رياضة

كرة القدم الرياضية ….تفقد منصبها مع كرة القدم السياسية …؟

 
إسماعيل رزايقي
اليوم ادركت أن الرياضة والسياسة عاملين أساسيين لا يمكن الاستغناء عن بعضهم البعض ، كيف لا وروسيا التي تحارب أوكرانيا في أمور سياسية لا يفقهها العديد من الناس وهاهي تحرم من مشاركة منتخبها في مونديال قطر ، الجزائر التي تظل سيدة بقراراتها في بعض القضايا الاقليمية والدولية وتحاول دائما ان تكون متفردة سياسيا وعسكريا في الشمال الإفريقي وحتى في البلدان العربية ، نراها ضعيفة جدا في المجال السياسي الرياضي ، هذا المجال الذي لطالما بسط نفسه المتنفس الوحيد لشعب وشباب قهره كل شيء في بلد غني بثرواته ، هذا الشباب الذي تعلق بحب الكرة ومنتخبه الوطني الذي يريده دائما في المحافل الدولية وسماع إسم الجزائر ونشيدها يدوي هنا وهناك ، هذا كل ما يناله هذا الشعب المقهور في النهاية وهذا ما يريده فعلا ، لأنه يدرك جيدا ان الفوز بكأس إفريقيا أو كأس العالم لن يضيف له أو ينقص من معاناته إلا سوى ما ينقص البحر لو وضعت فيه إبرة ونزعتها .
هذا الشعب المسكين ليس غبي كما يضن الكثير من المتفلسفين الذين يضحكون عليه ويستغربون عن مدى تعلقه بفريقه وبلده وألوانه الوطنية ، شعب يريد فقط ان يلهي نفسه ولو بعد حين ، يريد أن ينسى قليلا ويتنفس نشوة الانتصار التي تفيده نفسيا لا اكثر ولا اقل ، يدفع من جيبه من أجل ربح قليل من السعادة العابرة التي سرعان ما يعود إلى حياته اليومية البائسة ومع هذا يبقى راضي عن نفسه على مر الزمان .
يقولون أن حبل الكذب قصير وهذا ما حصل فعلا ، يقولون أن التخدير لا يبقى طويلا وهذا ما وقع ، فسرعان ما ينكشف كل شيء ، الواقع الحقيقي هو الذي يضغط ويفرض نفسه من أجل بروزه ، الحقيقة لابد لها ان تظهر ولو طالت .
عندما خرجنا للشارع وأخدنا سبرا للآراء اختلفت من أحد إلى اخر ، يقولون أن الشعب رغم ظروفه المعيشية السيئة فهو لا غالب له لأنه مخدر رياضيا ولايمكنه أن يصحى من هذا التخدير ، إذا فلنفترض هذا ، كيف لدولة قوية بجيشها وسيدة بقراراتها وصامدة في العديد من القضايا سواء الدولية أو الإقليمية تجدها فاشلة رياضيا ، نقصد السياسة الرياضية والتي طغت عليها فعلا الكولسة ، هاته الاخيرة التي لا نقول انها تحدث إلا في إفريقيا بل حتى في البلدان الاوروبية والأمريكية والاسيوية ، الفريق الوطني الجزائري تعرض للحقرة والكولسة قديما في مونديال 82 ، و86 ، وكاد أن يقع له ذلك في مونديال 2010 لولا انه كان وقتها الحاج روراوة رئيسا للاتحادية وعضو في الكاف والفيفا ، هذا الرجل القوي الذي يهابه الكثير في إفريقيا لأنه يعلم العديد من الخبايا .
اليوم في تصفيات مونديال قطر 2022 نرى الظلم والحقرة والكولسة واضحة وضوح الشمس وأين ؟ في بلدنا ؟
حكم مباراة يصول ويجول كمايحلو له ، يصفر ويقرر ويلغي الأهداف كما يشاء ، قراراته ممزوجة بابتسامة سخرية والجميع لاحظ ذلك على وجهه وكأنه يقول لنا أنه محمي من جميع الجوانب ، الكثير من الأخطاء وقعت ضدنا لم يصفرها ولم يعترف بتقنية الفار ولم يلتفت إليها اطلاقا وظل سيدا بقراره ، ولكن عندما تعلق الأمر لصالحنا هرع مسرعا إلى غرفة الفار يلغي الهدف ليس إلا ، وما مطالبته بالفار هو لتأكيد نيته في الغاء الهدف وخسارتنا .حتى لو لم يسجل هدف الكاميرون في آخر لحظة كان الحكم سيضيف بعض الوقت او احتساب خطأ او ضربة جزاء عشوائية للفريق الخصم وهذا ما أكده العديد من خبراء كرة القدم ممن شاهدوا هذا اللقاء .
رئيس اتحادية الكاميرون صامويل إيطو ، ليس بغبي ما فعله وهو يدرك كل شيء صغيرة وكبيرة ، يأتي باللباس الرياضي ويتدرب مع الفريق ويسجل ويدون كل شيء لاندري محتواه .حتى لانقول انه هو من حرمنا من كأس إفريقيا والتواجد بكأس العالم نترك الحديث للخبراء بإضافة المزيد ، إلى ذلكم الحين يجب استخلاص الدروس والعبر بتنصيب رجال داخل الاتحاد الأفريقي والدولي كسفراء الرياضة الجزائرية مثلهم مثل السفراء السياسيين من أجل وضع بصمتهم في مثل هاته الامور والاحداث التي تقع كل مرة وفي أي تظاهرة ما…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى