أحوال عربيةالحدث الجزائري

قمة الجزائر العربية…الحرب الإعلامية الخاسرة

زكرياء حبيبي قمة الجزائر العربية: الحرب الإعلامية الخاسرة للمخزن

مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية، المقرر عقدها في 1 و2 نوفمبر ، بالتزامن مع التاريخ الرمزي للغاية لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، تتزايد حملة الاستفزاز والعداء…، التي شنها ويشنها أنصار الصهيونية العالمية ضد الجزائر وقيادتها، من خلال استخدام بعض الشعارات الفارغة والهاشتاغات التي تستهدف فئة من الشباب الجزائريين المعروفين بارتباطهم بالقضية الفلسطينية عبر الملاعب الجزائرية من خلال “فلسطين الشهداء”.

إن النجاح الكبير الذي حققته الجزائر في إجراء الحوار الفلسطيني-الفلسطيني، الذي أقره إعلان الجزائر، قد أحبط كل المحاولات لإفشال جهود الجزائر لتوحيد الأسرة العربية حول القضية المركزية، قضية فلسطين وحق شعبها في بناء دولة ذات سيادة على أراضيها المنهوبة.

هذه الحملة العدائية التي يقودها نظام المخزن المحتضر، والذي أصبح منذ التطبيع مع الكيان الصهيوني في ديسمبر 2020 أداة للدعاية الصهيونية، وأداة للعدوان على الدول المعارضة لأي تقارب مع نظام الفصل العنصري.

وهكذا، فإن وسائل الإعلام التابعة للمخزن، مثل ميدي 1، المهددة بالإفلاس بعد رحيل الفرنسيين، بالتزامن مع افتتاح مكتب للقناة الصهيونية I24 بالرباط، والتي انخرطت في الأيام الأخيرة في حملة عداء مفضوح و نشر الأخبار الكاذبة والإشاعات، بقيادة أنصار القضية الصهيونية، للبقاء تحت رحمة ونعمة أمير المؤمنين محمد السادس.

هذا الأخير فقد أخلاقيا مكانته كـ “رئيس لجنة القدس” يوم تطبيع علاقة مملكته مع الكيان الصهيوني. علاوة على ذلك، فقد استمر على خطى خيانة والده الحسن الثاني، بمناسبة القمة العربية التي عقدت في الدار البيضاء عام 1965، والتي سبقت حرب الأيام الستة عام 1967.

إن اللعب بمشاعر الجزائريين حول حبهم وتعلقهم بالقضية الفلسطينية ليس له فرصة للنجاح.

وما تجنيد الخونة من أمثال عبدو سمار وأنور مالك وهشام عبود وأمير دي زاد، للدفع بالجزائريين وتشجيعهم على مهاجمة جهود قادتهم، الذين نجحوا في رفع الدبلوماسية الجزائرية إلى المستوى الذي يليق بها، مما يدل على مكانة الجزائر كدولة محورية تحظى بالاحترام والاستماع على الساحة الدولية، تبين أنها ضربة سيف في الماء. لأن الجزائر تعمل أكثر فأكثر على ترسيخ مكانتها كدولة ذات سيادة، على عكس جارتها الغربية، ففي الشق الاقتصادي فهي مهددة أكثر فأكثر بالإفلاس، كما تدل على ذلك مؤشرات الاقتصاد الكلي (التضخم والنمو والديون الخارجية التي ستتجاوز الناتج المحلي الإجمالي قريبًا) المنشورة من قبل الهيئات المالية الدولية.

هنا، يجب أن تهتم شركة Medi 1، التي حشدت أحد موظفيها لنشر “الهاشتاغات” على الجزائريين وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية اليومية، بالحياة اليومية للمغاربة مع استمرار ارتفاع معدل التضخم ونقص الوقود، خاصة بعد تصدير خزانات TotalEnergies إلى فرنسا، واستمرار ارتفاع معدل البطالة، والانخفاض المذهل في القدرة الشرائية للمغاربة.

أما عند استحضار الجزائر، من المهم أن نرى الإجراءات الجديدة الموصى بها في إطار قانون المالية لسنة PLF 2023 ، مع المغلف المالي المخصص للتحويلات الاجتماعية، والتي تضاف إلى إعانات البطالة، وربات البيوت، بالإضافة إلى الحرب بدون هوادة على المضاربة، التي يقودها بيادق العصابة عدو الشعب، وحليف الخطة الصهيونية والاستعمارية الجديدة.

ويأتي كل ذلك، في وقت تُطرد فيه العائلات المغربية من أراضيها لصالح الأوليغارشية التي تحوم حول الملك وحلفائه الصهاينة.

في الختام، على عكس الجزائر التي تدافع بكل قوتها عن حق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المنهوبة منذ عام 1948، فتح المخزن أراضيه على مصراعيها، للاستعمار الصهيوني الجديد، كأرض بديلة، والتي تم تنفيذ خطتها بالفعل، كما يتضح من الأراضي المغربية الخصبة التي تنازل عنها الملك، بموجب مرسوم ملكي (ظهير)، على حساب الشعب المغربي، الذي سينتفض قريبًا ضد العلويين وأسيادهم الصهاينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى