قصة امرأة بحثت عن الحب في الرجال الخطأ.
الأول “زوجٌ” خائن.. والثاني “مُطلق” اختار الرجوع إلى زوجته بعد الطلاق للوقوف إلى جانب ابنه المريض.. والثالث “مريض نفسي ومتزوج” كتم وضعه الاجتماعي والمرضي عنها…
وبين هذا الرجل وذاك بدأت “إيمان” تفقد معنى الحب … تحمل في أعماقها بقايا حياة… وغصنٌ هش تتلاعب به أقل نسمة، وتنذر بكسره كل عاصفة…
تشغل المرأة وعلاقتها بالرجل والأسرة والمحيط الاجتماعي الموضوعة الرئيسية في رواية “غصنٌ هش” للكاتبة المبدعة شيماء الأطرم، فالمرأة في هذه الرواية تتحرك في عالم الرجل – القدر. الرجل – الأب. والرجل – الإبن. هذا التشكيل الروائي للحياة تختار له شيماء الأطرم نساء يختلفن في النظرة إلى الحب والزواج والحياة بشكل عام. الشخصية المحورية في العمل “إيمان” المعلمة والرسامة والأم والزوجة التي خذلها زوجها بخيانته لها، فأصبحت تصارع الحياة لوحدها مع طفلين، وعندما قررت فتح قلبها لآخر خُذلت. و”فاطمة” التي تعاني مع زوجها مشكلة الإنجاب، وترى سعادتها في إنجاب طفل، و”نورة” المهووسة بعمليات التجميل، حتى صارت تثير عيون الرجال أينما حلت إلا أنها لم تنجح في إثارة عيون زوجها، و”عهود” التي هجرت حياتها الزوجية بعد أن اكتشفت أن زوجها ما يزال طفلاً مدللاً يلجأ لاستشارة أمه في كل صغيرة وكبيرة، مع سرد تفاصيل حياتهما المشتركة من دون خجل أو حياء، فاختارت أن تركز اهتمامها في عالم الأزياء والمناسبات الاجتماعية والمشاهير واعتبارها من ضروريات الحياة الاجتماعية، و”أم دانة” التي فرض عليها زوجها قواعد عديدة بعد الزواج، وفضلت العيش بهدوء وسلام مع النعم التي يوفرها لها ولأبنائها… ونساء أُخريات لم يستطعن إقامة علاقات متكافئة مع الرجل… وهنا يكون للسؤال مشروعيته: من المسؤول عن نجاح أو فشل العلاقة الزوجية المرأة أم الرجل؟ أو الإثنان معاً؟.
في غصنٌ هش” نجحت شيماء الأطرم في التغلغل إلى العالم الداخلي للمرأة، تسمع أفكارها وترصد أحلامها، وتعبّر عن انكساراتها، وتدعم نجاحاتها، وتحرر ذاتها، كي تقول لها وعلى لسان بطلتها: “في عراكك مع هذه الحياة، لا يهم أن تخرجي منها منتصرة أو منهزمة، المهم أن تنجي من المعركة الطاحنة، وأنت بكامل قواكِ العقلية. ربما ليس بكامل قواكِ النفسية، ولكنك محظوظة فالنجاة في حد ذاتها انتصار”.
من أجواء الرواية نقرأ:
“لا تبكي يا حبيبتي فأنت القوية التي يستند عليها أخوتها، أنت المرأة الصلبة التي تجاوزت مصاعب الحياة لوحدها.
رفعت رأسها والدموع تغطي عينيها وتتزاحم فوق خديها، واعترضت على كلماتها بصوت حزين شجي: كلكم ترون فيّ شجرة صلبة يصعب على الرياح اقتلاعها، بينما أنا غصن هش تتلاعب به أقل نسمة، وتنذر بكسره كل عاصفة.
اقترب منها فهد ومسح على شعرها وشدها إلى صدره، إنها المرة الأولى التي يحتضنها. لم تكن تعلم بأن حضن الأخ مريح ودافئ. همست في أذنه: “مهما ظننت أنني قوية سأبقى محتاجة إلى كتفك لاستند عليها”.