.
من هنا يقع عبء كبير على عاتق ادارة الهجرة والجوازات المكلفة باصدار هذه الوثائق للمواطنين ومن في حكمهم وتدقيق الجوازات القادمة والمغادرة من والى الدولة.
فجواز السفر هو الاداة التي تستخدمها ادارة الهجرة من أجل القيام بعملها فجوهر عملها ينصب على هذه الوثيقة من حيث اصدارها وتدقيقها وتوشيحها باختام الدخول والمغادرة ومنح الاقامة بالاعتماد عليها.
لذلك سعت الدول الى تحديث وثائق سفرها وتميزها بوسائل حماية وعلامات أمنية كثيرة لمنع تزويرها أو استخدامها من قبل غير صاحبها.
المطلب الاول:
جواز السفر
مفهوم جواز السفر
أولاً- تعريف جواز السفر:
من حيث الشكل: دفتر يحتوي على صفحات عديدة تمنحه وزارة الخارجية اذا كان دبلوماسياً أو خاصاً أو لمهمة‘ وتمنحه ادارة الهجرة والجوازات داخل القطر إذا كان عادياً وكذلك يمكن ان يمنح من قبل البعثات الفنصلية السورية في الخارج.
من حيث الموضوع: وثيقة مواطنة واثبات شخصية تصدرها الدولة لمن يريد السفر الى دولة أخرى تطلب بموجبها من الدول الأخرى منح حامله كل مساعدة كموضوع يهم الدولة مصدرة الجواز. ومن هذا التعريف نرى أن جواز السفر هو وثيقة رسمية تصدر عن الدولة لأغراض أهمها:
1-اثبات شخصية حامله وتمكينه من مغادرة البلاد.
2- اثبات جنسية حامل الجواز.
3- تدوين المعلومات والبيانات التي يراد توثيقها من الموظف العام.
ويحتج بجواز السفر كوثيقة اثبات شخصية بين الدول فهو الوثيقة التي تصدرها الدولة لاثبات شخصية مواطنيها خارج الدولة يُطلب فيه تسهيل سفرهم من السلطات الوطنية والاجنبية وتمكن الشخص بموجبه من عبور المنافذ الداخلية لبلاده ويمكنّه من دخول الدول المصرح له السفر اليها.
ثانياً- أنواع جوازات السفر:
تختلف أنواع جوازات السفر في الجمهورية العربية السورية حسب الجهة المانحة لها وهي على النحو التالي:
1- الجوازات التي تمنحها وزارة الخارجية وهي:
أ- جوازات السفر الدبلوماسية.
ب- جوازات السفر الخاصة.
ج- جوازات السفر لمهمة.
2- جوازات ووثائق السفر التي تمنحها ادارة الهجرة والجوازات في وزارة الداخلية وفروعها في المحافظات أو بعثات التمثيل السياسي أو السلطات التي تعهد اليها بذلك حكومة الجمهورية العربية السورية في الخارج :
أ- جوازات السفر العادية.
ب- وثائق السفر الخاصة باللاجئين الفلسطينيين.
ج- جوازات السفر الخاصة بالحج.
د- نذاكر المرور.
3- الجوازات التي تمنحها وزارة النقل : وهي جوازات السفر البحرية
ثالثاً- أهمية جواز السفر
تبرز أهمية جواز السفر كونه الوسيلة التي تمكن حاملها من مغادرة بلاده وتطلب دولته من السلطات المختصة في الخارج السماح لحامله بحرية المرور وتقديم المساعدة له في ظل القانون حيث أن جواز السفر يمثل الدولة التي أصدرته وهو الوثيقة الرسمية التي تحدد هوية حامله المعتمدة بين الدول لاثبات الشخصية، وهو الوسيلة التي يعتمد عليها في جميع دول العالم في مسألة تنظيم الدخول والخروج عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية ويتم من خلال قراءة المعلومات المدونة على جواز السفر مراقبة المشبوهين بالاعمال الاجرامية والممنوعين من السفر والملاحقين أمنياً بالتزوير من أجل تحقيق غاياتهم واخفاء شخصياتهم في التنقل بين الدول وممارسة الأساليب الاجرامية المختلفة من التجسس والارهاب وتهريب المخدرات.
الأمر الذي جعل تزوير الجوازات يزداد بشكل ملحوظ بقصد تضليل السلطات المختصة للوصول الى وضع قانوني، أو تحقيق أهداف معينة ساعد في ذلك تطور وسائل المواصلات السريعة مما أتاح المجال لارتكاب العديد من الجرائم ذات الطابع الدولي، وأمكن المجرم أن يرتكب جريمته على أرض دولة ما ثم يسارع بالخروج منها الى دولة أخرى مستخدماً جواز سفر مزور لاخفاء شخصيته الحقيقية التي يكون مطلوباً بموجبها لذلك عمدت الدول على تزويد جوازات السفر بميزات يصعب تزويرها ويسهل اكتشافها من قبل المختصين في المنافذ الحدودية المختلفة عند قيامهم بتنظيم الدخول والخروج.
وأوجبت أنظمة الدول اعلام السلطات المختصة عند فقدان جواز السفر، وتفرض بعض الدول غرامات مالية على فقدان جواز السفر، وأكدت هذه الانظمة بأنه على كل مسافر تسجيل جواز سفره لدى سفارة بلاده في الدول التي يقصد السفر إليها.
كل ذلك من أجل المحافظة على جواز السفر باعتباره الوثيقة الأهم في التنقل وخوفاً من سوء استعماله من قبل الغير أو تزويره.
رابعاً- تزوير جواز السفر
التزوير هو من أهم المشكلات التي تواجه ادارة الهجرة والجوازات في موضوع جواز السفر لذلك سوف نعمد الى تحديد مفهوم التزوير في اللغة والقانون وخطورته وأساليبه ووسائل الحماية الفنية أو القانونية أو الشرطية وكيفية كشف التزوير والوسائل المساعدة على عدم حدوثه وبيان خطورته على أمن المجتمع واستقراره.
تعريف التزوير:
لغة: محاولة تزيين الكذب وطمس الحقيقة وإلباس الباطل ثوب الحق
قانوناً: تغيير الحقيقة بقصد الغش في محرر بإحدى الطرق التي نص عليها القانون تغيير من شأنه أن يحدث ضرراً ويعد تغيير الحقيقة لجواز السفر هو جوهر عملية التزوير والأساس التي يقوم عليه الركن المادي ويقال عنه الكذب المكتوب الذي لابد أن يقع حتى تكون جريمة التزوير
وترتبط علة تجريم التزوير بالضرر أو الخطر الذي ينتج عنه.
ولا يشترط للتزوير أن يشتمل كافة بيانات الجواز ولكن يعد تزويراً إذا وقع التدخل في احدى البيانات، وحدث اختلاف عما أوردت الجهة التي قامت باصداره وباختلاف الحقيقة يكون العمل تزويراً كأن ينال التدخل التعديل في الاسم او نزع الصورة الملصقة لصاحب الجواز وتبديلها.
الخطورة الأمنية لجريمة استعمال الجواز المزور
يهدف تزوير جواز السفر الى الانتقال من بلد الى آخر تحت غطاء المشروعية من أجل تنفيذ بعض المآرب بعيداً عن الرقابة الأمنية التي تضع الاشخاص الخطرين تحت الرقابة الأمنية.
أولاً- العوامل المؤدية للجريمة في سورية
1ً- موقع القطر العربي السوري الذي يجعله معبراً ضرورياً ومحطة هامة لكثير من المسافرين.
2ً- ملاذ آمن لجميع الرعايا العرب الذين لا يحتاجون سمة دخول مسبقة. ((فيزا))
3- ضعف الخبرة الفنية والتقنية في كشف التزوير الأمر الذي يشجع ضعاف النفوس أصحاب الجوازات المزورة من استعمال القطر كمحطة عبور من أجل اضفاء المشروعية على جوازات سفرهم المزورة وذلك بتوشيحها بأختام دخول ومغادرة القطر.
4ً- الاضطرابات والمشكلات الداخلية في بعض الدول مثلاً قدوم مئات الآلاف من العراقيين الى القطر بعد الاحتلال الأميركي دفع العديد منهم الى تزوير جوازات السفر بغية الهروب من الواقع المزري فالعراقيون ثم الصوماليون هم من أكثر من يعمد الى تزوير جوازات السفر.
5ً- اتقان عمليات التزوير في الجوازات باستخدام التقنيات الحديثة.
6ً- عدم فعالية العقوبات التي تطبق بحق مرتكبي جرائم استعمال جوازات السفر المزورة في سورية
ثانياً- أساليب تزوير جواز السفر
1- التزوير المادي: هو كل تغيير ينال جواز السفر بطريقة مادية، بحيث يترك أثراً تدركه العين المجردة أو يمكن كشفه بالوسائل العلمية.
حيث يختلف إدراك التزوير باختلاف الوسيلة المستخدمة فيه، فاذا استخدم المزور الاسلوب العلمي واتقن عمله قد لا يكشف بسهولة، واذا استخدم الأساليب البسيطة كان عرضة للكشف.
ويمكن تقسيم التزوير المادي في جواز السفر الى قسمين:
أ- التزوير الكلي:
ويكون بطباعة الجواز كاملاً ووضع العلامات التي يدركها المزور في الجواز وهذه عملية مكلفة لا يستطيع الانسان العادي القيام بها، وانما تمارس من قبل دول أو عصابات تملك القدرة المالية ولها مصالح في طباعة جواز السفر المزور لتحقيق غرض غير مشروع ومن الصعوبة بمكان كشف هذا التزوير.
ب- التزوير الجزئي:
يحصل التزوير الجزئي في مكان محدد من جواز السفر ويكون غالباً في بيانات تحقيق الشخصية أو البيانات التنظيمية في أي من مكونات جواز السفر بما يناسب أهداف المزور كأن يحرف في العبارات المثبتة على الجواز أو يبدل الصورة ويكون التزوير الجزئي باحدى الطرق الآتية: الحذف أو الاضافة.
الإضافة: ويكون بادخال بيانات الى جوازات السفر لم تكن مثبتة أصلاً في وقت تحرير الجواز وقد تكون اضافة بسيطة تحصل دون المساس بأصل الوثيقة كإضافة نقطة او التعديل في الأرقام المتشابهة مما يجعل كشف التزوير صعب من غير المختص.
الحذف: ويكون بحذف في بيانات جواز السفر، وغالباً ما يكشف بسهولة من قبل المختص لأن في تكوين ورق جواز السفر رسوماً وألواناً تتأثر بالمحو مما يساعد على اكتشاف التزوير.
ومن صور الحذف:
أ- رفع الصورة الفوتوغرافية الأصلية لصاحب الجواز الحقيقي الموضوعة من قبل ادارة الهجرة والجوازات وتثبيت صورة أخرى مكانها.
ب- تزوير رقم جواز السفر وتعديله الى رقم آخر، وهذا يدل على أن هناك تزويراً آخر في معلومات الجواز مما يستدعي التدقيق في البيانات المثبتة على جواز السفر.
ج- تزوير توقيع صاحب الجواز ويكون عادة بالمحو أو الحك أو الازالة الكيماوية ووضع بدلاً منه توقيع الشخص الذي سيحمل الجواز المزور وغالباً يكون تزوير التوقيع مصاحباً لاستبدال الصورة.
د- التجميع يتم بعد عملية تفكيك جواز السفر الصحيح واستبعاد بعض الصفحات ووضع بدلاً عنها صفحات أخرى تحمل نفس الرقم ويحصل ذلك في الصفحات التي تكون فيها بيانات تحقيق الشخصية أو في الصفحات التي تحمل تأشيرات الدخول والاقامة.
2- التزوير المعنوي: يقصد به تغيير الحقيقة باسلوب معنوي ليس فيه تدخل مادي اي ان التزوير لا يصيب جواز السفر في مظهره وانما في مضمونه ابتداء عند الكتابة ويكون مصدره الشخص المكلف بالكتابة فيقوم باثبات ما يخالف الحقيقة كأن يثّبت اسم صاحب الجواز قاسم بينما اسمه الحقيقي جاسم والتزوير المعنوي لي له اي اثر مادي في شكل الجواز او مادته.
المطلب الثالث
وسائل وأساليب مكافحة جريمة استعمال الجواز المزور
أولاً- وسائل حماية جواز السفر:
يقصد بهذه الوسائل تأمين جواز السفر من التزوير بوضع صعوبات في وجه من يحاول العبث به وحتى يسهل كشف تزويره بعد ذلك ويتحقق ذلك بوضع مجموعة من المميزات الدقيقة تبدأ من مرحلة تكوين وطباعة الجواز الى مرحلة صدوره.
ب- الحماية الفنية:
-1- مرحلة الطباعة: تكون ابتداء من صناعة الورق بنسب محددة وتدخل فيها بعض الألوان بمقادير معينة ويضاف لورق الجواز عند صناعته شعيرات متناثرة تعطي توهجاً خاصاً اذا تعرضت لضوء أو لاشعة فوق البنفسجية.
وتوضع العلامة المائية وهي تحوير موضعي في تشكيل الورق اثناء صناعته وتكون هذه العلامة المائية في أشكال وتصاميم ترى بوضوح في الضوء النافذ وقد يحصن جواز السفر بخيط الضمان الذي يوضع في عجينة الورق عند التصنيع ويمكن ان يحمل اسم الدولة وتكون العبارة صغيرة جداً لا يمكن قراءتها إلا بالعدسات المكبرة ويمكن أن يضاف الى عجينة الورق خلال التصنيع مواد كيماوية تتفاعل مع مزيلات الأحبار ويجب المحافظة على عدد المنتج من الجوازات في مرحلة الطباعة وحصره وتسليمه للجهة المختصة يعد من الامور المهمة التي تقضي بعدم تسرب جواز السفر بعد الطباعة الى أيدي غير أمينة لا تتورع في إيصالها الى جهات التزوير حيث يسهل عليها عملية التزوير.
-2- مرحلة الاصدار:
يقصد بها اثبات الصورة والمعلومات الخاصة بصاحب الجواز وتكون بأحبار يصعب تزويرها وتحتوي على نسبة من الحديد لا تقل عن 4% مما يجعل الورق يتشرب بالحبر وتصعب ازالته بالمحو العادي او الكيميائي حيث تبقى له آثار يمكن قراءتها تحت ضوء الاشعة فوق البنفسجية ومن ضمانات حماية جواز السفر وضع بصمة ابهام يده اليسرى لأن البصمة يعتمد عليها في اثبات الشخصية ولا يمكن أن تتطابق مع شخصين.
من أهم أساليب الحماية في مرحلة الاصدار ملء بيانات الصفة التي تحمل الصورة بطريقة خاصة بحيث يمكن أن تقرأ الكترونياً وتقارن مع قاعدة البيانات للتحقق من صحة الجواز ومطابقة بياناته للواقع.
ج – الحماية الأمنية (الشرطية)
تخصص الدول جهاز مركزي لمكافحة التزوير في جوازات السفر يكون هدفه:
1- تنسيق الجهود والرقابة الفعالة التي تستهدف منع وقوع هذه الجريمة
2- تزويد منافذ الحدود في المطارات وغيرها بالأجهزة الفنية التي تتيح الكشف عن الجوازات المزورة.
3- انشاء مختبرات جنائية مزودة بأحدث الأجهزة العلمية ويعمل بها خبراء مختصون لفحص كافة الجوازات التي يشتبه بتزويرها.
4- عقد الدورات التدريبية للعاملين في الهجرة والجوازات من أجل اكسابهم مهارة في كشف التزوير.
5- التعاون والتنسيق الاقليمي والدولي لمكافحة بعض صور التزوير التي تتخطى حدود الدولة وتبادل الخبرات العلمية والعملية في مجال كشف التزوير.
6- عقد الاتفاقيات الثنائية والدولية والتي تهدف الى التعاون في مجال مكافحة تزوير جواز السفر بشكل أكثر فعالية ويتناسب مع التطور المذهل في عالم الاتصالات.
ثانياً- وسائل كشف الجريمة:
تتعدد الوسائل والطرق الفنية لاكتشاف التزوير في جوازات السفر ولا شك ان رجل الجوازات يعد أول من يتعامل مع جواز السفر الذي هو محور الاجراءات في منافذ الحدود ومن ثم يتوقف على مدى خبرته ومهارته وتدريبه احكام الرقابة على استعمال الجوازات المزورة وهو يعطي اشارة للخبير الفني بالتدخل لفحص الجواز عندما يشك في تزويره أثناء انهاء اجراءات الدخول أو المغادرة لأحد الأشخاص، الأمر الذي يلقى على رجل الجوازات مسؤولية كبيرة في ميادين معرفة الوسائل الفنية التي تؤدي الى الكشف عن الجواز المزور ونوعية التزوير والطرق المستخدمة في تزويره.
ونظراً للصراع الدائم بين العلم والجريمة فلا يمكن تحديد تلك الأجهزة التي هي في تطور دائم ولكن سنذكر بعض الأجهزة الأساسية التي تساعد الفاحص في كشف التزوير:
أ- العدسات المكبرة: من أجل مساعدة الفاحص في استبيان المظاهر التي يصعب تحديدها بالعين المجردة
ب- المجاهر: من أجل مساعدة الفاحص في تحديد المظاهر المادية لتزوير الجوازات وتتبع آثار الضغط الكتابي والتوقيعات والأختام. ويوجد مجهر مقارن يمكن الفاحص من استخدام عينتين الأصلية والمشتبه بها لاجراء المقارنة التفصيلية لهما، وتوضح كدى انطباقهما واظهار نقاط الاختلاف بينهما.
ج- أجهزة الكشف بالاشعة: وهي نوعان:
1- أشعة منظورة:
فالاضاءة الساقطة المنعكسة تستخدم في فحص المظاهر المادية لأنواع التزوير المادي أما الجانبية المائلة فتستخدم في فحص التزوير باستخدام المحو الميكانيكي، ودراسة آثار الضغط الكتاب أما الأشعة النافذة فتستخدم للمقارنة بين أنواع الورق المختلفة وتكشف حالات تزوير التوقيعات بطريقة الشف أو النقل.
2- أشعة غير منظورة أهمها:
الأشعة فوق البنفسجية:
وهي أكثر الاشعة غير المنظورة استخداماً في فحص آثار التزوير نظراً لخصوصيتها المعروفة بالتألق.
تستخدم في فحص علامات التأمين في جوازات السفر التي توضع في مرحلة التصنيع وكذلك العلامات الخفية وتستخدم في امكانية اظهار البيانات التي تعرضت لعملية المحو الكيماوي وغيرها.
الأشعة تحت الحمراء:
تختلف الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية في أن الأولى لا تعطي تأثير مباشر محسوس بالعين المجردة مثل الثانية وانما من خلال هذه الأشعة يمكن كشف الكتابة المطموسة.
د- أجهزة الفحص الكيميائي للمستندات:
تنقسم الفحوص الكيميائية في مجال فحص التزوير الى نوعين:
1ً- فحوص تختص بفحص الآثار المادية كما في حالة استخدام المساحيق الملونة في تحديد مواضع المحو الميكانيكي او استخدام المحاليل الكيميائية من أجل اظهار الكتابة السرية.
2ً- فحوص تستخدم في اجراء عملية المقارنة والتي تفيد في فحص وتحليل الادوات والأسطح الكتابية كما تفيد في كشف حالات التزوير بالاضافة والتحشير والتعديل عندما يتم ذلك بأداة كتابية مختلفة عن تلك التي حررت بها البيانات الأصلية.
من الصعب تحديد الوسائل والأجهزة الكيميائية التي تستخدمم في مجال كشف التزوير لتعدد الوسائل والأجهزة التي يمكن أن تستخدم فمن خلال نوع الفحص المطلوب اجراءه يتم اختيار الأسلوب المناسب ولا يلجأ الى اسلوب الفحص الكيميائي إلا في حالة الضرورة القصوى لأن استخدامه يمكن أن يؤدي الى اتلاف جواز السفر دون الوصول الى النتيجة المطلوبة.
ثالثا- الاجراءات والوسائل التي تساعد على التقليل من جريمة التزوير
أ- التدريب
يعد التدريب من الوسائل الفعالة في كشف التزوير حيث تقوم الجهة المختصة بالتدريب بتعريف العاملين بأساليب ووسائل التزوير وطرق كشفها ويشمل التدريب التعرف على مواصفات جواز السفر وما يتضمنه من علامات ظاهرة وخفية سواء كان ذلك للجواز الوطني أو الاجنبي.
كما يتم التدريب على اجراء المقارنة بين الجواز الصحيح من واقع المعلومات التي تدون عليه والعلامات الخاصة وبين الوثيقة المزورة من حيث الشكل العام ومواقع التزوير متزويد العاملين في المنافذ الحدودية بكل ما يستجد من أساليب حديثة في مجال تزوير الجواز.
ب- استخدام التقنيات الحديثة في كشف الجوازات المزورة
1- استعمال الحاسوب:
وذلك بأن تقوم ادارة الهجرة والجوازات بانشاء قاعدة بيانات لجميع الجوازات التي تصدرها بما في ذلك صورة حامل الجواز وبذلك يمكن المقارنة بين المعلومات المخزنة في الحاسب والمعلومات المثبتة على جواز السفر، وهذا يسهم في معرفة الحقيقة ومعرفة جرائم التزوير في جواز السفر الوطني، فاذا استطاع المزور ان يزور البيانات الموجودة على وثيقة السفر فانه لن يستطيع ان يصل الى قاعدة البيانات الخاصة بالجوازات لدى ادارة الهجرة والجوازات وبالتالي عند المطابقة يكشف الاختلاف وتحدد أماكن التزوير.
2- اثبات البصمة
من المفيد أخذ بصمة حامل الجواز على احدى صفحات جواز السفر للرجوع اليها عند الضرورة اذا اشتبهت الجهة المختصة في شخصية حامل الجواز وذلك بأخذ بصمته ومقارنتها بالبصمة الموجودة على جواز السفر ومن الثابت ان البصمات لا تتطابق حتى بين التوائم المتشابهة وكذلك يمكن الاعتماد على بصمة الصوت واستخدامها في التحقق من هوية الأشخاص.
3- تفعيل التعاون الدولي في مجال مكافحة جريمة استعمال الجواز المزور:
تشهد أجهزة الشرطة المختصة بمكافحة جرائم تزوير الجوازات واستعمالها في مختلف دول العالم تنامياً في التعاون في تبادل المعلومات والخبرات لمكافحة هذه الجرائم ومن صور التعاون الدولي في هذا المجال ما يلي:
أ- تزويد الدول بعضها البعض بالميزات والعلامات الظاهرة والخفية في جوازاتها الوطنية التي تساعد ي اجراءات التدقيق والكشف عن التزوير وكذلك تزويدها بنماذج عن جوازاتها الوطنية لاستخدامها في مجال التدقيق.
ب- تبادل المعلومات بشأن وسائل التزوير وحالاته والوسائل الجديدة التي يستخدمها المزورون.
ج- تبادل المعلومات حول ما تتوصل اليه الوسائل العلمية الحديثة في مجال الكشف عن التزوير
د- عقد اتفاقيات ثنائية وجماعية بين الدول تحدد من خلالها اسس سياسة التجريم والعقاب واطار التعاون في مجال مكافحة التزوير في جواز السفر
الخلاصة
يعد جواز السفر الوسيلة التي يعتمد عليها في اثبات الشخصية والتنقل بين الدول ويكون محل تقدير في نظر الدول الأخرى ويتم تسهيل مهمة حامله وتمكينه من التنقل وقد صاحب كثرة الانتقال الناتجة عن التطور الكبير لوسائل المواصلات والانفتاح العالمي سوء استخدام لهذه الوثيقة من قبل فئات عدة منها الارهابيون وتجار المخدرات والمطلوبين والممنوعين من دخول دول معينة وكذلك من قبل فئات تطمح في تحسين مستوى معيشتها والحصول على فرصة للدخول الى الدول الغنية، هذا قادنا الى التعريف بجواز السفر وأهميته كوثيقة عالمية في التنقل بين الدول وانه محور عمل ادارة الهجرة والجوازات وكذلك الى تعريف التزوير وأساليبه ووسائل الحماية من التزوير وكيفية كشف التزوير والوسائل المساعدة على عدم حدوثه.
المقترحات
– ضرورة اجراءالمزيد من الحماية الفنية لجواز السفر وتطويرها باستمرار.
– تدريب العاملين في ادارة الهجرة والجوازات على كشف اعمال التزوير واطلاعهم على الجديد في مجال الأجهزة الحديثة المساعدة على كشف التزوير.
– تزويد المراكز الحدودية بأحدث الأجهزة في كشف التزوير وتحديثها بصفة مستمرة .
– الاعتماد على استخدام نظام البصمة الالكترونية لاثبات الشخصية في جواز السفر.
– تطوير قانون العقوبات فيما يتعلق بجرائم التزوير عامة وتزوير جواز السفر خاصة بما يتلائم مع خطورة الجريمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى